روايه بقلم دينا الفخراني

موقع أيام نيوز

بعدها وقد أوجعتها قرصتها 
لم تستيقظ من كل هذا إلا على صوت البائع يقول بلهجه خشنه 
_ جرا ايه يا انسه .. هتفضلى تبصى كده كتير 
لم تتمالك ضحكتها وهى تتأكد من أن الذى أمامها هو نور وقد ارتدى عباءه قديمه ..وعلى رأسه تلك العمه البلدى .. وأكثر ما أثار رغبتها فى الضحك هو أن تلك الملابس كانت قصيره فضلا عن كونها واسعه مما جعله يظهر كإحدى الشخصيات الكوميديه فى فيلم مصرى قديم 
تمالكت ضحكتها عندما قال بلهجة الأمر 
_ بطلى تضحكى بقا 
ظنت أنها أغضبته فصمتت .. لا تقصد إهانته ليقترب هو أكثر من شباكها قائلا بتبرير 
_ كل ما تضحكى بتحلوى اكتر .. ينفع كده 
هزت رأسها بالنفى وهى تحاول تمالك ضحكتها لتقول بإستفسار 
_ بس ايه اللى انت عمله فى نفسك ده 
أتى بعض الناس منهم من جذبهم منظر البصل ومنهم من أتى للشراء .. ليقول وهو يبتعد عنها 
_ عاوز اشوفك انهارده 
ابتعد يخبر الناس ان ذلك البصل مجانى .. وكما العاده من يود الشراء ومن لا يود انتهز الفرصه وتجمع كثيرون حول العربه كانت تغلق نافذة غرفتها وعينها مزينه ببسمة سعاده مما رأته لكنها أغلقته سريعا فلم تر كيف أضحى القلب بعدما عبث به الأيدى !

كانت تتناول فطورها بلا شهيه عندما أتت الوالده تخبرها ببشاشه 
_ جايلك عريس 
لم تحرك ساكنا فقد كانت شارده ولا زالت على شرودها .. شارده فى صاحب البشره البرونزيه .. جلست الأم تعدد مواصفات ذلك العريس المتقدم ويبدو على وجهها السعاده 
لكن تلك التائهه فى حزن على عشق قتل فى المهد لم تلتقط أذنها كلمه مما قيل 
عندما انتهت الأم من سرد ما تود قوله انتظرت الإجابه وعندما لم يأتيها الرد من إيمان وكزتها الأم متسائله 
_ ها مقولتليش موافقه ولا لا
لم ترد إخبارها أنها لم تسمع منها كلمه .. فيكون عليها توضيح سبب شرودها قالت سريعا كحمل تود التخلص منه 
_ ماشى يا ماما .. اعملى اللى انتى عاوزاه 
فرحت الأم بشده وقالت 
_ مبروك يا ايمان هتبقى احلى عروسه .. هو اينعم جاى بس يشوفك هو واهله بس متأكده انك هتعجبيهم اوى .. ربنا يتمملك على خير يا حبيبتى 
مهلا أمى فليس ذلك ما وافقت

عليه ... ظننتك تتكلمين عن شئ اخر .. ظننتك تتكلمين عن أى شئ لكن ليس هذا .. كيف اخبرك بهذا الأن 
فقد غادرت بسعاده مبتهجه تعلو شفتيها بسمة رضا .. كيف لها أن توقفها لتخبرها أنها لم تعى ما قالت !! وكيف لها أيضا ان تقابل ذلك العريس والقلب والفكر بأخر منشغل!
وقفت فى مكتبها تتفحص احدى الملفات بضجر شديد .. فها قد غاب سيد العمل وبقيت هى هنا وحيده .. تشتاق لمشاكسته ..أجل تشتاق أوليست بشړ !! 
وإن كانت عنيده تخشى على قلبها من التعلق بما يؤذيه .. لا يمنع هذا من أنها تعلقت بذلك الذى اقتحم حياتها بلا معاد مسبق وبقى عليها اقناع قلبها بذلك .. لكن لا 
فى علاقتها معه لا تود أن تخنع ..فلتظل هكذا حتى يتخذ هو الخطوه .. وبعدها يحاول هو بنفسه أن يقنع القلب بذلك 
التفتت لتصتدم بمن خلفها .. وقعت من يدها الأوراق فانحنت تجمعها لينحنى هو أيضا وبينما هى تجمع الأوراق امتدت يده كمن يحاول مسك إحدى الأوراق وأمسك بيدها 
شهقت پصدمه وارتفعت عيناها تنظر پغضب لذلك الذى تجرأ عليها هكذا .. توقفت أنظارها عنده ودارت عيناها پخوف حاولت أن تداريه بتمثيل
الڠضب 
نفضت يدها منه بقوه وقالت بعصبيه 
_ انت ازاى تعمل كده .. وبعدين اصلا ايه اللى جابك هنا .. اتفضل اطلع بره 
اقترب منها مهدئا 
_ اهدى يا بيبى .. انا مش عارف انتى مضايقه كده ليه ده انا حتى جاى عشان اقابل البوص بتاعك 
قالت بدهشه 
_ انت لسه على علاقه بسامح 
ضحك بصخب واقترب يقول بخبث 
_ طب بما انكو شلتوا الألقاب .. اسئليه وهو يقولك ان احنا طول عمرنا اصحاب ..
اقترب يداعب طرف ذقنها بأصابعه 
_ هو ياخد من عندى مزه .. انا اخد من عنده واحده مش فارقه .. اللى عندنا واحد 
ابعدت يده بقوه وڠضب وقالت وهى تحاول التماسك 
_ على العموم هو مش هنا .. لما يرجع هاديله خبر ان حضرتك عاوزه 
اقترب منها بينما انكمشت هى على نفسها اكثر ليقول بمكر 
_ حضرتك !.. على العموم حضرتى متشكر اوى لجناب حضرتك 
يد وضعت فوق كتفه جعلته يستدير .. لتلمح هى من طرف كتفه سامح وقد اتى پغضب ينذر عن عاصفه قويه .. ستبطل أكاذيب ما قاله ذلك الرجل 
لكن ڠضبها هى ما زاد وقد رأتهم يتعانقان بعين أحدهما خبث والأخرغضب مكبوت .. أخذه معه للداخل وقبل أن يغلق الباب وجه لها الكلام 
_ خلى السيرفس يجيب قهوه مظبوط للأستاذ اشرف .. وليا ياريت اى عصير فرش 
بعدما دلف وأغلق الباب من خلفه .. جلست هى مبهوته وقد تلاعبت بعقلها الأفكار 
_ انا ازاى ما كنتش شايفه وساخة اللى اسمه
تم نسخ الرابط