للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


أن يراضيها علي طريقته الخاصه و لكن ليس أمام كل هذه الأزواج من العيون التي تطالعهم بتركيز ليعيد سؤاله مرة اخرى بنبرة أعمق 
مرضيه يا كاميليا !
أعادتها نبرته إلى الواقع لتدرك أنه يتوجب عليها الحديث فجميعهم ينتظرون جوابها لتقول بخجل من نظراتهم إليها خاصة بهذا الشكل 
مرضيه 
تنفس جميعهم الصعداء ثم أمرهم رحيم بالتوجه إلي مائدة الغداء و تجاوز هذا الموقف السئ 

ماما يا ماما انت فين 
كان هذا صوت على الذي ما أن وطأت قدماه منزلهم حتى أخذ يبحث عن والدته ليصله صوتها القادم من المطبخ هاتفه 
ايوا يا علي تعالى يا حبيبي انا في المطبخ 
دا ايه الريحه اللي تجنن دي يا ست الكل 
تقدم علي منها و قام جبينها ثم أيضا اعتزازا و تبجيلا فهي بر الأمان خاصته و وجهته الآمنه في هذه الحياة لتربت فاطمه على ظهره بحنان كبير فهو أول فرحتها و صديقها الصدوق قبل أن يكون ولدها لتقول بحب 
حمد لله عالسلامه يا حبيبي عملالك الأكل اللي بتحبه 
تحدث علي بمرح ملتقطا تفاحه من الطبق بجانبها
الله يسلمك يا طماطم انت كل حاجه بتعمليها بحبها عامله ايه بقي بالظبط 
مازحته قائله 
انت هتقولي ما شاء الله عليك مبتكرهش حاجه أبدا 
ماشي يا طماطم مقبوله منك عندي ليك خبر حلو 
التفتت إليه فاطمه متلهفه لسماع أخبار سارة من بين جميع التخبطات و الأزمات الأخيرة و قائله

بعجل 
و ساكت ليه من ساعتها قولي لي اي حاجه تفرحني يا علي 
في عريس جاي لغرام 
قطبت فاطمه جبينها لوهله ثم سرعان ما بدر إلى ذهنها أن يكون ذلك العريس هو أدهم فتهللت أساريرها قائله بحبور
بجد
يا علي و مين هو 
أخذ قضمه آخرى من تفاحته قبل أن يقول 
تخيلي مين 
مين يعني 
تحدث علي يشاكسها 
فكري كدا يا طماطم شغلي الجمجمه شويه 
ڠضبت فاطمة من مراوغته لها قائله بنفاذ صبر 
ما تقول ياد انت مين هتفضل تلاعبني كدا كتير 
خلاص يا ستي الواحد غلطان أنه بيهزر معاك العريس دكتور رامي اللي كان بيتابع حالة كاميليا في المستشفى 
زمت فاطمه شفتيها و قالت بتذمر 
جتك نيله في أخبارك قوله مش موافقين غرام لسه صغيره 
بس أنا موافقه يا ماما !!! 
ما أن أنهت فاطمه كلماتها حتى اندفعت تلك التي كانت تتابع الحديث عندما استوقفتها كلمات أخيها عن العريس المزعوم لينتفض قلبها لهفه عسى أن يكون ذلك العريس هو حبيبها و معذب فؤادها و لكن سرعان ما نفسها على ظنها الأحمق هذا عندما فاجأها علي بهويته و رفض والدتها لتنتهز الفرصة و تثأر من ذلك المتعجرف المغرور 
بخطبتها من ذلك الطبيب فهي مازالت تذكر كيف كان غضبه عندما رأى نظراته إليها فكيف إذا علم بخطبتها منه !! 
علي يا حبيبي ادخل غير هدومك و خد دوش على ما يكون الأكل جهز 
كانت كلمات فاطمه التي جاءت متجاهله اندفاع غرام و دهشه علي من إقتحامها لحديثهم وذلك للتعامل مع تهور صغيرتها و محاولة إرجاع عقلها إلى محله ليأتيها الرد على هيئة إيماءة بسيطه من رأسه ثم قام بحشر ما تبقى من تفاحته في فم غرام وهو يقول بمزاح 
خدي كملي دي يا أم لسانين قال عايزة تتجوز قال 
يووه غبي والله 
كان هذا رد غرام على مزاحه لتجد والدتها تقبض على معصمها و هي تجرها خلفها على الكرسي أمامها و تتحدث بهدوء مفتعل 
اصبري يا قلب امك انت لسه شفتي غباء !
حمحمت غرام پخوف وهي تقول بلهجه خافته 
إيه يا ممتي غباء ايه بعد الشړ ربنا ما يجيب حاجه وحشة أبدا 
فاطمه بتوعد
اممممم آخر العنقود بتاعي اللي جايه الدنيا عشان تكفر سيئاتي ! قولتيلي بقى أنت موافقه على دكتور رامي ! 
غرام بنبرة مهتزة
إحممم أأأأ أنا قولت كدا امتى يا ممتي !
امسكت فاطمه بالملعقة الخشبيه الخاصه بتقليب الطعام في حركة ټهديدية صاحبها ارتفاع إحدى حاجبيها وهي تقول بټهديد 
غرام اظبطي نفسك معايا أحسن ما أظبطك أنا 
تلعثمت غرام من حركة والدتها و نبرتها لتقول برقة في محاولة لكسب ود والدتها 
إيه يا ماما بس دا انا بهزر معاك الواحد ميعرفش يهزر في البيت دا ولا إيه ! 
لم تتلقى رد من والدتها سوي إيماءة خافته منها تحثها على الحديث لتتابع بلهجة مهذبه بعيدة عن أسلوبها الدائم في السخرية والمزاح 
بصي يا ممتي رامي باين عليه محترم و ابن ناس و كمان دكتور و شكله قمور و دمه خفيف و كدا يعني يعتبر عريس لقطه حرام نرفضه كدا من غير ما ادي لنفسي فرصه ولا إنت إيه رأيك 
بدا على فاطمه الاقتناع بحديثها لترد بعد دقيقة من الصمت 
والله عندك حق الواد ميتعيبش وشكله ابن ناس و ذوق و محترم يعني بصراحه عريس لقطه 
هبت غرام بلهفه 
اديكي قولتي يا ممتي يبقي ليه نرفض علي طول كدا مش نشوفه الأول 
و بالمرة لو ربنا أراد نعمل خطوبتك انت و كارما في يوم واحد إيه رأيك 
صفقت غرام بحماس من اقتراح والدتها و تناست للحظة خطتها في إقناع
 

تم نسخ الرابط