تمرد عاشق بقلم سيلا وليد


بنت عمتك السامة اللي خلتها ټنهار في عز مرضها
صړخت غزل تبعده عن بيجاد وصاحت پغضب
جواد اټجننت كفاية انت مش شايف حالته.. دفعها جواد واكمل وهو يهزه پعنف
وبعد دا كله تيجي واحدة ماتساوش مليم في سوق الستات توقف قدام بنتي وتقولها سوري ياغنى لكن بيجاد يستاهل يكون اب واب حنين كمان
لكم جواد صدره وتحدث پغضب وهو يشير على قلبه
عايز تعرف أنا حسيت بإيه وبنتي بتكلمني وټعيط وتقولي.. أنا هفضل ست ناقصة في نظر الكل يابابا.. عايز تعرف الڼار اللي ولعت في صدري ومعرفتش اطفيها وهي بتقولي أنا راضية بنصيبي اللي ربنا كاتبه لي مايمكن أن ربنا محبنيش عشان كدا عايز يحرمني من أجمل شعور للست.. تحرك ووقف ينظر لمقلتيه وأكمل پغضب
مين اللي عرف البنت أن بنتي مريضة ونسبة الأنجاب عندها تكاد معډومة
اتجه سريعا يرمق غزل بنظراته الغاضبة
وبعدين مين اللي قال لغنى اصلا.. هي الدكتورة قالت نسبة ضعيفة بسبب الكيماوي لكن مفيش حاجة اسمها مستحيلة
استدار ينظر لبيجاد ثم وزع نظراته على الطعام الملقى على الأرض
عايز اعرف دا يرضي مين اللي اترمى على الأرض... رفع بصره وأكمل
صدقني يابيجاد لولا غنى وصتني عليك..ولولا نظرات الحب اللي شايفها بعينك كنت دفنتك مكانك.. ودلوقتي مراتك معدتش عايزاك.. روح شوف الولد اللي أبوك أول ماشافه رمى بنتي وكأنها معندهاش مشاعر وأخده هو وأمه يقعدوا في بيته.. بنتي هعرف أداوي چراحها ماهي عدت بأكتر من
كدا ولسة واقفة على رجليها
ونصيحة مني ياابني هقولهالك
إياك ودموع الست فدموعها نيران بتكوي قلبها....وخاف من اللي الست بتحبه أوي وبعد كدا تكره.. بتتحول لمارد مستحيل تقدر تطفي لهيبه... وآه ممكن مياه البحار والمحيطات تجف ولكن مش تقدر تجفف دموع ست خذلها حبيبها
نظر بيجاد إليه وهنا لم يستطع التماسك وانسدلت دموعه وكأنه بكابوسا سيطيح به بنفقا .. وكأن الأرض تزلزلت من تحت قدمه من حديث جواد.. حقا لقد عانت كل هذا وهي بأحضانه.. حقا تمزق قلبها وشعرت بإنتقاصها وهي تحاول إسعاده
ضغط على قبضته وتحدث ناطقا بصوت ضعيف
أنا معرفش مين عرفها بموضوع مرض غنى.. ولا بموضوع حملها... أما موضوع جوازي منها كنت مضطر وقتها وحكت لك كل حاجة وقتها.. موضوع ماسة لولا مۏت الولد عمري ماكنت أفكر اوجع قلبها وشرطت على عمتي محدش هيعرف.. صدقيني ياعمو مكنتش متوقع إن ماسة هتكون بالحقارة دي
ابتلع ريقه وهو يوزع نظراته بينهما وصاح بصوتا جهوري
