روايه بقلم دينا الفخراني

موقع أيام نيوز

والده وبعقل كل واحد منهم ذكريات كلما قرر النسيان هاجمته كعدو غليظ يأبى الإستسلام 
يمر بداخل الأب ذكريات ولت .. فهو لا زال يذكر كيف عاقب ابنه الوحيد على خطأ لم يقصده .. عاقبه پقسوه دون ان يترك مجال للرحمه .. على الرغم من أنه دلل ابنته بشده فقد كان يرى فيها امها بجمالها .. لكنها قطعا لم تصبح مثلها 
لقد كانت اخرى .. مسخ لا يدرى متى انجبه .. جل همها كان الأموال .. بريق الذهب لديها اقوى واشد من بريق العلاقات فلكم أذت وجرحت لتصل الى مبتغاها 
وعندما علم هو بذلك لم يستطع ان يغض الطرف .. فقد علم بعد فوات الأوان .. 
أما نور فأخذته ذاكرته لذلك اليوم .. الذى ركب سيارته متجها لبيت سهيله .. ليأتيه صوت اخته المستغيث ترجوه المساعده .. كاد يذهب لولا ذلك الإتصال الذى أجراه لحارس الفيلا خاصتهم يسأله عنها .. ليخبره أنها تجلس فى الحديقه ولا يحيط بها أى خطړ من أى نوع .. تسائل كثيرا عن الذى ودت فعله فى ذلك اليوم لكنه لم يجد له اجابه .. ولا حتى هى يمكنها اعطائه اجابه 
فذلك المړض الذى أصابها فى الأعصاب تركها هزيله ضعيفه لا تقو على الحركه ولا النطق ولا الكلام .. لم يتخل عنها فى وقتها ولا حتى الأن فلقد عرضها على الكثير من الأطباء فى البلاد وخارجها لتكون اجابتهم .. مرض لم يعرفوه من قبل 
وانتهى بها المطاف فى احدى المصحات فى دوله اوروبيه .. أما الوالد فلقد اختار العيش معه على أن يذهب كل فتره لزيارة فتاته الصغيره .. 
أوصل والده .. وعانقه قبل ذهابه متمنيا له السلامه .. وهذه المره كما مثيلاتها يسأل قلبه نفس السؤال .. من أين وجدت تلك القوه على الغفران !
ركضت اليه صغيرته ليتلقاها بأذرع مفتوحه .. قائلا وهو يحملها طابعا قبله على وجنتها الرقيقه 
_ وحشتينى اوى 
لفت ذراعيها حوله 
_ بابى .. حواوه 
أنزلها مخرجا من جيبه حلواها المفضله قائلا وهو
يمدها لها 
_ اتفضلى يا ستى .. احلى حلاوه لأحلى عنود فى الدنيا دى كلها 
وزع انظاره فى المكان عل نظره يقع عليها صدفه .. لينظر لساعته اخيرا قائلا وهو يمط شفتيه بضيق 
_ هى مامى لسه مجتش .. يا عنوده 
ببرائه نظرت له .. ليعرف الإجابه مسبقا .. نادى المربيه لتأخذ الصغيره عند هكذا اتفقوا على تسميتها عملا بأكثر شئ مشترك بينهما 
بينما تلاعبت يده بالهاتف مفكرا أيتصل ليطمئن عليها أم لا .. صوت بداخله أتاه يقول 
_ دا على أساس انها بتتصل تقولك انها هتتأخر .. متسألش فيها زى هى مبتسألش فيك 
وكما العاده إنصاع لهكذا صوت .. وقد أعلن الغرور سطوته فوق رقابهما معا .. 
بعد وقت ليس بالقليل أتت هى لتجده يجلس أمام التلفاز وقد غشيه الملل .. تجاهلها على الرغم من عينه التى كادت تعصيه وتنظر لها رغما عنه .. قالت وهى تجلس يبدو عليها الإرهاق الشديد 
_ مساء الخير .. هى عند فين 
_ نامت 
أومأت برأسها بإرهاق واضح .. فقال كمن لا يهمه الأمر 
_ باين عليكى تعبانه 
دلكت عنقها وقالت 
_ فعلا .. كان عندنا شغل كتيرالنهارده 
ترك الدعوى على المنضده بقصد لتراها هى .. فقالت وهو يقوم 
_ انت ناوى تروح فرح وليد 
استدار ناظرا لها يحاول فهم ما يدور بخلدها 
_ مش هينفع اروح من غيرك 
زفرت بضيق فهى لا تود الخنوع تحت اى سبب كان .. لتقول بلا مبالاه 
_ انا كمان عاوزه اروح .. وبالمره اغير جو وارتاح شويه من ضغط الشغل 
التمعت عيناه فجأه .. فربما تكون هذه خطوه نحو الأفضل لكنها خيبت أماله عندما أكملت 
_ عن اذنك انا داخله انام 
تتبعها بنظره ليراها قد ولجت لغرفتها .. غرفتها هى .. التى اتخذتها منذ اكثر من عام مأوى لها .. فعندما تصدعت علاقتهم واضحت على وشك الإنتهاء كابر كلاهما واتخذا ابنتهما درعا لحماية مشاعرهم 
اقتنع كلا منهما بحتمية وجودهما معا تحت سقف واحد .. ولكن تحت ذلك السطح لا يوجد مسمى لعلاقتهم .. أزواج منفصلين كلا منهما فى غرفه .. أحبه مفترقين كلا منهما فى فكر لا يدركه الأخر 
وظلا هكذا هو قاټل

من قبل لأجل الحصول على قلبها .. وهاله غرورها .. بينما هى قاتلت لتحافظ أولا وأخيرا على غرورها فبعدما سلمتها له عمتها كقربان بلا مقابل .. رأت أن تحارب لأجل كرامتها أفضل من أن تخوض معه معركة الحياه فينقلب يوما ضدها 

وصل الجميع لحيث مكان الزفاف .. فاليوم هو الموعود .. وصلوا نهارا .. فأوى كلا منهم لغرفته .. الا سلمى تلك التى كانت تقف تشرف على ترتيبات الزفاف فى القاعه ليجاورها ياسين 
_ سلمى .. ليو فين 
تسائل ياسين .. لتجيب وهى تلتفت حولها تبحث بعينيها قبل أن تقول 
_ مش عارفه .. كانت هنا من شويه 
_ طب روحى شوفيها وانا هكمل مكانك هنا 
الفصل التاسع والعشرون 
الجزء الثانى 
خرجت تبحث عنها لتراها من
تم نسخ الرابط