للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


سري لم يستغرق سوي بضع دقائق حتي شعر جميعهم بوجود خطب ما ليقول رحيم پغضب 
_ هو في إيه الولد المچنون دا خرج ليه كدا .. 
_ الجنان دا مش جديد على أدهم يا جدو دا العادي بتاعه .
تحدثت نيفين بلامبالاه لتسخر منها روفان قائله 
_ والله يكون مچنون أحسن ما يكون حشري و بيدخل في اللي مالوش فيه .
هتفت نيفين پغضب من إحراجها أمامهم 

_ قصدك ايه يا روفان انا حشريه ! و بدخل في اللي ماليش فيه 
تدخلت صفيه لقمع شجارهم قبل أن يبدأ قائله 
_ روفان اكيد متقصدكيش يا نيفين .
ثم اتجهت بأنظارها إلى رحيم لتقول بهدوء 
_ يمكن افتكر حاجه مهمه يا بابا فخرج بالطريقه دي معلش اعذره ..
لم يفلح حديثها في إخماد ڠضب رحيم الذي قال باستنكار 
_ حاجه ايه دي اللي مهمه لدرجه انه حتى مرماش علينا السلام و لا احترمك لما ناديتي عليه . الولد دا مبقالوش كبير خلاص ..
تحدثت سميرة بخبث محاوله إضفاء المزيد من البنزين فوق ڼار رحيم لتأتيها كلمات يوسف الجافة فقد ضاق ذرعا بحديثهم الذي لا جدوى منه و خاصة عندما استفزته تلك الحية 
_ أدهم يعمل اللي هو عايزة يا جدي هو مش ولد صغير عشان نحاسبه . و بالنسبه للاحترام فالإنسان هو اللي بيجبر الناس تحترمه أو لا و اللي حصل من شويه دا موقف عابر ميستحقش نقف عنده .
صمت لثوان قبل أن يضيف بتحذير يقطر من بين كلماته
_ ولاد الحسيني مش موضع انتقاد من حد فياريت اللي عنده كلمه يحتفظ بيها لنفسه .
ڠضبت سميرة من لهجة يوسف و تلميحاته لتقول پغضب مغلف بالسخرية 
_ طبعا يا يوسف ولاد الحسيني

محدش يقدر ينتقدهم و يعملوا اللي هما عايزينه و محدش يقدر يتكلم و بعدين يا عمي انت زعلان ليه ما عمه مراد من كام يوم حصل معاه نفس الموقف بردو و خرج يجري و لحد دلوقتي منعرفش عنه حاجه و يا عالم هيفضل غايب لحد امتى و بردو محدش يقدر يتكلم .
_ مراد الحسيني مش هيغيب عن بيته تاني يا سميرة اطمني 
الټفت جميعهم لذلك الصوت القادم من الخلف و الذي لم يكن سوى لمراد و لكن ليس هذا ما لفت إنتباههم إنما ذلك الجسد الصغير الذي كان يمسك بيده وينظر إليهم بعينين يرتسم بهم الخۏف الممزوج بالخجل ليقاطع صمتهم و استغرابهم مراد مرة ثانية قائلا بفخر و تشفي 
_ أحب اقدم لكم زين مراد الحسيني ابني . 
في مكان آخر نجد هناك روح مذبوحة پسكين هي من قامت بسنها وأحمائها لتكون أول و آخر ضحاياها
. هذا كان حال أدهم الذي لم يكن يعي أو يسمع شئ سوى رنين بكائها في أذنيه و كلماتها التي كانت كطلقات ڼارية استقرت في صدره وهي تتمنى لو أنه يخرج من حياتها للأبد .. 
لا يمكنه لومها فالذنب ذنبه و كل هذا الألم الذي جناه هو ثمار جرحه لها و لكن ماذا يفعل بتلك النيران التي تلتهم كل ذرة فيه و ذلك الألم الفتاك الذي يعصف بقلبه حتى عقله قد توقف عن التفكير كل ما يتذكره هو نظرات الاحتقار في عينيها و رغبتها في الإبتعاد عنه لتفر دمعه هاربه من طرف عيناه تحكي مدى القهر الذي يعتمل بداخله ..
حتى أن مازن قد شعر بالشفقه عليه ليقرر كسر ذلك الصمت و مساعدة صديقه في تلك المحڼة التي يمر بها 
_ هتفضل ساكت كدا كتير يا أدهم و مش هتقولي حصل ايه بردو 
تحدث أدهم بكلمات متقطعه يقطر القهر من بين حروفها 
_ مبقتش عايزاني في حياتها يا مازن . خلاص غرام ضاعت مني و مبقتش بتحبني .
_ كل دا انا عارفه يا ادهم بس اللي معرفهوش ليه هي تعمل كدا 
طال الصمت مرة ثانية حتي قرر مازن أعادة صياغه سؤاله و لكن بطريقه اقوى فقال بنفاذ صبر 
_ رد عليا يا ادهم عملت فيها ايه خلتها تكرهك بالشكل دا .. 
خرجت الإجابة من عينيه قبل أن تخرج من فمه على هيئة موجة من العبرات يتلوها لحن نازفا عزفته شفتاه 
_ كسرتها أوي يا مازن . كسرتها و أنا معرفش إني بكسر قلبي بإيدي . عمرها ما هتقدر تسامحني 
أخذ الفضول يفتك بعقل مازن و لكنه آثر الصمت بسبب حالة أدهم التي لا تسمح بالكلام فحاول عدم الخوض في الموضوع و قال مهدئا 
_ طب اهدي يا أدهم و اشرب الليمون دا هيهديك .
_ مفيش حاجه في الدنيا هتقدر تهديني . أنا ضيعت نفسي بايدي و استاهل كل اللي يجرالي .
تحدث مازن بهدوء
_ كل مشكله و ليها حلال يا أدهم . اشرب بس عشان تهدى.
طاوعه أدهم و قام بارتشاف العصير عله يطفئ النيران المشتعله بجوفه ليمر وقت ليس بكثير حتى سأله مازن 
_ بقيت أحسن شويه 
لم يتلقى إجابة سوى إيماءة بسيطة من رأسه ليعاود مازن الحديث مجددا 
_
 

تم نسخ الرابط