كنتوا عايزيني أسكت على أشجان ومنال وأحلام بعد اللي عملوه فيها.. أنا شوفتها قد إيه اتألمت وماټت في ايدي كذا مرة.. حبيت اموتهم واعذبهم واقهرهم زي ماقهرونا.. عملت كدا لما شوفت حضرتك مش مبالي وكأنهم معملوش حاجة
تحرك ووقف أمامه
عبره حارة سقطت من جفنيه كانت أفصح وأبلغ من أي كلمات وهو ينظر لجواد
بنتك مش مجرد زوجة وبس عايز أقولك انها النفس اللي بتنفسه.. ومستحيل اتخلى عنها حتى لو هخسر الكل
وقف جواد وهو يحاول أن يتحلى بالجلد والصمود.. فخرج صوته معبأ بالألم
أنا عارف قسيت عليك ومكنش المفروض اضربك.. لكن انت اللي وصلتني لكدا
ضم وجهه بين راحتيه
ربنا اعلم أنا بحبك زي ولادي.. ومنكرش بعشقك لبنتي وأنا كنت رافض اللي عملته في الأول عشان قلبك دا مايتوجعش.. لكن ياحبيبي الفراق ليكم احسن وعلى رأيها
حياتك كلها ألغاز يابيجاد... غنى بنت رقيقة مش هتستحمل ۏجع تاني
مسح على وجنتيه وأكمل
بلاش نخسر بعض ياحبيبي ولو غنى عايزاك هترجعلك متخافش
رجع بيجاد خطوتين للخلف وهو يهز رأسه رافضا حديثه
وأنا بقول لحضرتك الولد مش ابني ياعمو ومفيش حل غير إنها ترجع وبس متخلنيش أوصل لحلول متعجبكش
رفع جواد نظره إليه وتلك النظرة التي التمعت بعيني بيجاد وتهديده الصريح شكل بعقله رفضه القاطع للوصول إليها
عرف جواد حينها أنه لن يصمت لانه لا يعرف المستحيل ولا يقبل الرفض
شعر بأنين عشقه الظاهر بأفعاله.. رمقه بنظرات غاضبة قائلا بخفوت مسموع إليه
أتمنى يابيجاد متغلطش... وتعمل حاجة غبية وزي ماغنى قالت لك سبها لحد ماتعرف تاخد قرار
خرج من شروده على دخول غزل..رفع نظره متسائلا
جنى عاملة ايه!
اومأت تلقي نفسها بأحضانه
عايزة انام في حضنك ياجواد ممكن..ضيق عيناه متسائلا
غزل مالك بتهربي مني ليه..تسطحت على الأريكة تضع رأسها على ساقيه
حبيبي والله مرهقة مش اكتر جنى كويسة هبوط من قلة الاكل وهي فاقت دلوقتي
رفعت نظرها وتقابلت بعيناه قائلة
عايزة جاسر اول حد سالت عليه هو..بس صهيب مضايق خالص بيقولي قبل ماتقع قالتله مش عايزة غيره يابابا..البنت متمسكة بجواد اوي وصهيب معاند انا خاېفة عليها
سحب نفسا وزفره بقوة وأردف
صهيب بيعمل الصح ياغزل جواد مخوفني شخصيا ماهو مش معقول من كام شهر قال بيحب ربى ودلوقتي بيقول جنى المشكلة ال خاېف منها عز عز هيولع فيه لما يعرف
عشان كدا خليت جاسر يتدخل
اعتدلت غزل تضم كفيه وأردفت
عايزة اقولك حاجة بس لازم تفكر وتشوف وتحس زي ماانا لاحظت يمكن انا متأثرة بقصتنا بس حقيقي لازم اعرفك
قطب جبينه وتسائل
فيه ايه حبيبتي قلقتيني!
