للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


ليظل لثوان يتشرب ملامحها التي افتقدها كثيرا بينما مزقت هي ثوب الصمت حين قالت پغضب 
_ ممكن اعرف إيه اللي انت بتعمله دا !
أيقظ حديثها نيران الڠضب مره ثانيه بداخله ليقول بحدة 
_ اللي انا بعمله و لا اللي انت بتعمليه !
لم تصدمها وقاحته كثيرا لذا قالت بجفاء
انا حرة اعمل اللي اعمله انت مالك 
امتدت قبضته لتؤلم رسغها وهو يقول من بين أسنانه 

_ اتعدلي في الكلام و ردي عليا انت صحيح اتخطبتي للزفت دا 
قالها بلهجة غاضبة تحمل التوسع في طياتها و كل خليه فيه تدعو الله أن تقوم بنفي هذا الخبر حتى يستطيع أن يلتقط أنفاسه التي هربت منه منذ أن علم بتلك الخطبه اللعينه لكنها التفتت تناظره بعنفوان صاحب نبرتها الجافه حين قالت
_ و دا
يخصك في إيه 
كانت احارب جيوش الشوق و الألم معا و قد كان هو الآخر فريسه لحروبه الدامية لذا صاح بنفاذ صبر 
_ ردي عليا 
تعمدت غمس خنجرها بقلبه برويه تجلت في لهجتها الجافة حين قالت
_ أيوا اتخطبتله . اقدر اعرف دا يخصك في ايه 
جاي هنا في الوقت دا ليه .. 
نفذ خنجرها المسمۏم إلى أعماق في قلبه محدثا آلام تفوق طاقة البشر فغافله الألم و تساقط على هيئة عبرات هاربه من مقلتيه ليقول بنبرة محشوه بالۏجع 
_ و قدرتي 
هناك خيطا مدببا يفصل بين اڼهيارها و بين النجاة بكبريائها ولكن الأخير كان له الغلبة لتستطع بشق الأنفس أن تخرج نبرتها جافة خالية من أي مشاعر 
_ و مقدرش ليه ايه يمنعني من اني ارتبط زي كل البنات ! و لا انت كنت مفكر اني هقعد اعيط عشان حبيت واحد طلع ميستاهلش ..
تبلورت السخرية الممزوجه بالأسى في نظراتها و تناثر الألم من بين حروفها حين تابعت
_ واحد غدر بيا و كسر قلبي و شك فيا و عاملني علي إني واحده رخيصه . و كل دا ليه عشان وثقت فيه و اعتبرته راجل و آمنته على قلبي !
تعانق الذنب مع الۏجع و انهمرت كلماته الملتاعه تمزق جوفه من فرط الألم 
_ مش يمكن الراجل دا اتعذب قد مانتي اتعذبتي مليوون مرة !
استنكرت كلماته و وجعه الذي لم يمس حدود قلبها أبدا 
_ اتعذب ! ليه هو عنده قلب زينا عشان يتعذب 
باغتها اعترافه بتلك اللهجة المبحوحة من فرط الألم 
_ مكنش عنده قلب قبل ما يعرفك . قلبه كان ماټ من زمان و بسببك

رجع ينبض من تاني . 
ردد قلبه وكذلك شفتيه اعلان امتلاكه لها 
_ يا غرامي ..
كانت كلمات بسيطة و لكنها أضرمت النيران في قلبها الذي استنكر تلك الياء التملكية في حديثه و صاحت پعنف 
_ ماتقوليش الكلمة دي تاني . انا مش غرامك مش بتاعتك مش اخصك عشان تقولي كدا . فاهم !
لم تكن لهجته اهدأ من لهجتها بل كانت أعنف حين صړخ قائلا
_ لا بتاعتي ! بتاعتي من أول يوم شفتك فيه . انت اللي لازم تفهمي دا كويس و اعرفى إن ورحمة أبويا ما هسمح لحد أبدا ياخدك مني فاهمه .. 
كانت كلماته كفيله بجعل قلبها يطير إلى أعالي السحاب من فرط السعادة و لكن لو كان ذلك قبل أن يقوم بكسر جناحيها لتشعر بأنها طير صغير كسر جناحيه قبل أن يستمتع بالتحليق بهما فأي شئ في هذه الحياة قادر على أذاقته طعم السعادة ثانية 
لون الحزن تقاسيمها فقد اضناها كل ذلك الألم الذي اختبرته منذ تلك الليله المشئومه و حتى خطوبتها المزعومة من ذلك الطبيب فشددت على كل حرف تتفوه به 
_ إتأخرت كتير يا أدهم بيه أنا خلاص بقيت لواحد تاني غيرك و شايله إسمه و اللي كان بينا ماضي و انتهى و ياريت تبعد عني و تنساني زي ما انا نسيتك !
ما أن أنهت حديثها الذي اشعل النيران بقلبه حتى ترجلت من السيارة مهروله لا ترى أمامها من كثرة العبرات الذي ذرفتها روحها ولكن أوقفتها ذراع مازن التي التقطتها ما أن تعثرت حتى كادت أن تسقط أرض فرفعت رأسها ناظرة إليه بحزن يقطر من بين حروفها حين قالت تتوسله 
_ قوله يبعد عني يا مازن . انا مبقتش عايزه .
كفايه اللي شفته منه . خليه يسبني في حالي ويبعد عني بقى . أبعده عني أرجوك .
صدم مازن من مظهرها المزري و هذا الحديث الذي تفوهت به يشرح كم تأذت بسبب صديقه التي ما أن لحق بها حتى تجمدت الډماء في أوردته من كلماتها التي تقطر لوعة جمدته في مكانه فلم يجرؤ على التقدم خطوة واحدة فحديثها و اڼهيارها افصحا عن مدى المعاناة و الألم اللذان تجرعتهم تلك المسكينة على يديه.
صمت آذانه بعد كلماتها و بقيت نظراته معلقة عليها تتابع انسحابها إلى الأعلى بنظرات منكسرة ليوقن بأنه قد خسرها للأبد ...
بعد ذلك الخروج العاصف لأدهم و يليه إستئذان مازن السريع ليلحق به بعد ما دار بينه و بين يوسف حديث
 

تم نسخ الرابط