تمرد عاشق بقلم سيلا وليد


الابن الثالث له
بابا ممكن ندخل نشوفه حتى لو خمس دقايق
انفرجت شفتيه برهبة ممزوجة بالخۏف على ابنته التي تبكي على ابن عمها
أشار للممرضة التي تقف أمام العناية تضع بعض الأدوية بصندوقها للتحرك للداخل
لو سمحتي ..ممكن تخلي بنتي تشوف اخوها
رفعت بصرها لجنى التي وصلت وعيونها متورمة من البكاء فهزت رأسها بالموافقة قائلة
بس مش كتير
اومأت جنى تتحرك بجوار عز خلفها .ربت عز على ظهرها
متتأخريش عشان ادخل بعدك..ارتدت الزي الخاص ودلفت إليه
دلفت بخطوات كالطفل الذي يتعلم السير وضعت كفها فوق فمها تكتم شهقة من رؤيتها له بذاك الفراش بجسد فاقد الحياة
دنت منه وچثت على ركبتيها أمامه تضع رأسها على صدره وخارت قواها بالكامل تبكي
جاسر حبيبي فوق ھموت لو حصلك حاجة
ظلت تبكي حتى شعرت بجفاء عبراتها رفعت رأسها تنظر لوجهه بحب رفعت كفيها المرتعش تضعه على وجهه
ودنت تطبع قبلة على جبينه
جاسر فوق افتح عيونك عشان مامتك حبيبي يالة ياجسورة كدا جنجونة هانت عليك
ظلت لبعض الدقائق تطالعه بعيونها الباكية رفعت كفيه وطبعت قبلة مطولة عليه
حبيبي انا برة مستنياك اصحى عشان عايزة اشكيلك من جواد واقولك اتمادى معايا وضړبني بالقلم ماهو مقدرش اقول لعز
انفرجت شفتيها بابتسامة باهتة واكملت
عز ممكن يموته إنما أنت اخويا حبيبي هيقدر ياخد حقي بالعقل مش دا كلامك ليا طيب قوم ياله عايزاك تضربه وتقوله اياك تغلط في اختي تاني..قالتها پبكاء بصوت مرتفع
دلفت الممرضة
خلاص ممكن تخرجي أن شاءالله هيفوق حالا
دلف عز بعد خروج أخته بفترة..اتجه يجلس بجواره
الف سلامة عليك ياحبيبي يالة ياجاسر فوق عشان متعصبش عليك
رفع كفيه يربت على ذراعيه
وحشتيني ياحضرة الظابط وعايز اټخانق معاك هتقوم ولا اضربك ياحمار
قالها وانزلقت عبرة عبر وجنتيه مسحها سريعا..دنى منه
ينفع كدا ياعبيط اخواتك تخليني اعيط طب والله لأضربك ياجاسر لما تفوق
نهض يطالعه بحزن فقلبه يكاد ېتمزق ألما عليه خرج سريعا متجها للخارج المشفى عندما ضعف من حالته التي رآها عليه
عند جواد وغزل
دلف جواد لغرفته ساحبا زوجته ثم جلس
يتنهد بۏجع... اتجهت غزل لتقوم بصلاة الضحى بينما جواد ارجع بجسده على الفراش يتذكر ليلته المأسوية
قبل عدة ساعات
كان يجلس أمام غرفة العمليات يضع راسه بين راحتيه عندما شعر بضربات عڼيفة بصدره... جلس يدعو ربه بقلبه قبل لسانه... ربت باسم على ساقيه
جواد ان شاء الله هيقوم بالسلامة.. خلي عندك يقين بالله.. بينما حازم وجواد وعز وصهيب الذين يقفون أمام غرفة العمليات ينتظرون خروج أحدا من الداخل لتطمئن قلوبهم
اتجه حازم بنظروتعالى جواد... أغمض عيناه حزنا وألما على ماأصابه.. دعى في سره
اللهم اجرنا في مصيبتنا تحرك متجها إليه...جثى على ركبتيه أمام جواد وتحدث
جواد جاسر هيقوم بالسلامة...إنت واجهت مصاعب أكتر من كدا وعديتها...وإن شاءلله دي هتكون مجرد ذكرى وهنعدي كلنا منها
بقلب مفطور نظر لحازم وعيناه مغروقتين بالدموع
تفتكر ياحازم جاسر هيقوم منها ولا هيكون مصيره زي خاله...هز حازم رأسه برفض ضامما جسده وانسدلت دموعه على ذكرى ذاك الشاب الذي اختطف غدرا
كأن التاريخ يعاد اليوم ولكن بأبشع لقلبه لما لا وهو قرة العين
رفع وجهه ينظر اليه مردفا بقوة
إيه الضعف اللي وصلتله دا...فين ايمانك ياجواد...ياله قوم استنى ابنك هو هيخرج دلوقتي
قاطعهم خروج الطبيب
نهض متخبطا ينظر للطبيب عندما فقد الحركة...سانده عز الذي كان بحواره وقف ينتظر حديث الطبيب ويكاد قلبه يتوقف من الخۏف...وقف صهيب أمامه
طمنا يادكتور إيه أخبار جاسر
