روايه بقلم دينا الفخراني

موقع أيام نيوز

غابت خلفه منذ قليل .. وقرر الخروج 
عاد الجميع الى الفندق مثقلين بما مروا به اليوم ... وكان الزاما على سامح ورحمه ان يبيتوا تلك الليله فى الفندق ويعودوا مع الجميع فى الغد 
وقفت تطلب عمتها لتخبرها بذلك ... ابتسمت بسخريه يشوبها الألم لتقترب منها سهيله متسائله عن سبب تلك البسمه 
_ مالك فيكى ايه
_ غايبه عن البيت من الصبح .. ولحد دلوقتى مفيش اى اتصال من عمتو عشان تعرف انا فين .. تقريبا كده فعلا .... 
ووجهت نظرتها لسامح الذى تابع الحوار من بعيد وادرك معانيه 
_ ماليش اهل يسألو عليا 
ربتت سهيله على كتفها مؤازره وحثتها على السير معها دون الإلتفات لما حدث وقالت 
_ عادى ما انا كمان طول عمرى بسمع افلام رومانسى وجيت انهارده وعشت اكشن .. فيه حاجه .. ولا اى حاجه 
وقفت رحمه متسائله 
_ طب وده ايه علاقته باللى انا قولته 
حثتها سهيله على اكمال السير .. بينما تقول شارحه 
_ فيه علاقه وعلاقه مهمه كمان .. بس المشكله انى معرفهاش .. اول ما عرفها هاقولك .. ما هو اكيد لازم يكون فيه علاقه 
ضحكت رحمه بخفوت .. وضړبت صديقتها على مؤخرة رأسها وسارا سويا تتابعهم نظره حزينه نادمه واخرى عاشقه والتى لم يكن سوى نور .. لا يدرى متى حدث ولا كيف حدث .. فقط يدرى انه وقع فى العشق 
وقف امامها متسائلا فى ضجر 
_ يا نعم عاوزه ايه 
قالت بتبرم .. يشوبه بعض الدلال 
_ دلوقتى بقيت مش عاوز تقابلنى .. الله يرحم 
كانت ملامحه بارده كما هى العاده ليقول 
_ اظن ان انتى اللى اخترتى الوضع ده .. ولا ايه 
قالت مدافعه 
_ يا حسام انا اخترت الوضع ده عشانا .. عشان حياتنا سوا .. عشان ثقتى فيك وانى متأكده انه لو مهما حصل هنكون لبعض ومافيش حاجه هتفرقنا ابدا 
مدت اناملها ببطئ تدير وجهه ليواجه زرقة عينيها 
_ مش ده كان اتفاقنا 
ذاب برود وجهه امام تلك الزرقه ليقول پألم 
_ وده اكتر حاجه وجعانى .. الاتفاق اللى بسببه فيه انسانه پتتعذب من غير اى ذنب 
زفرت محاوله الهدؤ .. وجذبت يده برقه لتستقر شفاهها فى باطن كفه وبمسكنة حيه تجيد اللعب بأوتار القلوب اكملت 
_ وانت ايه اللى يهمك اكتر سعادتنا ولا انها تتعذب شويه .. وبعدين هى كمان هترتاح 
_ وانتى عاوزه ايه دلوقتى 
رمشت عينيها بدلال 
_ عاوزاك تفضل تحبنى 
_ ما انتى عارفه انى مقدرش اعمل غير كده 
زادت ضحكتها وهى ټضرب كتفه بدلال وتضغط على كتفه بتملك .. فهى قد امتلكت قلبه من قبل وهذا ما يجعلها تعلن امتلاكها الكامل

له ...امتلاك عشق .. وجسد .. وقلب .. حتى انفاسه ستسعى لتملكها يوما ما 
بينما زاغت نظرته يفكر فى تلك التى بالداخل .. هو اكيد انها تعشقه .. فقد رأى العشق بعينيها اكثر من مره ... وخير دليل نظرة الأمان التى لمحها فى عينيها عندما كان هناك .. يحاول انقاذها من براثن محمود .. واسمه الذى سمعه يصدح بنداء من شفاهها ووقف هو عاجز عن تلبية النداء 
ترك جانا على وعد بلقاءات اخرى .. ستتكرر سريعا .. ووعد اخير بأن يظلا سويا لأخر العمر 
دلف لداخل الغرفه لتجذبه سلمى المستكينه على الفراش ..مستنده بظهرها على الوسائد وقد أمالت رأسها للخلف فى هدؤ .. وقف يبدل ثيابه قبل أن يلمح شئ يلمع على وجهها 
اقترب منها اكثر يحاول ان يتبين ذلك شئ .. ليكتشف انها دموع تسير بهدؤ على وجنتها .. والبعض عالق فى أهداب عينيها المغمضه 
لا ليست دموع ! ... هى قطرات عسل .. منبعها شعاع العسل الصافى الموجود داخل بؤبؤى عينيها 
يود تذوقهم ...هكذا حدث نفسه ... فلم يدر بشئ سوى اقترابه الشديد من وجهها يلفحها بأنفاسه .. ليطبع قبله عميقه على جفونها المغلقه 
وفى تلك اللحظه علت شهقاتها ليدرك مافعل ويتراجع للخلف .. فتحت عينيها وقد امتلئت بالدموع .. منذره بهطول الكثير منها بينما هو فقد صعقه المنظر .. يعلم انه السبب فى الكثير من تلك الدموع لكنه لم يدرك بشاعة الأحساس عندما يراهم .. والأن ادرك 
انتفض متوجعا .. ولم يكن امامه سوى الهروب سبيل ..تاركا اياها فى بحر دموعها الذى كان كقنبله موقوته .. ما ان خرج حتى اڼفجر ..
سارت بخيلاء ټضرب الأرض بحذائها ذو الكعب الغالى وتنفض شعرها الأحمر بثقه لينسدل على كتفها .. سارت مبتسمه قبل أن يوقفها صوت أخيها قائلا بنزق 
_ عيب اوى اللى انتى بتعمليه ده .. ما تنسيش انه اتجوز 
ابتسمت بسخريه وقررت اكمال طريقها دون الإلتفات لما قال .. ولكنه وقف أمامها مانعا اياها من الذهاب وقال پغضب يحاول جمحه 
_ اظن انى بكلمك 
دفعت كتفه من امامه
وهى تحاول المرور 
_ مش مهمته اسمع كلامك ... بالنهايه كلامك ده ما يخصنيش 
تملكه الڠضب فجذب ذراعها بقوه..
_ ما تنسيش انى اخوكى الكبير .. يعنى تتكلمى معايا بإحترام وإلا...
اكملت بتحد يثور من عينيها 
_ هتعمل ايه يعنى .. هتقتلنى
تم نسخ الرابط