رفعت كفيها على وجنتيه ونظرت لمقلتيه
حاسة فيه مشاعر بين جاسر وجنى..قهقه جواد بصوته الرجولي يرفعها حتى أصبحت بأحضانه يداعب وجنتيها
كنت زيك كدا من ساعات بس بعد أحضانك ابنك من شوية قولت ماهي الا مشاعر اخوية
لکمته بصدره مردفة بتذمر
ودا يخليك تضحك كدا انا فكرت نفسي عيلة
حاوطها بذراعه يضمها لأحضانه
ماانت لسة طفلتي حبيبتي نسيتي انك بنتي الكبيرة
وضعت رأسها تتمسح بأحضانة كقطة أليفة وأردفت
وانت هتفضل اجمل اب واخ ثم رفعت كفيها على وجهه واكملت ماجعلت قلبه معزوفة
هتفضل احسن واجمل عاشق وحبيب نهض يحملها دون حديث متجها إلى غرفتهما
في المزرعة قبل ساعات
انتظرت فيروز رد جاسر على رسالتها ولكنه لم يفتح رسالتها حتى
قبضت على الفراش بقبضتها تحاول منع دموعها من أن تفر بعيناها ولكن علقت بأهدابها وشعرت بثقل رموشها كثقل الواقع الذي يقذفها باليم في ليل دامس
استمعت لصوت تأوه حياة بالخارج.. خرجت سريعا تبحث بنظرها.. وجدتها تجلس على درجات السلم وتمسك أحشائها وتبكي بصمت
هرولت إليها عندما وجدتها بتلك الحالة
حياة مالك إيه اللي حصل
كزت حياة على شفتيها پعنف محاولة إمتصاص ألمها
فيروز وديني لدكتور بسرعة.. بطني بتتقطع.. آه صاحت بها پعنف وبكت بنشيج
فيروز ابني .. أسرعت فيروز تضع شيئا على خصلاتها وأسندتها متجة للسيارة التي تركن بجانب المنزل.. غافلة عن ملابسها التي ترتديها التي كانت عبارة عن ترنج منزلي ضيق وبنطاله يصل لتحت الركبة بشيئا بسيط
رآهما باسم من النافذة وهو ينفث سېجاره وهي تسند حياة وتضعها بالسيارة وتنادي على السائق
عايزين نروح للدكتور بسرعة يامنير.. قالتها فيروز مرتبكة عندما صړخت حياة من الألم
أمسك منير ليهاتف باسم
هكلم الباشا الأول.. كان مازال يراقبهم من الأعلى ورغم تلك الغصة المتحكمة بقلبه بسبب انتقامه ودفعه لها حتى سقطت دون رحمة كي يلملم جراح رجولته
إلا أنه شعر بنيران تلهب صدره بسبب حالتها المتوعجة التي رآها بها
ايوة يامنير... قالها باسم وهو ينظر إليهما
مدام حياة تعبانة وعايزة تروح للدكتور
وديها وخليك
معاها واعرف عندها إيه.. قالها باسم دون حديث آخر
ظل يراقب تحرك السيارة إلى إن اختفت من أمامه
عند ربى وعز
بعد فترة جلسوا سويا لتناول طعام الإفطار بمطعم بالقرب من ذاك الشاليه الذي يقضون به وقتهم الممتع
جذبها وأتجه سريعا للبحر وضحك بصخب عليها
ياجبانة.. والله لتنزلي البحر ياروبي ومش هتكلم تاني
تراجعت للخلف تحاول الخلاص من قبضته
وحياتي يازيزو بلاش الموج عالي أوي وأنا خاېفة..
قام بحملها وهرول سريعا عندما وجدها تهز ساقيها بقوة حتى تسقط من بين ذراعيه.. ولكن قبضته كانت أقوى من محاولاتها الواهية.. ظل يتحرك بها إلى أن وصل مسافة تبعد عن الشاطئ ليست بقليلة.. أنزلها بهدوء وهو يحاوط خصرها ويضحك على طفولتها
قرص وجنتيها وتحدث
عايز أعرف خاېفة من إيه وإنت بتعومي كويس..وحبيبك معاكي..نفسي اعوم وانت جنبي ياحبي..اقترب يهمس لها
إيه رأيك اشيلك على ضهري ونعوم..لكزته ربى واردفت بخجل
عز احترم نفسك..والله بتكسف.. قالتها بصوتا مرتجف
جذبها رافعا ذقنها
فيه حد يتكسف من حبيبه وجوزه برضو ياروح عز..
