للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


بحبور وهي تقول 
علي ....
ايوا علي يا ست كاميليا ياللي ممرمطه الدنيا كلها وراك
تحدث علي بمرح محاولا تلطيف الأجواء فقد هاله مظهرها الحزين و شحوب وجهها و بحور عينيها التي يغزوها ذلك الإحمرار الذي يدل على جفاف أنهارها من فرط البكاء 
همت بالنهوض فاوقفتها يداه التي احتوت كفيها و ربتت عليهم بحنان أخوي كبير و قال بلطف 

خليك زي مانت ... متقوميش 
مش مصدقه ان انا شيفاك يا علي . طمني على خالتو و كارما و غرام وحشوني اوي ..
بالنسبه لإسمي اللي متذكرش في اللستة دي ايه مش معترف بيا و لا حاجه دانا قولت هلاقي بختي معاكي بدل القردتين اللي عايزين قص لسانهم اللي هناك دول 
يا خساره الشيكولاته اللي كنت بجبهالك انتي و هما دانتوا خربتوا بيتي .. 
ضحكت كاميليا على كلماته المرحة التي تعرف انه قالها ليخرجها من حزنها فأردف علي بعد ما وصل لمراده
أيوا كدا يا شيخه اضحكي خلي الشمس تطلع بدل مانت مغمقاها علينا كدا 
ابتسمت صفية داخليا فقد صحت ظنونها و استطاع علي ان يخرجها من حالة الحزن المسيطرة عليها حتى لو كان ذلك مؤقتا . و لكنها شعرت بذلك اللهيب الذي يندلع من عيني روفان فتأكدت من أن ظنونها تجاههم صحيحة فهي شعرت بأن هناك شيئا ما بينهم حتي و إن كان في بدايته و غير مصرح به و لكنها إمرأه قد عشقت بشده و علي قدر عشقها كان ألمها لذا فهي تجيد معرفة العشق أينما تراه ...
تحدثت صفيه أخيرا لتتأكد من ظنونها و تطفئ تلك النيران المندلعة في هاتان العينين البريئتين و تقطع الشك باليقين داخل ذلك القلب الذي تخاف عليه من نسمة الهواء فقالت بنبرة ذات مغزى 
يااه يا كاميليا .. يعني ضحكتك منورتش وشك غير لما علي جه ! لو اعرف كده كنت بعت جبته من زمان 
انت متعرفيش يا ماما صفية علي دا بالنسبالي ايه دا أخويا اللي ربنا مرزقنيش بيه بعتبره زيه زي أدهم .. من يوم ما روحت عندهم و هو بيعاملني زي اخواته كارما و غرام و احسن كمان ..
تحدث علي الذي كان يشعر بما يدور حوله و إلى نظرات روفان المسلطة عليهم و التي تنبعث منها النيران فرقص قلبه فرحا لما يراه . فتلك العينين تأسرانه و تأخذه لعالم من السحر لم يتذوقه قلبه مطلقا
والله يا طنط صفيه ربنا يعلم كاميليا دي عندنا كلنا ايه مش عندي انا بس و انها من يوم ما دخلت بيتنا و هي زيها زي غرام و كارما و يمكن اكتر .. كفايه إنها من ريحه خالتو زهرة اللي طول عمري بسمع عنها و للأسف آخر مرة شفتها كنت لسه طفل صغير و مش فاكر اي حاجه من اللقاء دا 
تنهدت صفيه لتذكرها معاناة زهرة مع رحيم الحسيني الذي منعها منعا باتا الإلتقاء بأي فرد من عائلتها فقالت بحزن
كل شئ نصيب يا ابني .. و أحيانا كتير مبيبقاش لينا سلطة علي القدر اللي اتفرض علينا

صحح علي حديثها قائلا
قصدك فرضته الناس علينا يا طنط ..
صفيه بحزن دفين
مش هتفرق يا علي كتير في النهاية هو مقدر و مكتوب حتى لو كان ظلم 
لا يا طنط هتفرق عشان ربنا مش ظالم البشر هما اللي ظلمه و بيفتروا دايما على الضعيف 
تدخلت روفان في الحديث فهي تعلم أن الحديث يدور حول عائلتها و بالأخص حول جدها و هي لن تسمح أبدا لأحد بإهانته حتى لو كلفها الأمر الكثير فقالت بحدة 
البقاء دايما للأقوى هو مش دا قانون الحياه 
أجابها علي بفظاظة 
لا دا قانون الغابة يا آنسه روفان مش قانون البني آدمين اللي ربنا ميزهم بالعقل عشان يعرفوا الفرق بين الحلال و الحړام الظلم و العدل الغلط و الصح 
شدد علي على كلماته الأخيره فقد ڠضب داخليا من انحيازها الواضح في حديثها لظلم جدها لخالته فعلت مدافعة عن رأيها
والله الموضوع نسبي و بيختلف من واحد للتاني 
فقط ارادت مجادلته فهي اغتاظت من مناداته لها بهذا اللقب و كأنه اختار ان يبعدها و يضع الحدود بينهم ولكنها لم تحسب أنه خصما ليس سهلا بالمرة 
موضوع ايه اللي نسبي الحلال بين والحرام بين و الغلط معروف و الصح معروف بس الإنسان بيحب يقاوح عشان يبرر لنفسه أخطاؤه و أخطاء اللي بيحبهم مع إنه في الحاله دي بيبقي بيظلم نفسه و بيظلمهم ... إستنادا على قول سيدنا محمد انصر آخاك ظالما أو مظلوما ... فمظلوما يا رسول الله فكيف ظالما.. قال بأن ترده عن ظلمه 
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم 
اندفعت روفان متغاظه من سهام حديثه التي اخترقتها و اشعرتها بغبائها أمامه فقالت بهجوم 
مانا ممكن اظلمك أو أأذيك عشان فكرتك ظلمتني او اذيتني او حد وصلي الفكرة دي ياترى كدا بقي ابقي ظالمة ولا مظلومه 
فاجأتها أجابته الفظة حين قال
كدا تبقي غبيه ! اسف
 

تم نسخ الرابط