للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري
المحتويات
تدري ما عليها فعله أنقذها دخول الممرضة التي نادت على رائد لتبلغه بأن مدير المشفى يريد الحديث معه فتركها بمفردها مع والدته قائلا بأنه لن يتأخر
نظرت هند الى ملامح تلك السيدة المسالمه و التي تبدو و كأنها نسجت عالم وردي في خيالها لتعيش فيه هربا من سوء هذا العالم و للحظه شعرت بأنها تحسدها و تتمنى لو تفعل مثلها و لكن ما باليد حيله فقد فرض عليها العيش في كل هذا العڈاب دون القدرة على الاعتراض حتى .. قامت هند بالجلوس بجانبها و قالت بلهجة يائسه
تناثر الألم من عينيها وهي
تتابع
_ انا بتمني اكون زيك بس للأسف انا عندي ناس تانيه اخاڤ عليها . ناس مقدرش اتخلى عنهم . ناس بحبهم لدرجه اني مستعدة ادوس على قلبي و علي سعادتي عشان بس احميهم .
_مقدرش استسلم و اسيبهم يواجهوا أخطائي و يدفعوا تمنها . ارجوكي سامحيني و قوليله يسامحني مش هقدر أضحي بيهم . حتى لو علة مۏتي . لازم احارب عشانهم و عشان احميهم من الناس اللي مبترحمش .
تعانقت اوجاعها مع قلة حيلتها و أمنياتها المستحيلة حين قالت
_ ياريتني قابلته في مكان و زمان تانيين مكنتش هتخلى عنه ابدا . قوليله اني اهون عليا المۏت و لا أنه اسيبه يواجه العڈاب دا كله لوحده بس ڠصب عني مش هقدر . مش هقدر .
_ والله يا رائد بيه دا اللي حصل بالظبط انا معرفش مين الشخص اللي جه سأل عنك هنا هو جه سال الأمن و مشي على طول بس الكاميرات جابته من ضهره و تقريبا كان واخد حذره عشان ميتصورش .
_ الحقني يا دكتور . الست اللي تبع الأستاذ دا جالها حاله اڼهيار عصبي .
_ متقلقيش يا آنسه سهى احنا كلنا حواليك و مأمنينك كويس .
كانت هذه كلمات يوسف المطمئنه و هو ينظر في المرأة لسهى التي تجلس في المقعد الخلفي للسيارة و تلك التي كانت تستشيط ڠضبا من تلك الفتاة التي لا تخفي إعجابها الشديد بيوسف و مما زاد من حنقها تلك الكلمات التي أجابته بها و تلك النبرة الرقيقه المفتعلة كما وصفتها كاميليا
تنفست كاميليا بصوت مسموع و هي تطرق بأصابعها فوق تابلوه السيارة فتلك كانت وسيلتها للتنفيس عن ڠضبها لتعدل سهى من حديثها قائله بتوتر
_ اقصد واثقه فيكوا كلكوا و بعدين كارما و غرام دول أصحابي من و احنا لسه صغيرين و زي اخواتي و ممكن اعمل عشانهم اي حاجه .
لم بجيبها يوسف خوفا عليها من تلك النمرة المتوحشه التي تكاد تفتك بها و إنما صوب كل انتباهه إلى مدخل بيت ذلك المعيد و ما أن لمحه يستعد للخروج من باب البناية حتى تحدث مع سهى بنبرة جافة
_ ماجد نازل . جاهزة
اړتعبت سهى من لهجته و لكنها أجابت بنبرة ثابتة نوعا ما
_
جاهزة .
_ مش محتاج افكرك لازم تاخدي بالك كويس اوى و تمثلي دورك بالحرف . الغلطه هنا بفورة .
لم ينتظر إجابتها إنما أمرها بالنزول فورا لتطيعه دون جدال و ما أن اقتربت من ماجد الذي كان على وشك الصعود إلى سيارته حتى نادت عليه
دكتور ماجد . دكتور ماجد .
الټفت ماجد الى ذلك الصوت ليتفاجأ بسهى تقف على بعد سنتيمترات منه فقطب جبينه باستغراب قائلا
_ سهى ! انت ايه اللي جابك هنا
توترت سهى بعض الشئ و لكنها استجمعت شجاعتها و قالت بصوت أنثوي رقيق
_ بصراحه كنت عايزة اتكلم مع حضرتك في موضوع .
_ و الموضوع دا مكنش ينفع تأجليه لما نتقابل بكرة في الجامعه
أجابته سهى بلهفه
_ لا الموضوع دا مينفعش يتقال في الجامعه و مينفعش يتأجل أكتر من كدا !
ذم ماجد شفتيه فهو لا يريد التأخر علي لقاء حبيبته فأجابها بملل
_ خير يا سهى موضوع اي اللي مينفعش يتأجل دا
متابعة القراءة