لهيب الروح بقلم دودو محمد
المحتويات
بمكر بعدما نجح في استجماع خيوط حديثها ليتضح له الأمر كاملا
لا إذا كان كده ماشي يا ست رنيم بس باقي المبلغ يوصل على طول عشان أنا خلقي ضيق أوي ومش بسكت كتير.
أغلقت الهاتف بضيق دون أن ترد عليه متطلعة بطرف عينيها نحو جواد والخۏف مسيطر عليها تود أن تجهش في بكاء دون توقف لكن كيف ستفعلها في وجوده تشعر أنها محاطة من جميع الجهات لا تجد حل سوى الخضوع والإستسلام مثلما اعتادت دوما ټلعن ذاتها عن فعلتها الحمقاء التي فعلتها دون حساب لحياتها القادمة ظلت صامتة هكذا تفكر بشرود بملامح منهكة فقد مضى عليها أسوأ أسبوع في حياتها منذ بداية زواجها هي تعتبر زواجها من جواد بداية حياتها الفعلية لكنها عالمة أنه لن يسامحها بسهولة حين يعلم أمر هكذا.
اعطى جواد لمحسن المال مغمغما بجدية وخشونة تامة وعينيه ترمقه پغضب ملاحظا نظراته نحو رنيم وخۏفها هي الأخرى منه
ارتسم فوق ثغر محسن ابتسامة ماكرة خبيثة متطلعا نحو رنيم موزعا عليها نظراته المليئة بالمكر لكنها تفهمها جيدا وأجاب على جواد بجدية هو الآخر
أكيد طبعا ياباشا هبقى أقوله عاوزة حاجة يارورو.
قولت ايه يا بابا سمعني صوتك تاني كده عشان قسما بالله أنا ما ليا خلق.
اعتدل محسن سريعا وتراجع عن حديثه مردفا بتوتر
سار من أمامه بسرعة هاربا من نظراته الغاضبة تارك رنيم تقابلها بمفردها وضعت يدها فوق كتفه بهدوء تحدثت به أيضا مدعية عدم الفهم
في إيه يا جواد مالك شكلك متضايق
نفض يدها بعيدا وصاح بها بحدة والشرر يتطاير من عينيه نحوها فانكمشت على ذاتها پخوف وصمتت أسرع يتحدث هو بحدة ونبرة مشددة صارمة
سارت تنفذ ما قاله بالرغم من خۏفها من حديثها معه لأول مرة تود الهروب منه ومن الحديث معه مثلما تفضل دوما تخشى أن يجعلها تعترف بما تخفيه تحت تأثيره عليها كانت غير مطمئنة خاصة لحديثه الأخير الصارم معها وتحوله بعد ذهاب محسن الذي سيحول حياتها إلى چحيم بسبب عودته الآن وإصراره لمقابلتها وتناول حقه كما أخبرته من قبل..
ج....جواد كنت عاوز تقول حاجة قولتلي هنتكلم فوق.
اومأ برأسه أماما مؤكدا حديثها ثم صاح پغضب حاد منفجرا بها لأول مرة
اه يا رنيم عاوز أتكلم عاوز أقولك أن تعبت من طريقتك أنتي إزاي بتتعاملي كده ساكتة ومش عاوزة تقوليلي ليه ساكتة أسألك مالك مترديش في ايه لكل دة الطريقة دي غلط أنا جوزك يعني أول
واحد تجري تحكيله اللي عندك مش تسكتي وتخليني ألف حوالين نفسي محدش هيخاف عليكي قدي هو أنا هضرك يعني.
شحب وجهها بشدة ما أن استمعت إلى حديثه القاسې عليها ظلت تفكر في كل كلمة تفوه بها وعقلها يردد حديثه هل حقا تعب منها ومن صمتها الزائد كما أخبرها والأهم هل سيظل بجانبها عندما يعلم ما اتفقت عليه مع محسن لكن كيف سيظل معها وهو لم يعلم ما الذي حدث لها لا يعلم كيف كان عصام يفعل بها كيف سلب منها حياتها هو وعائلته بأكملها يطلب منها التخلي عن صمتها والتحدث وهي عاشت طوال حياتها ممتنعة عن الحديث لم تفعل شيء سوى الصمت عندما كانت تتخلى عنه كانت تعاقب بأبشع الطرق المتجردة من الرحمة هل يود منها نسيان كل ذلك في لحظة كيف ستفعلها!..
ظلت تطالعه بصمت كما هي
متابعة القراءة