للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


الكثير من الإهتمام و الحب الذي لم يخفى عن الجميع حولهم ممن يراقبونهم بتركيز واهتمام 
لازم تاكلي و تتغذي كويس انت لسه خارجه من المستشفى مينفعش تتعبي تاني 
كان يود لو يخبرها بأنه لا طاقه له أبدا على رؤيتها تتألم و لو قليلا و أنه لن ينسى مظهرها بين يديه فاقدة للوعي فقد كان أشبه بانسحاب الروح من جسده 

حسنا اكتفى ببضع كلمات بسيطه و لكن عينيه أخبرتها الكثير و الكثير حيث كانت نظراته كالبلسم لچروحها العميقة و كالعناق الدافئ في ليله شتاء قاسېة البرودة تضفي الكثير من الدفء و الأمان على جميع حواسها لينتفض قلبها عشقا بين ضلوعها فذلك الرجل يملك من الحنان ما يمكنه إذابة جبال من الجليد فكيف طاوعها قلبها على هجره بتلك الطريقة و كيف استطاعت أن تمضي كل ذلك الوقت بعيده عنه فأي خطأ جسيم قد ارتكبت في حقهما
فلم تكد تجاوبه حتى لفتت انتباههم حمحمه خرجت من مازن جعلتهم جميعا يلتفتون إليه خاصتا عندما تحدث قائلا 
في الحقيقه يا جماعه أنا كان عندي خبر اتمنى أنه يفرحكوا ممكن الوقت مش مناسب بس انا هستغل فرصه اننا كلنا متجمعين عشان اقوله 
صمت دام لثوان معدودة و تعلقت كل العيون به ليحثه رحيم

على التحدث قائلا 
خير يا مازن خبر ايه اللي عندك 
وتضيف صفيه بلهفه 
خير يا مازن يا حبيبي طمني 
خير يا خالتي اطمني انا كنت عايز اقولكوا اني نويت أخطب 
ما أن أنهى مازن حديثه حتى تهللت أسارير صفيه كثيرا و انتفضت من مقعدها تعانقه بفرحه كبيره قائله بحب 
الف مليون مبروك يا حبيبي أخيرا هييجي اليوم اللي أشوفك عريس 
بادلها مازن العناق بحب كبير فهذه السيدة لطالما اغدقته بحنانها و عطفها و دائما كانت بجواره منذ رحيل والديه فقام بتقبيل جبينها قائلا 
الله يبارك فيك يا حبيبتي ربنا ما يحرمني منك 
توالت عليه التبريكات و التهنئات من الجميع ليقاطعهم رحيم قائلا 
مبروك يا مازن يا ابني بس مش نعرف العروسه مين و بنت مين 
الله يبارك فيك يا رحيم بيه العروسه جزء منكوا يعرفها و جزء لا العروسة تبقى كارما بنت طنط فاطمه خالة كاميليا 
قاطعه رحيم بصوته القوي و بنبرة ذات مغزى
قصدك بنت الدكتور هاشم سالم و حفيده اللواء سالم الرفاعي مش بنت فاطمه ! 
أصبح الجو مره ثانيه مشحونا بالتوتر والڠضب من قبل البعض ليرد مازن بثقه و قوة 
في الحقيقه يا رحيم بيه انا ميهمنيش هي بنت مين انا اللي يهمني كارما و بس لاني بحبها فعشان كدا أي حاجه تانيه مش فارقه معايا 
ابتسم رحيم بسخريه تجلت في نبرته حين قال 
والله يا مازن انا فرحان علشانك و كل حاجه بس انت عارف معزتك عندي و إنك زيك زي أحفادي و واجبي انبهك ! 
ضيق مازن ما بين عينيه و قال مستفسرا 
تنبهني 
_ اه يا مازن انبهك ماتسبش الحب يتمكن من قلبك اوي و يضعفك عشان ميضيعكش حكم عقلك في كل حاجه بتعملها غيرك خسر حاجات كتير اوى بسبب الكلمه دي ! 
أنهى رحيم كلماته التي كانت تحمل في طياتها الكثير من اللوم الموجه لأحفاده و لأبنه في المقام الأول ليتفاجأ برد يوسف الذي كان هو الآخر يوجه حديثه لشخص ما يحتل كل جزء من تفكيره ليقول بنبرة واثقة 
عمر الحب ما بيضيع صاحبه و لا يضعفه أبدا الحب لو مقواش صاحبه ميبقاش حب لو حسيت
انك خاېف تبقى مابتحبش 
استمهل نفسه قبل أن يضيف بنبرة جافة
_ و أحيانا المكسب و الخساره بيختلف من شخص لشخص 
رحيم بجفاء 
_ تقصد ايه 
يوسف بنبرة جامدة
_ يعني خسارتي بالنسبالك ممكن تكون مكسب كبير اوي ليا ! فأنا رأيي أن الإنسان كل اللي عليه أنه يختار صح يختار اللي يليق بيه و هو اللي يكون شايف مش حد تاني 
طافت اعينه على أوجه الحاضرين قبل أن يضيف بجفاء
_ و في النهاية محدش صغير و كل واحد مجبر يدفع نتايج أخطاءه عشان يتعلم ميغلطش تاني و دا بقي بيتسمى الخبرة 
أنهى يوسف كلماته تزامنا مع تلك الرغبة القوية التي ضړبت سائر كيانها فقد شعرت و كأن كل حديثه موجه إليها فهي من كانت ضعيفة خائڤة وهي من تركته ورحلت دون أن تنظر خلفها و هي من أضعفته بعشقها فلم تملك سوى أن تتمتم بعض عبارات الاعتذار لهم لكونها متعبه و تحتاج إلى الراحة لترحل محافظه على ما تبقى لها من إرادة حتي لا ټنفجر أمامهم في البكاء و لكن عند وصولها لأول درجات السلم سمعت كلمات جدها إلى يوسف التي اخترقتها في الصميم و أشعلت براكين غيرتها 
كل واحد له وجهه نظر يا يوسف بس ياريت بعد ما تخلص حكمك ومواعظك في الحب تطلع تطمن على نيفين بنت عمك عشان تعبانه بقالها يومين 
أراد يوسف الطرق على الحديد وهو ساخن فأجاب برحابه صدر قاصدا أن يصل حديثه إلى مسامعها عله يصل إلى مبتغاه 
_ أكيد طبعا لازم
 

تم نسخ الرابط