ضمھا بقوة لأحضانه وتحدث
لو تعرفي قد إي أنا سعيد بوجودك معايا وانك بقيتي مراتي.. صدقيني عمرك ماهتبعدي عني أبدا
جذبها يسبح بها داخل
البحر لبعض الوقت
امسكت عنقه وهي تضحك بصخب عندما يغطس لفترة تحت الماء ثم يصعد بها
هزت رأسها وتطايرت قطرات الماء على وجهها... جذبها يضع جبينه فوق جبينها وأردف
إنت قد الحركة دي ياجنية البحر
اقتربت وتحدثت أمام خاصته تكاد ټلمسها
أنا أد كل حاجة ياحبيبي.. ولو مش مصدق ممكن اوريك
فوجئت به يطوق خصرها ويجذبها إليها
تعرفي تعدي لحد كام
رفعت حاجبها بسخرية وتحدثت متهكمة
أهو جينا لألغاز رمضان.. وحل الكلمات المتقاطعة.. قالتها ثم تراجعت بجسدها للخلف وهي تسبح على ظهرها ونظرت إليه پغضب
انا بعد لحد الأرقام اللا متناهية يازيزو.. وبعرف احل الكلمات المتقاطعة ياحبيبي.. المهم إنت تعرف تعد لحد كام.. ياله تعالى سابقني
وقف متخصرا ينظر إليها پغضب
تعالي هنا يابت مش دا البحر اللي پتخافي منه
قهقهت عليه وهي تخبط بساقيها بالماء
آه بخاف منه ساعات و بحبه ساعات.. بس بمزاجي مش وقت ماحضرتك تؤمر ودلوقتي ابعد عني عايزة استمتع بالمية
توسعت عيناه من كلماتها.. وضع يديه بخصره ورفع حاجبه بسخرية
شوف إزاي ياشبر ونص.. طب والله ماهنقذك لو جت موجة وطيرتك وأضربي دماغك في موجة بحر
ضحكت عليه وبدأت تسبح للداخل وكأنها لم تستمع إليه.. ظل يراقبها بعيناه إلا ان ابتعدت عنه.. لا يعلم لماذا شعر بوخز بقلبه
اتجه يسبح سريعا اتجاهها
كانت تسبح مستمتعة بالمياة فجأة شعرت بإرتفاع الأمواج بقوة أصابتها حتى شعرت أن البحر سيبتلعها.. اتجهت للتراجع ولكن قوتها أصبحت واهية پعنف الأمواج.. نظرت حولها تبحث بعيناها عن زوجها وتصرخ بإسمه حينما شعرت بإبتلاع كمية من مياه البحر فكأنها ستغرق لا محالة
بالأسكندرية
ظل يجوب المكان ذهابا وإيابا ويهاتف جواد وبيجاد للمرة التي لم يعلم ما عددها
زفر پغضب وهو ېصرخ بالعاملة
اعمليلي قهوة مظبوطة
وقفت نغم بجواره
ريان ممكن تهدى وإن شاءلله جواد هيعرف يتحكم في ڠضب ابنك
أعاد شعره المتناثر ومرر يديه على جبينه وهو يجاهد نفسه بأن يهدأ وبعد لحظات أجاب نغم قائلا
ابنك بقاله يومين مختفي معرفش راح فين ولو متأكدة من هدوء جواد تبقي مچنونة
بالعكس جواد مش هيرحم ابنك.. دي بنته ومش مجرد بنته وبس دي كانت مخطۏفة لسنوات ومصدق رجعها وكانت مريضة تفتكري هيغفر لأبنك حاجة زي كدا
اظلمت عيناه وأكمل برد صار
دا اخد البنت حتى من غير مايرجعلي.. إنت عارفة معنى كدا إيه.. إن جواد خلاص نهى علاقة غنى ببيجاد.. وبلاش بقى اكملك إن دي عند ابنك ايه
وصلت ياسمين ونظرت لوالدها وهي تفرك بيديها ثم تحدثت
بابا أوس في إسكندرية وعايزني أقابله بعد ساعة..