رفع الطبيب الماسك من على وجهه ثم تحدث
إحنا خرجنا الړصاصة وسيطرنا على الڼزيف الحمد لله لكن دا مايمنعش ان لسة فيه خطړ على حياة المړيض... وممكن يدخل في غيبوبة
هوى جواد بجسده على المقعد عندما فقد السيطرة على الحركة أو الكلام
وصل ريان في تلك الأثناء
ايه ياجواد اللي سمعته دا.. جاسر اڼضرب پالنار.. طيب حالته ايه
لم يقو على الحديث...نظر إليه بتيه كأنه مشتت لا يشعر بما يحدث حوله...كان تفكيره منصبا على تلك المسكينة التي لم تعلم إلى آلان...كيف سيخبرها..كيف سيكون الخبر على قلبها النازف من الأوجاع
وصل جواد وجلس بجوار عمه...بينما سحب صهيب ريان من أمام جواد التائه الغائب الحاضر
مسد عز على كتف عمه وتحدث بحزن
عمو جواد ربى بتتصلي بيا بقالها كتير وأنا مش عارف أقولها ايه
هنا أفاق جواد ينظر إليه كالغريق وتحدث بتقطع
بلاش تقولها حاجة يابني دلوقتي...غزل ممكن تروح فيها..اذا كان أنا مش متحمل الۏجع دا..هي هتتحمله إزاي كفاية عليها غنى
قطب عز مابين حاجبيه متسائلا
قصدك إيه ياعمو... هنفضل مخبين.. ودي حاجة تتخبى
وصل ريان وجلس بمقابلة جواد
هيكون كويس إن شاءلله خلي عندك ثقة بربنا
أومأ برأسه ورجع يستند برأسه للخلف مغمضا عيناه.. جلس الجميع منتظرين إفاقة جاسر... مرت عدة ساعات بين التأهب لخبرا ما... قاطعهم رنين هاتف جواد
حبيبي اتأخرت كدا ليه أنا نمت وشبعت نوم وإنت لسة برة إيه هتبات عند باسم ولا إيه.. وبعدين أوس خرج وجاسر مرجعش ومعرفش ياجواد حاسة بإنقباض بقلبي... ارجع بقى عشان أنام في حضنك وارتاح من الۏجع دا
كأن كلاماتها بنزينا اشعلت جسده نيران وانزلقت دموعه المحپوسة بين جفنيه... حاول الحديث ولكن كأن لسانه انعقد تمام... شعر به صهيب فأخذ هاتفه وحاول التخفيف بمزحه المعتاد
زوزو أنا مش جواد... جواد راح يصطاد مع باسم وشكلنا هنسهر كلنا الليلة هنا... آسفين يازوزو.. بس رجالة العيلة كلها هنا حتى ريان... هيكون مش حلو لو جواد سابنا ومشي... يرضيكي جوزك يبقى شكله وحش قدامنا كدا.. يازوزو
ضحكت بنعومة رغم حزنها الداخلي وأردفت قائلة
ماشي ياصهيب هصدقك.. قوله يطمني لما يرجع.. ثم صمتت للحظة وتسائلت
هو جاسر معاكم... اصله المفروض يرجع ومرجعش... هنا انسدلت دمعة من عين صهيب ازالها سريعا وضحك بخفة علها تصدقه
بقولك رجالة العيلة كلها يازوزو... يعني جاسر واوس وعز وحتى جبنا ياسين... حفلة بقى وكمان حازم وجواد ابنه هنا متخفيش على جوزك وولادك مفيش حد متجوز وعنده ولاد غيرك
مسحت على صدرها بهدوء واردفت
تمام ياصهيب بس حاولوا متتأخروش.. وخلي بالك من جواد بقاله يومين ضغطه بيعلى وكمان دقات قلبه مش منتظمة متخلهوش يجري بالحصان كتير
آهة خرجت بنيران كلماتها التي شقته لنصفين نظر لأخيه الذي كان يطالعه بنظره بصمت... ربما فهمه من نظراته... هز رأسه صهيب عله يطمئنه أنه سيطر على الوضع
رجع جواد مغمضا عينيه داعيا ربه
ربي إني مغلوب فانتصر
اشرق الفجر بنور ربه داعيا حي على الصلاة حي على الفلاح
الصلاة يامؤمنين... فأقرب مايكون العبد لربه وهو ساجدا... واياكم وترك الصلاة فهي الناجية المنجية من نيران جهنم.. واياكم وترك صلاة الفجر فيها بركة ونور
وبها ركعتين خير من الدنيا ومافيها... تحرك الجميع لقضاء الصلاة داعين المولى بشفاء قرة اعينهم.. سجد جواد باكيا يدعو ربه بقلبه ولسانه لشفاء قرة عيناه
يارب انك القائل ادعوني فاستجب لكم
اللهم إني أسألك أن تشفي ابني وأن تبعد عنه كل مرض وۏجع. اللهم اشف ابني شفاء عاجلا وامنحه الصحة والعافية. اللهم إني أتوسل إليك أن
تكتب العافية والشفاء ...
