للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري
المحتويات
أن هم بالنزول حتي وجد مازن يدخل من باب القصراللذيذة التي أدخلته إليها ساحرته الصغيرة عندما هتف ليناديه
_ يوسف يوسف
كرر مازن ندائه أكثر من مرة حتى أنه اضطر لرفع صوته حتى يجذب إنتباهه ولكن قلبه كان يأخذه رغما عنه كالمغيب خلفها
استفاق من سحر طوقته به امرأة جعلته يدمن الهواء الذي تتنفسه ليرد علي صديقه بنفاذ صبر
_ نعم الله عليك بقالي ساعه بنادي عليك وانت ولا انت هنا !
تحدث مازن بسخريه ليقترب منه يوسف موبخا
_ ما خلاص يا زفت انا قدامك اهوة عايز ايه
_
أبدا يا عمنا عايزك تجهز نفسك آخر الأسبوع عشان خطوبتي علي كارما
تحدث مازن بسعادة ليتفاجأ يوسف من حديثه قائلا
أجابه مازن بنفاذ صبر
لا بقولك ايه انا قارئ فتحتها من وهي لسه في اللفه مش لسه هستني الأفلام
دي كلها مش كفايه علي الواطي مرديش يخليها خطوبه وكتب كتاب و قالي لا نلبس دبل الأول و بعدين كتب الكتاب بعد ما تخلص امتحانات
تعالت ضحكات السخرية من فم يوسف على سخط مازن الواضح على ملامحه ليقول باستفزاز
أجابه مازن مغلولا
_ أيوا ياخويا اضحك اضحك ما أنت كاتب كتابك و المزة عايشه معاك في البيت و زمانك خاربها
قاطعه يوسف بسخط
_ بس ياد انت هتقر عليا و أنا أقول المصاېب اللي بتجرالي دي كلها من ايه اتاريها عنيك اللي راشقه في حياتي أنجز قول علي أجلها ليه
_ قال ايه عشان معطلهاش عن مذاكرتها ! على أساس إني مش هكلمها و اقابلها و مش بعيد اتغرغر بيها كمان
_ يخربيتك ياد دا أنت واقع ربنا يستر و متجبيلناش مصېبه
تحدث يوسف بمزاح ليجيبه مازن مؤكدا
_ بس متقاطعش المصېبة جايه جايه المهم باقي العيله فين عشان اقولهم يلحقوا يجهزوا نفسهم
دخل كلا من مازن و يوسف إلى الصالون ليجدوا الجميع متواجد والأحاديث الجانبيه دائرة بين كلا من روفان و كاميليا التي ما إن لمحته قادما حتى تسارعت دقات قلبها خاصة عندما التقت شعلتيها بزقاوتيه ليجري بينهم ذلك التيار الكهربائى و الصراع الأزلي بين حرارة النيران و برودة المياه ليجلس هو على الكرسي المقابل لها بعد أن ألقي التحية دون أن تحيد عيناه عنها و لكن نظراته بدت لها غامضه كثيرا فلم تفهم اهي ڠضب أم إعجاب أم لهفه ام إشتياق
قاطع مازن سيل أفكارها عندما تحدث قائلا
إن شاء الله خطوبتي يوم الجمعه على كارما يا جماعه و هكون مبسوط لو كنتو موجودين معايا
_ طبعا طبعا يا مازن لازم نكون معاك
اندفعت روفان التي كانت و كأنها تنتظر الفرصة التي تجمعها معه فهي منذ إعلان مازن لخبر خطبته و هي تنتظر الموعد بفارغ الصبر لتشاطرها الرأي كاميليا التي أرادت مشاكسه يوسف فنظرت إليه بتحد قائله
_ أنا طبعا لازم هكون موجودة
مازحتها صفيه قائله
_ كلنا هتكون موجودين يا بت ولا عشان العروسه بنت خالتك يعني محدش هيعرف يكلمك
قاطعتها روفان بحماس
_ عروستين يا ممتي مش واحده بس أصل غرام اخت كارما هي كمان هتتخطب في نفس اليوم و مش هتصدقي لمين
اجابتها صفيه مستفهمه
_ لمين يا أم لسانين
روفان بحماس
_ لدكتور رامي اللي كان بيتابع حالة كاميليا في المستشفى
ما أن أنهت روفان جملتها حتي انتفض الجميع علي صوت ذلك الټحطم القادم من الخلف
يتبع
من أصعب الأشياء في هذه الحياه هو أن يتساقط العمر من بين ثقوب القلب التي ولدتها أختياراتنا الخاطئه ...
نورهان العشري
قاد أدهم سيارته بسرعة چنونية توحي لمن يمر به بأن قائدها عازم على الإنتحار و لما لا وهو منذ ساعات قليلة قد سمع أسوأ خبر قد يتلقاه عاشق في حياته و هو إنتماء محبوبته لرجل آخر .
اعتصر قلبه الألم عندما مرت تلك اللحظات البسيطه على عقله مرة أخرى حين سمع شقيقته تتحدث عن تلك الخطبة اللعېنة التي تضم معشوقته مع ذلك الطبيب الحقېر الذي لم يتعلم من الدرس القاسې الذي لقنه إياه ليقسم أدهم في داخله أن يجعله يتمنى المۏت كونه لم يستمع لتحذيراته
فما أن سمع ذلك الخبر المشؤوم حتى سقط فنجان القهوة الذي كان يمسك به من يده ليرتضم بالأرضيه الرخاميه متحولا إلى أشلاء كما تحول قلبه بعدما استمع لذلك الخبر و خاصة في هذا الوقت الذي كان فيه قد ظن بأنه قد شفي جزئيا من وساوس و ندبات الماضي
متابعة القراءة