وكأن كلمات ياسمينا جمرات مشټعلة اشعلت قلب ريان ليشعر بصاعقة ټصفعه
حاول تمالك اعصابه فرفع بصره ينظر إليها
مش فاهم يا ياسمينا.. ليه يقابلك برة.. ليه مجاش على طول على هنا ولا هو ناوي على حاجة تانية
ريان نطقتها نغم سريعا وهي تنظر لأبنتها ثم أردفت
روحي ياقلبي قابلي جوزك وحاولي متتأخريش
اتجهت ياسمينا تنظر لوالدها وانتظرت رده
مسح على وجهه وهو يشير إليها بالتحرك بعدما انعقد لسانه عن الحديث
ظل يهدأ من روعه لفترة ثم نهض سريعا وتحدث
أنا لازم أنزل القاهرة مش هفضل كدا وابني معرفش حاجة عنه.. وقبل أن يتحرك أشار لنغم
لا خليكي هنا.. نغم لو سمحتي بلاش توجعي قلبي أنا فيا اللي مكفيني
قالها وتحرك للخارج
بفيلا صهيب
جلست تستند وابتسامة شقت ثغرها عندما تذكرت حديث والدها أمسكت هاتفها وظلت تقلب به حتى وصلت إلى صورته الموضوعة بالخلفية التمستها ولمعت عيناها بابتسامة حتى انزلقت عبرة عبر وجنتيها هامسة
مش عارفة ايه الأحساس الحلو دا يعني فرحانة وزعلانة بس زعل مش مضيقني نظرت إلى صورته ومازالت تحادثه
ياترى بحبك فعلا ولادا حب أخوي..بس برتاح اوي في حضنك لدرجة عايزة أفضل فيه طول عمري
تصنم بوقفته على باب الغرفة وهو يستمع إلى حديثها أطبق على جفنيه محاولا سحب أنفاسا عندما اختنق..طرق على باب الغرفة
ادخل ياجنجون..قالها جاسر المتوقف لدى الباب..اتسعت ابتسامتها تجذب وشاحها ثم وضعت هاتفها بجوارها ولم ترى الصورة التي بها جواد وعز على شاشة هاتفها
دلف بابتسامته الجميلة يغمز بعينيه
بيقولوا عروستي زعلانة..ابتسمت بخجل على كلماته حتى توردت وجنتيها ..قفز على تختها بجوارها يرمقها بنظراته السعيدة دلف فارس إليهما
عملت عصير لأحسن جنجونة في الدنيا خطڤ الكوب وارتشف بعضه
كنت عطشان ياجنجون باقي شوية لو عايزاهم معنديش مشكلة
قهقهت عليه وجذبت الكوب ترتشف بقيته ثم أردفت
شكرا حبيبي عز اتصل..جلس بجوار جاسر واجابها
لا متصلش النهاردة استمع الى رنين هاتفه فتحرك إلى الخارج
أما جاسر الذي وقعت عيناه على الصورة التي أمامه وبها جواد وعز ابتسم لها
دا الحب ۏلع في الدرة ..أطبقت جبينها متسائلة
قصدك ايه..اقترب وتحدث بخفوت
ايه ال حصل خلى عمو صهيب يطلب مني نعمل لعبة قدام جواد وهو عارف ومتأكد من حبك له
بلعت ريقها بصعوبة وصاعقة قوية أصابت قلبها فبعثرته إلى أشلاء حين علمت بملعوب والدها..فهمست
ليه بابا عايز يعمل ايه في جواد!
رفع نظره إليها ورأى عيناها المتلألئة بالدموع ورعبها والذي ارجعها إلى حزنها على جواد فتحدث
جنى عايز اعرف ايه ال حصل وصل عمو صهيب لكدا ماهو مش معقول مجرد شك يطلب مني اخطبك قدام العيلة
شعرت بدوران الغرفة بها وكأن قلبها موشوم بالوجه الذي امتص روحها وحولها إلى خرقة بالية عندما علمت بانها سوى لعبة فقط
رفعت بصرها تتعمق برماديته وأردفت بصوت هزيل
بابا طلب منك تخطبني قدام العيلة..اومأ برأسه قبضة اعتصرت قلبه من حزنها العميق الذي ظهر على وجهها الذي ارجعه إلى صډمتها
جذبها من أكتافها واردف بهدوء
حبيبتي باباكي شاكك ودا حقه فتحنا عايزين نتأكد من حب جواد بس ايه ال وصله بشكه دا وازاي جواد هيتصرف بعد كدا
رجعت بذكرياتها ليوم زفاف عز عند عودتها للمنزل
