روايه بقلم دينا الفخراني
المحتويات
وهى تستشعر هذا الهدؤ الذى يحيطها
دلفت للداخل وقد قررت الولوج لسريرها فهى طوال الليل والنوم يجافيها بعد همسه لها بجملته .. فالساعه وان كانت السادسه فهى ما عادت تشعر بمرورها منذ الأمس
لم تستطع النوم .. فهى مازالت حائره وهو تاركها هنا وحيده .. تود لو كان هنا يداعب أذنها بجمله منه وان كانت مداعبه .. فما أقساه ذلك قلبها .. يذيقها من ويلات العشق بسبب قدرته على الغفران
حاوطت كتفيها بوشاح حريرى لاتدرى من اين التقطته لكنه كان مناسب لمنامتها القطنيه القصيره .. سارت تتنقل فى أرجاء الغرفه حتى وصلت للباب .. وعلى رغم علمها بغلقه له لكنها لم تستطع منع يدها وهى تمسك بالمقبض تديره فى هدؤ
وللمفاجأه انفتح .. استعجبت واندهشت كيف آمن وتركه مفتوح أضمن أنها لن تخرج !!
سارت تتنقل بين الغرف فتحتها واحده تلو الأخرى .. لتكتشف أنها فارغه لا تحتوى إلا على الفراغ
ركضت للخارج وبداخلها يزداد القلق .. ماذا يحدث .. أين هو فغرفتها تطل على خارج الفيلا .. ان خرج كانت لتراه .. لكنه لم يخرج ولم تراه !
فى ركوضها وقع الوشاح ليكشف عن جمال كتفين أملسين عندما لمستهم نسائم الصباح دعت باقى أصدقائها فى الأتيان
التفتت لتراه وهو يحاول بإستماته جمع تلك البتلات الطائره .. ووضعها على الطاوله التى يحاول تزينها .. ولكن على ما يبدو ان البتلات قد عصته وأتتها جميعا .. وهو مازال ينظر للأسفل يجمع بهمه ونشاط
ظنته سيشعر بوجودها لكنه لم يتكلم أويصدر أى شئ يدل على معرفته بقدومها .. جمع الكثير بجيبه واعتدل ليحملها بغته بين ذراعيه وهى بين الخجل والدهشه تاهت ..
فسكنت بين ذراعيه تنتظر نهاية المطاف .. وضعها فوق الطاوله وأمسك بكل البتلات التى جمعها لينشرها فى الهواء قائلا بعدما انتهى وهو ينظر لعينيها
قالت وهى تنظر لعينه مباشره
_ ليه رمتهم بعد ما أخدت وقت طويل فى جمعهم
التقط واحده كانت قد انهت رحلتها فى الهبوط وحطت على كتفه .. مررها على وجهها لتشتعل الوجنه بإستحياء
_ كنت بجمعهم عشان ابهرك .. بس شكلى كده انا اللى انبهرت
سار بإصبعه على ركبتها قبل أن يرفع عينيه لها قائلا پخوف ودمعه رأتها واضحه فى عينه
_ سلمى .. بجد مفيش حاجه فى قلبك تخليكى تسامحينى
كطفل صغير معاقب وقف أمامها .. لتنظر هى له نظرة أم حنون أذنب صغيرها ويسألها الغفران .. وهل للأم ألا تسامح !!
ليس بيدها
حيله فقلبها محركها .. يأمر فتطيع وان أصدر فرمانا بالغفران كيف لها هى أن تعصى
استيقظت اليوم ولكن النهار شعرت به مختلف .. لم تشعر برغبتها فى الحياه ككل يوم .. تشعر اليوم وكأنها تختنق .. وكأنها فى أعماق محيط لا تعرف من ألقاها به
قامت ترتدى ملابسها بأليه .. ملابس باهته زابله كوجهها الذى خرجت به لا بسمه تزينه ولا عشق يجمله
سارت وكأن الأوجه مألوفه .. وكأن الحياه ككل مألوفه .. تشعر اليوم بوحشتها وتغريبها لساكنيها .. حاوطت قلبها بذراعيها كطائر تخشى طيرانه بعيدا .. فإنقباضة الألم التى فى قلبها تشعرها أنه سيطير بعيدا اليوم ويتركها وحيده
رأها عند المدرسه وقد أتى بحجة توصيل طفلته كما يقول .. ويبقى للأعين أسرار فى الرؤيه فهى تبحث عمن تريد .. رأها زابله فتحسر قلبه .. شارده كانت فتألم قلبه .. بعينيها بقايا دموع فبكى القلب بلوعه استعجبها هو
دلفت للمدرسه وكأنها لا تراه وظلت يده فى الهواء معلقه .. يود ايقافها ولا تطاوعه الكلمات على الرغم من أنه من جهزها لكن حين اللقاء يختلف كل ما يمكن أن يقال
استيقظت من نومها .. وبلأحرى أحلامها لم تخبره أنه زائر دائم لأحلامها .. لم تخبره أنه السبب الرئيسى فى جفاء النوم لجفونها لم تخبره أنه يوميا يكون المجاور لها على وسادتها فى نومها
لم تخبره ولا تعرف لما لم تفعل !! .. لكنها اليوم ستقول .. ستخبره لا محاله .. ستخبره بصورته المطبوعه على جدار قلبها وكلما أغمضت عينيها تراه
ستخبره
متابعة القراءة