للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


و غرام ! و قبل ما تجاوب عايزك تعرف ان يمين بالله لهقلب الدنيا عليها واطيها لحد ما ارجع إخوتي حتى لو كانوا في سابع أرض ..
ذعر هاشم من حديثه و اړتعب قلبه عندما علم ما أصاب حفيداته فأجاب بلهفه و ألم 
_ ايه اللي انت بتقوله دا يا علي انت واعي انت بتقول ايه انا هعمل كدا في بنات الغالي دانا افديهم بروحي .

شعر علي بمقدار الألم في صوته و أخذت وخزات الندم تاكل قلبه فلم يستطع الحديث ليتابع هاشم بنبرة مهزوز من فرط التعب و الحزن 
_ اللي حصل دا حصل ازاي يا علي 
تردد علي لثوان قبل أن يتحدث بيأس 
_ معرفش . كانوا خارجين الصبح وفجأة طلع عليهم ناس ملثمين خدروهم و ركبوهم عربيه و هربوا و لحد دلوقتي منعرفش حاجه عنهم . قلبت إسكندرية حته حته و مفيش اي جديد .
تعاظم ړعب العجوز تأثر لتلك النبرة اليائسه التي يتحدث بها حفيده و لكن هذا ليس وقت الضعف خاصة لمن لم يعتاده فأخذ يشحذ بعضا من قوته الذي أفقده إياها المړض و قال بصوت قوي 
_ إجمد كدا يا على . أن شاء الله هنلاقيهم . انا هقلب الدنيا لحد ما ارجع بنات ابني بيتهم سالمين . متقلقش . انت مش لوحدك انا في ضهرك و اللي عمل كدا هيتحاسب أشد الحساب أنه فكر بس يقربلهم .
لا يدري لما شعر ببعض من الارتياح لحديث جده و لكن كبرياؤه أبى أن يقبل بمساعدته فنفض عنه ثوب اليأس و تنحنح قليلا ثم قال بثبات 
_ شكرا يا هاشم بيه مش محتاج مساعدتك و أنا هعرف ارجع إخواتي حتي لو على رقبتي .
ابتسامه جانبيه ظهرت على شفتي العجوز فقد كان يتوقع رد حفيده و لما لا فهو أخذ كثيرا من طباعه 
_ طبعا يا ابني انت تقدر تعمل كدا و أنا معنديش شك انك تقدر ترجع إخواتك و تحافظ عليهم بس دول بنات ابني و ليا حق فيهم و مش هقدر اقف ساكت و هما مخطوفين كدا . ياريت تسبني اساعدك يا علي و اقف في ضهرك . 
اهتز علي داخليا من رجاء جده المبطن و شعر بأنه يجب أن يضع مصلحة شقيقتيه اولا ليزفر بتعب قائلا 
_ لو احتجت حاجه هقولك .
تحدث الجد بارتياح 
_ و أنا هبعتلك اللي يبقى رهن إشارتك و هيمشي بامرك انت بس شاورله . دول بناتنا يا علي شايلين اسم الرفاعي شرفنا وعرضنا يا ابني و
لازم تحميهم بعنينا و انا عارف انك اسد و راجل من ضهر راجل .
انهى علي مكالمته و قد شعر بأن الهواء قد نفذ من رئتيه و فاغمض عينيه بتعب يناجي ربه بأن يرشده للطريق الصحيح و يخفف عنه هذا الثقل الذي يجثو فوق قلبه وكأن الله استجاب لدعائه ليرن هاتفه معلنا عن مكالمة أكثر من مرحب بها ليلتقطه قائلا في لهفه 
_ روفان .
فأجابته بقلب لهيف 
_ علي . انا عرفت من كاميليا اللي حصل و قولت لازم اكلمك اطمن عليك .
لأول مرة في حياته يعجز عن الحديث الذي سيتبعه حتما انهار من الدموع التي لا تليق بعنفوانه لتزداد حدة تنفسه و على صوته الذي أخبرها عن مدى معاناته فأردفت بطمأنه 
_ متقلقش . أن شاء الله هتلاقيهم . ربنا هيحفظهم و هيرجعهم بالسلامه . انت بس قول يارب .
خرجت الكلمات من فمه بحرقه نابعة من احتراقه داخليا 
_ يااااااارب . يااااااارب يا روفان يرجعوا بالسلامه .
اضافت بلهجة هادئه نابعه من قلب انثي تحولت أما عندما وقعت في العشق .
_ هقولك على حاجه حلوة . انت اكيد بتدور عليهم و مش واقف لحظه . عايزاك و انت بتدور عليهم اقعد قول لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم كتير اوووي بنيه إن ربنا يحفظهم و تلاقيهم و أن شاء الله ربنا هيردهم ليك في أقرب وقت و هتشوف إن ربنا مش هيكسر بخاطرك و هيطمن قلبك عليهم .
و

كأن حديثها كان كالبلسم على قلبه و قد أنار له طريقا لا يعرف كيف غفل عنه و هو اللجوء إلى الله سبحانه و تعالى ليقول بحب تجلي في نبرة صوته 
_ حاضر . ربنا يخليك ليا .
اهتز قلبها لتلك النبرة التي أسرتها و هذه الكلمات البسيطه التي جعلت الفراشات تحلق في معدتها لتأخذ نفسا عميقا يملؤه عبير العشق قائله بخجل 
_ و يخليك ليا .
ثم تداركت الموقف قائله بتوتر 
_ لينا يعني يخليك لينا و للناس كلها بما إنك ظابط و كدا .
للحظات بسيطه شقت الابتسامه شفتيه علي توترها و برائتها ثم قال بلهجة ناعمة 
_ادعيلي و ادعيلهم .
_ ربنا معاك و معاهم يارب و يجمعكوا مع بعض في اقرب وقت .
امن علي على دعائها ثم ختم المكالمه التي اعطته جرعه كبيرة من الطاقه التي سيسخرها جميعها
 

تم نسخ الرابط