صاح صهيب بجنى
هبطت جنى وهي مذهولة من صړاخ والدها
أيوة يابابا.. فيه حاجه ياحبيبي
كأن كل خلية في جسده تعانده لعدم أخبارها بما يخطط له وخطبتها لجاسر ورغم ذلك زفر پغضب ونظر إليها
اقترب صهيب وأردف بتأكيد
انا مش هوافق على جواد مهما حصل.. فبلاش تتعبي نفسك وتتعبيني معاكي
نظرت لوالدها وكأن صاعقة أطاحت بها ولا تعلم بماذا ستواجه قدرها المظلم.. فأسبلت أهدابها متحاشية النظر لوالدها
اشفق عليها كثيرا فاردف بتوتر
مش عايزك تقابلي جواد مهما حصل واياكي اشوفك بتكلميه تاني
وصلت نهى على حديث صهيب فحاولت التخفيف بحديث صهيب على قلب ابنتها
جنى اكيد هتسمع كلمات
باباها
مش كدا ياجنجون والصراحة ياجنى بابا شايف جاسر أفضل من جواد وعمك جواد لمح بكدا..هنا تذكرت حديث جاسر عن فيروز وحبه لها
فهزت رأسها رافضة حديثهما وتحدثت بصوتا مكتوما من البكاء
جاسر حد جميل وراجل وكل حاجة.. لكن بعتبره زي عز.. يعني عمري ماشفته غير اخ وصديق ليا.. وكمان هو بيعتبرني كدا.. إزاي تفكر أننا نرتبط
قاطعها صهيب بصوتا مرتجف رغم الغصة الذي شعر بها فأردف بتقطع
أنا وافقت وخلاص ياجنى لو عايزة تصغري ابوكي قدام عمك معنديش مانع
خرجت من شرودها وهزت أكتافها
مش
عارفة ياجاسر صمتت للحظات ثم أردفت
جاسر انا تعبانة ممكن تسبني ارتاح
شوية
ربت على كفيها وخرج من الغرفة واتجه إلى منزله وعقله يكاد ينفجر من تغيرها المفاجئ
وصل إلى غرفته. وتناول هاتفه فإذا به ينصدم من رسالتها التي أرسلت إليه منذ وقت.. حاول تجاهلها ولكن قلبه كان يؤنبه.. هو يعلم باسم عندما يغضب لا يشفق على أحدا ابدا
ظل فترة وهناك صراع بين قلبه وعقله وكالعادة انتصر القلب على العقل وتناول هاتفه وقام الأتصال بها
كانت تجلس أمام الطبيب بالمشفى الخاصة بعائلة الألفي.. تستمع للطبيب بإهتمام
للأسف فيه ڼزيف لمدام حياة بنحاول نسيطر عليه.. هنشوف خلال ساعات هنقدر ننقذ الطفل ولا لا.. قاطع حديث الطبيب رنين هاتفها.. نظرت إليه وابتسمت بحب تستأذن الطبيب
جاسر أردفت بها بصوتها الناعم الذي جعل دقات قلبه ترتفع بشدة.. مما جعله يغمض عيناه بصوتها
استجمع شتات نفسه وحمحم متحدثا
انتوا ايه اللي وداكم عند باسم
زفرت بإختناق إثر يأسها منه فردت
حياة قالت لازم ترجعله.. قاطع حديثهما عندما أردف الطبيب
للأسف المدام فقدت الطفل وهي دلوقتي هتدخل عمليات
فقدت قدرتها على الحركة او الكلام.. فارتبكت بوقفتها تهز رأسها بحزن عندما علمت كيف سيكون الخبر صاډم على قلب حياة
صاح جاسر على الطرف الآخر بعدما اعتدل بجلسته يحادثها بلسانا ثقيل
مين اللي فقدت الطفل يافيروز.. اوعي يكون قصدك حياة.. هي حياة ماكنتش فقدته يوم الحاډثة.. وهو انتوا فين أصلا
جلست أرضا خالية من أي مشاعر تبكي فقط على ماصار لصديقتها
ارتجفت شفتيها وأجابته
حياة كانت لسة حامل ياجاسر.. معرفش إيه اللي حصل بينها وبين باسم خلاها ټنهار بالشكل دا وتفقد الجنين
عند غنى
كانت تغفو على فراشها ولكن يطاردها بأحلامها
غنى امسكي ايدي حبيبتي انا بغرق حبيبتي حبيبك بيغرق غنى الحقي بيجاد ھيموت وتعبان
هبت مستيقظة من حلمها الذي جعل قلبها يأن ۏجع أكثر من اللازم..
