للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري
المحتويات
بعد أن ظل طوال الليالي المنصرمه يتجادل مع كلا من قلبه و عقله لينجح قلبه أخيرا بإقناع عقله في تخطي ما حدث بالماضي و إعطاء قلبه فرصه ليحيا بسعادة معها و قد ساعده علي ذلك شوقه الكبير لها فهو قد اشتاقها حد الچحيم حتى أنه في إحدى الليالي منع نفسه و بصعوبة من الذهاب إليها والارتماء عند قدميها طالبا الصفح و الغفران و آثر تأجيل هذا اللقاء حتى يفاجئها بخطبه مازن لطلب يدها هي الآخرين للزواج و إن تطلب الأمر لإختطافها و الزواج بها بالقوة رغم أنف الجميع وعلى رأسهم هي ليتفاجأ بنزول تلك الصاعقة فوق رأسه لتتحطم جميع أحلامه التي بناها معها في خياله كقصر من الرمال ليجد نفسه لا يعي شيئا سوي قيادته لسيارته في طريقه إليها
وصل أدهم إلى البناية حديثه الطراز التي قد ترك بها روحه في أحد الليالي و فر هاربا بجرم لو انطبقت السماء على الأرض فلن يعطيه أحد الحق فيما فعله ليترجل من سيارته واقفا أمام شرفتها مخرجا هاتفه ليقوم بالإتصال بها و هو يرتجف كليا من البرد و الألم في آن واحد
انا تحت البيت .. لو مردتيش عليا . حالا هتلاقيني برن الجرس و مش هيهمني حد ..
ضړب الړعب أوصال تلك التي كانت حالتها لا تقل عنه شيئا في البؤس والعڈاب حتى أنها منذ أن غادر خطيبها المزعوم وهي تغلق باب غرفتها رافضه الحديث مع اي احد لتتفاجئ بهاتفها يهتز فلم تبالي به و فجأة انتفضت كمن مسه صاعق كهربائي حين وجدت اسمه يزين شاشة هاتفها حتى أن قلبها من فرط الصدمه ظنت أنه سيتوقف عن الخفقان ليستمر الهاتف في الاهتزاز وهي غير قادرة على الحركه فقط ترتجف كورقه شجر أصابتها رياح خريفية في غير موعدها لتأتيها رسالته التي ارتعدت لها جميع أطرافها فتلك النبرة المخيفة التي يتحدث بها لا تبشر أبدا بالخير هرولت إلى نافذتها تتحقق من وجوده ليزداد رعبها أضعافا وهي تراه واقفا في الأسفل بتلك الحالة المبعثرة و من ثم عاد
_ عايز إيه
_ انزلي عايز اتكلم معاك .
تفاجئت غرام من وقاحته و نبرته الآمرة لتقول بذهول
_ انت أكيد اټجننت صح !
زأر بقوة افزعتها
_ لو منزلتيش دلوقتي تقابليني هتشوفي الجنان اللي على أصله .
_ أرجوك يا أدهم امشي دلوقتي انت عارف الساعة كام ..!
صاح بصړاخ دوى في أرجاء المكان
_ تكون زي ما تكون بلاش تجننيني يا غرام و انزلي احسن ما اطلعلك أنا .
زفرت پغضب لإضطرارها الانصياع لأوامره فقالت بجفاء
_ طب اقفل و أنا نزلالك ..
تهرول قادمة إليها تخبرها بأن أدهم في طريقه إلى الإسكندرية بعد ما سمع بخبر خطبتها و بأن مازن في طريقه للحاق به خوفا من أي فعل طائش قد يرتكبه
_ مانا جايه هنا عشان اقولك أن البيه تحت و بيهددني لو منزلتش قابلته دلوقتي هيطلعلي هو !
تحدثت غرام بغيظ لټضرب كارما على صدرها شاهقه وهي تقول پخوف
غرام بقلة حيلة
_ مفيش حل غير إني أنزل أقابله ..
جحظت عينا كارما و قالت مستنكرة
_ انت اټجننتي يا غرام ! هتنزلي تقابليه دلوقتي انت عارفه الساعه كام
اندفعت غرام بنفاذ صبر
_و انت شايفه قدامي حل تاني ! المهم قوليلي ماما و علي فين
اجابتها كارما يائسه
_علي بايت في الشغل النهاردة و ماما أخدت دواها و نامت .
_ طب حلو اوي .. انا هنزله خمس دقائق و هيطلع على طول و انت تفتحيلي الباب .
توسلت كارما پخوف
_ ما بلاش يا غرام و استني شويه مازن زمانه على وصول .
غرام بجفاء
مش هينفع يا كارما دا مچنون و لازم أوقفه عند حده و كمان ممكن نلاقيه بيرن الجرس عادي و لا هيهمه اي حاجه . انا هنزل هشوفه عايز إيه و هطلع على طول ..
كارما بيأس
_ طب بالله عليك متتأخريش و خدي موبايلك معاك عشان ارنلك لو ماما صحيت أو حصل حاجه
_ طيب
بعد دقائق مرت عليه كالدهر لمح طيفها قادم من مدخل البناية لټضرب قلبه عاصفة إشتياق عاتية حتى ظن أنه على وشك الخروج من مكانه فقد كان مړتعب من فكرة عدم قدومها لملاقاته حتى أنه لم يستطع إلا أن يهددها ليضمن أنها حتما ستنزل إليه فغزت أنفه رائحتها الرائعه ما أن جلست بجانبه في السيارة
متابعة القراءة