روايه بقلم دينا الفخراني

موقع أيام نيوز

سوى أن تحكى ..فتغافلت بعمد عن ذكر ما يخصها هى وحسام .. فليس للأم ذنب لأن تشركها فى مشاكل قلبها .. يكفيها قلقها عليها ..وأيضا مشاكل ذلك القلب لو عرفها العالم بأكمله لن يساعدها سوى من امتلكه .. وببروده تغافل عن الإعتناء به فأضحى كزهره جميله تركت لجوار الماء .. لا وضعوها به فرعرعت وازدهرت أوراقها ..ولا أبعدوها عنه لتجد لنفسها منبع أخر 
ركب سيارته وقبل أن ينطلق بها أمسك هاتفه ينظر لتلك الشرفه التى تركها منذ قليل .. ثوانى حتى أتاه ماانتظره .. اتصال من جانا .. استقبل الإتصال وبسمته فى تزايد 
_ جاجو .. ازيك 
_ زعلانه منك .. المفروض كنت تيجى معايا 
أراح رأسه للخلف ومازال نظره معلق على الشرفه 
_ مكنش ينفع .. غزالتنا بدأت تعلن العصيان 
مطت شفتيها فى استهزاء 
_ وفيها ايه .. ما تعمل اللى هى عاوزاه 
_ ما ينفعش يا روحى لو اعلنت العصيان دلوقتى .. مافيش حاجه من اللى احنا عاوزينها هتحصل .. لازم تستمر معايا للأخر 
اعتدلت فى جلستها لتقول بإهتمام 
_ خلاص .. حاول تأثر عليها 
كان يتوقع إجابتها تلك ..فبرزت أسنانه من بسمته 
_ ما تقلقيش .. قولتلها الحقيقه 
انتفضت فى جلستها وتسائلت بترقب 
_ وقررت ايه 
زادت بسمته حتى وصلت ضحكه 
_ لسه هتفكر 
لانت ملامحها مره ثانيه وبثقه أكملت 
_ متقلقش يا بيبى .. اكيد هتوافق .. ولو موافقتش اديها قرشين انا عارفه النوعيه دى كويس .. بالفلوس بتلين 
ابعد الهاتف وهو يقول بإستهزاء 
_ طبعا تعرفيها ما انتى منها 
أعاد الهاتف مره ثانيه لأذنه وأكمل بثقه 
_ متشغليش بالك انتى بالحاجات دى .. انا اعرف أتعامل مع سلمى كويس اوى .. استمتعى انتى بوقتك 
أغلق الهاتف وقد أدار عجلات السياره لينطلق .. ليتمتم بسخريه لسه متخلقتش بنت حوا اللى هتسيطر عليا 
توقف على عند منزل حنين .. ووقف يحاول إقناعها بأن تذهب معه الى أسيوط 
_ يا بنتى انتى المفروض تيجى معايا على اسيوط .. على الأقل تعيشى معانا فى بيت العيله 
تمتمت ببسمه هادئه 
_ انا افضل انى استنى هنا .. انت عارف خالى محمد عايش لوحده ومحتاج حد يفضل معاه .. بس كنت عاوزه منك بس تحاول تظبط موضوع ورق حبيبه عشان تدخل اى كليه هنا 
هز رأسه قائلا بجديه 
_

متقلقيش الورق هيخلص ببساطه خالص وانا كفيل بيه .. بس هو عمى وافق انكوا تفضلوا عايشين هنا 
_ هو فى الأول كان قلقان شويه .. بس أظن بعد اللى حصل مفيش حاجه يقلق عليها 
كان سامح قد أتى فى ذلك الوقت .. ليستمع لحديثهم الدائر .. وبعد السلامات صعدت حنين لأعلى ووقف سامح يود إخبار على بشئ .. اوقف على سامح عن الاسترسال فى الكلام ليقول هو 
_ يالا ورانا سكة سفر طويله لأسيوط 
وقف سامح مترددا قبل أن يقول 
_ ماهو ده اللى كنت عاوز اقوله .. انا مش عاوز ارجع اسيوط 
وقف على أمامه مكتفا ذراعيه .. ناظرا له بتسأل علمه سامح فأكمل بتردد 
_ انا عاوز افضل هنا .. مش عاوز اروح اسيوط 
كان على لايزال على هدؤه حين اكمل 
_ والسبب 
رد سريعا قبل أن تهرب شجاعته 
_ مرتاح فى العيشه هنا .. وكمان عاوز امسك فرع الشركه هنا بدل الموظفين وانت تفضل رايح جاى كده 
عقد حاجبه مفكرا قبل أن يقول 
_ طب ممكن تيجى معايا دلوقتى عشان الولاد وحشهم عمهم .. وبعدين نبقى نتكلم فى الموضوع ده 
استجاب له سامح وغادرا سويا .. وفى قلب سامح نبض ينولد يخشى الفراق 
مر يومان 
والجميع لم يحدث
معهم جديد .. مازالوا فى محاوله منهم فى نسيان ما حدث .. إلا سلمى كان إلزاما عليها أن تتذكر ما حدث لتستطيع إتخاذ القرار السليم 
أما حسام فلم يتوانى فى أن يصل لها فكرة أنه حقا منجذب لها
ومن ضمن ذلك اخبرها بأنه جهز لها مفاجأه .. موعدهم اليوم ليريها لها 
تململت سهيله فى فراشها بضجر .. من صوت الباعه المتجولون أسفل بنايتهم .. قامت تنفض عنها غطاء السرير وهى تتمتم بغيظ 
_ كل الناس فى الدنيا دى .. اللى يصحا على صوت حبيبته واللى تصحى على صوت حبيبها إلا انا لازم اصحى كل مره على صوت ..يا بتاع الخزين ااابصل 
قامت تضع حجابها على شعرها وهى تتجه صوب النافذه .. فتحت الشباك بكسل وهى تفرك عينيها ..وقالت بينما تمد يدها بالمال
_ والنبى ياعمو نص كيلو بصل .. اصالح بيه الحاجه .. شالله يخليك 
وزعت أنظارها على الطريق أمامها .. بينما مد الرجل ذراعه بما طلبت لتشهق فى صډمه بنعومه .. فهو قد أعطاها البصل ملفوفا فى باقة ورود 
فركت عينيها أكثر من مره وهى تنظر لما فى يديها .. وعندما اقتنعت ان ما تراه حقيقى .. نظرت للبائع لتنصدم لرؤية شئ اخر فالبصل قام بتوزيعه على العربه ليكون على شكل قلب جميل بداخله اول أحرف إسمها 
ظنت أنها تحلم فقرصت ذراعها بخفه حتى تعرف إن كان ما تمر به يقظه ام حلم .. لتتأوه
تم نسخ الرابط