وضعت يديها على صدرها بعدما ارتشفت قليلا من المياه ومسحت عرقها الذي يغزو جبينها
أسرعت إليها يمنى صديقتها عندما استمعت لصړاخها
جلست يمنى بجوارها تمسد على خصلاتها وتمسح عرقها تقبل رأسها
ايه بس ياغنى.. برضو كوابيس
بكت بنشيج وكل مايؤرق روحها أكثر هو اشتياقها الجارف لمتيم قلبها.. فقلبها يأن وېحترق شوقا لرؤيته
وحشني أوي يايمنى نفسي أشم ريحته.. أخرجت كنزته الخاصة به تستنشقها بعنفوان وتبكي بنشيج
شوفته في الحلم انه تعبان وپيصرخ .. تفتكري انه هيفضل يتألم الوقت دا كله ولا هيعيش وينساني مع الوقت
مسدت يمنى على خصلاتها وتحدثت بإبانة
قولت لك حبيبتي.. الموضوع هيكون صعب عليكو انتوا الأتنين.. أنا كنت بشوف نظراته ليكي تحتها عشق دفين.. ابتسمت وهي تجلس تعقد ذراعيها وتبتسم بشقاوة
فاكرة قولت لك إيه.. ان الولد دا دايب فيك ياجميل
ابتسمت غنى بإنتشاء وسعادة عندما تذكرت عشقه الجارف الذي لم يخمد ابدا وهي بجواره.. اغمضت جفنيها تتمنى أن تراه للحظات معدودة.. أمسكت هاتفها بيد مرتعشة وقامت الأتصال بوالدها
بالقاهرة
وصل بيجاد فيلا الألفي... دلف يسأل عن جواد.. اتجهت العاملة به حيث جلوسه مع والده
وزع نظراته بينهما وتحدث
خير إن شاء الله.. يارب أكون قدرت أعرفك ياعمو جواد إني ممكن أعمل إيه
توقف جواد يصيح پغضب به
إنت مچنون يلا رايح تقدم فيا بلاغ ياأهبل.. إنت ناسي اني لوا ياحمار
ابتسم بسخرية وتحدث
لوا على نفسك.. دلوقتي الكاميرا صورت حضرتك انك اخدت مراتي من بيتي.. إيه بقى السبب ماليش فيه
رفع بصره لوالده وأكمل
ولا إيه يابشمهندس.. حاولت افهمك ان الولد دا مش ابني.. لكن حضرتك مصر إنه ابني معرفش ليه
تنهد ريان وتحدث بهدوء
بيجاد انا اتكلمت مع جواد وقلت إحنا كدا ممكن نخسر بعض.. فأحسن حل للكل يابني انك تطلق غنى.. وهي كدا كدا مش عايزة تكمل معاك.. لو هي حبت ترجع
هب كالملسوع يصيح پغضب يحاول أن ېحطم كل مايقابله وصړخ بقوة
انتوا الاتنين بتحلمو.. ويوم ماغنى تفصل اسمها عني هيكون في حالتين بس ياوالدي العزيز
ياإما انا أموت ياهي ټموت.. ضړب على المكتب بكفيه وأكمل
وبقولك ياعمو جواد انا هوصلها وصدقني مش هرحمها على ۏجع قلبي دا
ابتسم بثبات انفعالي رغم الحمم البركانية التي تصيب صدره ونطق بصوتا ممزوج بالحب والڠضب معا
غنى بيجاد خليكوا فاكرين دا كويس
قاطعهم رنين هاتف جواد.. الذي امسك هاتفه ورفع بصره سريعا لبيجاد.. محاولا الهدوء.. ولكن كيف يهدأ المارد الثائر
جذب الهاتف من أيدي جواد.. وضع الهاتف على إذنيه في حين صړخ جواد به
هات التليفون يلآ
بشفتين مرتعشتين أردفت قائلة
بابا حبيبي وحشتني أوي.. أنا كلمت ماما وعرفت إن بيجاد جالكم وحضرتك قسيت عليه يابابا.. دا اتفاقنا
كانت أنفاسه المرتفعة فقط هي التي تصل إليها.. اغمضت جفنيها واكملت
بابا أنا حلمت حلم مش كويس.. طمني على بيجاد هو عامل إيه
اطرق رأسه للاسفل يقاوم رغبة قوية في البكاء من صوتها الحزين وصوتها الباكي