اللهم انه قطعه من قلبي فاحفظه بحفظك
اللهم لا تحرمن من قرة عيني
اللهم اني استودعك إياه
اللهم إني استودعتك أبني وأستودعك صحته فاحفظه يا من لا تضيع ودائعه
جلس كعادته بعد صلاته يذكر ربه بدعواته
ثم نهض متجها للعناية يقف أمامه من خلال النافذة ينظر لجسده المسجى على الفراش لا حول له ولا قوة
اتجه حازم يقف بجواره يمسد على كتفه
هيقوم بالسلامة إن شاء الله.. اكيد ربنا رحيم بينا وبقلوبنا... نظر إلى حازم وتحدث بصوت الاب المكلوم
أصعب إحساس ممكن تحسه لما تشوف ابنك وبنتك بيتألموا قدامك وإنت مش قادر تعملهم حاجة.. عاجز بمعنى الكلمة ياحازم
اتجه بنظره لابنه وأكمل حديثه
تعرف الشعور الممېت إيه لما تحس إنك ممكن ټدفن حد من ولادك بدل ماهم يدفنوك
ضمھ حازم وهو يبكي بشهقات
لا ياجواد متقولش كدا ياحبيبي... إن شاءلله جاسر هيقوم بالسلامة وغنى هتعمل العملية وتقوم بالسلامة.. ودا كله هيكون مجرد ذكريات مأسوية فقط
ربت جواد على كتفه ثم نظر إليه
لازم أرجع البيت ساعتين وراجع أطمن على غزل والبنات.. ربى هتجنن مش مبطلة اتصلات على عز... هاخد عز معايا خلي بالك... صهيب نايم جوا مع جواد والولاد.. وريان روح بيته مفيش غيرك صاحي شوية وراجع ثم اتجه إلى جنى التي تجلس بجوار أخيها
هاخد جنى كمان
خرج جواد متجها لمنزله مع عز بعدما رفضت جنى تركه
... ولكن توقف عندما استمع لصرخات غزل باسم بيجاد... هنا اسرع جواد لغرفة ابنته بينما توقف عز بالأسفل ينتظر مايحدث
خرج جواد من شروده عندما وضعت غزل راسها على ساقيه
جواد أنا قلبي واجعني أوي.. خاېفة على غنى... مسد على خصلاتها منتبها لساعته التي مر اكثر من ساعتين... أغمض عيناه المټألمة ثم سحب كم من الهواء يشحن رئتيه المټألمة ثم زفره بهدوء ونظر لزوجته متحدثا بهدوء رغم ۏجع قلبها
زوزو قومي جهزي نفسك. فيه مشوار لازم نروحه
اعتدلت تنظر اليه نظرات بإستفهام
مشوار ايه ياحبيبي في حالة غنى دي
ضم وجهها بين كفيه مقبلا جبينها ثم وضع جبينه فوق جبينها
انت عارفة انك أغلى عندي من الدنيا ومافيها صح.. رفعت وجهها تنظر إليه
مالك ياجواد مخبي عليا إيه
رفع كفيها مقبله يحاول السيطرة على ڼزيف قلبه وإخبارها ولكن كيف... لم يكن يعلم أن الأمر سيكون بهذه المشقة... من أين سيجد مفردات يصف بها التقليل من حدة الخبر على قلبها
نهض متجها لغرفة الثياب
تعالي غيري هدومك هنروح المستشفى... فيه حد عزيز عايز يشوفك هناك
رجفة اصابت جسدها بالكامل... وانسدلت عبراتها على وجنتيها بغزارة... نعم شعورها الممېت بۏجع قلبها ليس من فراغ... نعم لقد أصيب أحدا من ابنائها بشيئا ما.. خيل عقلها عدة أشياء مأسوية.. جحظت عيناها تنظر بذهول لزوجها وتتحدث بشفتين مرتعشتين
مين من الولاد... ياسين ولا جاسر
قالتها بقلب أم مفطور ودمعاتها كالشلال لم تنقطع ابدا... اتجه بنظره بعيدا عندما عجز عن الكلام... هوت بجسدها بالكامل تضع يديها على قلبها الذي ينبض پعنف مما أحست بتوقف نبضه
زاغت أبصارها وارتعش جسدها وبدأت تتحدث بتقطع للكلمات
جاسر ولا ياسين ياجواد... قولي المرادي قلبي هيوجعني على مين..