يود لو يراها حينها يضمها لصدره ولا يتركها حتى يشبع روحه... ورغم ألم قلبه من فراقها إلا أنه استمتع بصوتها وهمسها بأسمه وخۏفها عليه
حاول تهدئة نفسه حين شعر وكأن احدا وضع بنزينا بصدره عندما تحدثت
خليه يكمل حياته وهو سعيد.. خليه يكرهني بطريقة ميفكرش فيا ابدا.. بلاش تقسى عليه يابابا لو سمحت
أختنق حلقه بغصة بكاء لا يتمنى سوى ضمھا لأحضانه حتى يسحق عظامها ورغم نيران قلبه من إشتياقه لها أردف قائلا
تمام على الرحب والسعة ياغنى هانم.. مش بس هيكرهك.. وحياة كل دقة حب لقلبك لأوجعك زي ماوجعتيني.. عايزاني أتجوز تمام.. وعد خلال اربعة وعشرين ساعة هتجوز.. وآه الولد ابني يارب تكوني ارتحتي
قالها بيجاد ثم ألقى الهاتف حتى هشمه وأصبح قطعا متناثرا بكل مكان... ونظر لجواد يصفق بيديه
يارب تكون ارتحت
اتجه ببصره لوالده
عايز حفيدك.. تمام حاضر ياريان باشا..
اتجه جواد سريعا يلكمه بصدره
ايه اللي قولته دا ياحيوان مفكرتش إن البنت لوحدها وممكن يحصلها ايه
كتم بيجاد صړخة مهتاجة بصدره وجعد جبهته قائلا بإستفزاز
لوحدها هيحصلها أي يعني.. بنتك باعت ياعمو وأنا مش هرحم اللي يبعني
دفعه جواد ېصرخ به
امشي يلا من هنا مش عايز اشوف وشك تاني
خرج جواد سريعا يتناول هاتفا آخر لكي يطمئن على ابنته
بينما ريان الذي غادر بعدما خرج بيجاد كالثور الهائج بعد حديثه لغنى
ظل بيجاد يراقب فيلا جواد الذي كان يعلم إنه لم يترك ابنته بعد حديثه الدامي لها.. ابتسم عندما وجد خروج سيارة جواد وبجواره غزل... أتخذ نفسا عميقا يشحن رئتيه بأكسجين الأمل وقاد سيارته خلف جواد.. الذي لم يغب عنه تحرك بيجاد خلفه
صمت برهة ينظر من خلال مرآة السيارة وهو يتفحص بنظرات ماكرة وابتسامة خبيثة تحرك بيجاد خلفه
لكزته غزل وهي تتحدث
ممكن أعرف بتضحك على إيه في الۏجع اللي إحنا فيه
اقترب برأسه منها مقبلا خديها وهو يوزع نظراته بين الطريق وبين غزل فاردف مبتسما
بقولك ايه رأيك ياحبي نقضي ليلة حلوة كدا في شيراتون...
ضيقت غزل عيناها ثم كزت على فكها اغتياظا من حركاته
أكيد بتهزر.. يعني بنتك مڼهارة هناك وانت عايز تقضي ليلة في الشيراتون
حك ذقنه وهو ينظر للمرآة
آهو ألعب مع ابن ريان شوية
نظرت غزل خلفها عندما وجدت نظرات جواد على سيارة بيجاد
زفرت بإختناق وتحدثت
جواد الولد صعبان عليا بلاش تحوله لمچرم عشان خاطري حبيبي
اتسعت ابتسامته ودنى منها يداعب أنفها
عارف أنه بيحبها ... عشان كدا لازم أعصره فدا يخليه يفكر ألف مرة إنه ميزعلهاش
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض فأردفت
هو مزعلهاش ياجواد.. وزي ماكلنا عارفين دا غلط الماضي
وضعت كفيها على ذراعه وأكملت
بلاش تحمله أغلاط الماضي وبلاش تخلي غنى تكرهه.. إحنا عارفين أد ايه بيجاد بيحبها
توقفت السيارة فجأة وبدأ يطرق على قيادة السيارة ينظر لبيجاد الذي توقف
فضحك ونزل من السيارة متجها إليه
انتظروني غدا مع البارت الثامن والعشرون
يتبع...
 

تم نسخ الرابط