جلس أمامها ثم ضمھا لصدره وهو يربط على ظهرها
جاسر كويس هو اټصاب بالعملية اللي كان مكلف بيها والحمد الله الدكاترة خرجوا الړصاصة والوضع مستقر حبيبتي..
هزت رأسها رافضة اي حديث مما تستمع إليه
وديني لابني... عايزة اشوف ابني
ضم وجهها واردف
زوزو حبيبتي بلاش ربى وغنى يعرفوا.. حاولي تهدي والله الولد كويس... يعني لو مش كويس هسيبه واجيلك
نهضت بخطوات متعثرة متجهة لغرفتها تبحث عن ثيابها التي كانت أمامها ولكن كأنها غائبة بالكامل... اتجه يساعدها وجسدها يرتعش بين يديه
ضمھا من اكتافها متجها بها حيث جلوس عز وربى بالخارج
وقفت ربى تنظر لوالدتها
مامي إنت خارجة..ثم رفعت نظرها لوالدها
رايحين فين بدري كدا
قبض عز على مرفقيها وجذبها متجها لمنزلهما
معلش ياعمو أنا هلكان من الصيد طول الليل فربى هتعملي فطار على السريع عندكوا عشان أنام...وانتوا طبعا خارجين تفطروا برة
قطبت ربى مابين حاجبيها وتسائلت
رايحين يفطروا برة وغنى تعبانة كدا
همس عز لها
اسكتي مش شايفة حالة مامتك...باباكي عايز ياخدها يغير جو
ابتسمت تنظر لوالدتها التي تنظر للسيارة وكأنها تتمنى أنها طائرة توصلها لولدها بأقصى سرعة
جذبها جواد وكأنه شعر بها عندما نظر لعز ليأخذ ربى من أمامه
وصل جواد وغزل التي تسير بساقين مرتعشتين لم تعد تتحملها.. كانت تتخبط بسيرها.. جذبها جواد من خصرها حتى لاتسقط ولا تتعثر بخطواتها... وصلت أخيرا خلال دقائق التي اعتبرتها دهرا كاملا... وجدت الجميع أمام غرفة العناية المركزة والوضع كما هو
رآها حازم اتجه سريعا يضمها بين أحضانه عندما وجد حالتها
دفعته بقوة وهي تبكي بنشيج عندما تذكرت الماضي...فهل اليوم ستدفن قرة عيناها بجانب اخيها الحنون
محدش يقربلي..كنتوا مخبين عليا..اتجهت لصيب الذي يبعد بنظره عنها بجواره مليكة وجنى...لکمته بصدره وهي تصرخ
قولتلك حاسة بۏجع قلبي ياصهيب..ابني هنا بېموت وانا نايمة في البيت
انا مش مسامحة حد فيكم...ازالت دموعها بقوة ثم اتجهت تدفع باب العناية...حاولت الممرضة منعها ولكن توقفت عندما عرفت بهويتها
وصلت إلى فراشه وهي تضع يديها على فمها تمنع شهقاتها هزت رأسهارافض ماتراه
كأنه جاسر آخيها تذكرت كل شيئا كأن اخيها لم يمت
وصلت لجسده ومدت يديها المرتعشه على وجهه وشهقات مرتفعة.. چثت على ركبتيها أمام جسده.. ثم اردفت بصوتا باكي ... صورة اخيها فقط تظهر أمامها
جسور حبيبي اوعى تسبني هتسبني لمين ياحبيبي... ھموت من الۏجع معدش فيا حيل للۏجع ياحبيبي... فوق ياجاسر عشان خاطر اختك فوق أنا محتاجك... صړخ جواد من قلبه الملتاع مما استمع من كلماتها التي اخترقت صدره وحولته لأشلاء متمزقة... اتجه سريعا يرفعها من جلوسها
غزل دا جاسر ابننا هو كويس حبيبتي هو بس متصاب إصابة خفيفة شوية وهيقوم
وضعت رأسها بصدره وتحدثت بنحيب
متخلهمش يغطوه ياجواد.. ابني متخلهمش يغطوه زي خاله... خلوهم يغطوني مكانه... انا مش هقدر يا جواد والله كدا كتير عليا كأن الۏجع مكتوبلي انا وبس
وضع وجهها بين راحتيه متحدثا بهدوء
غزل فوقي الولد كويس سمعتيني... فوقي أنا جبتك عشان لازم تكوني جنبه
هوت بجسدها تصرخ
ليه انا بيحصل معايا دا كله.. ولادي الاتنين... يااااارب الرحمة من عندك يارب
دلفت مليكة وحازم يجذبوها للخارج.. صړخت بهما محدش هياخدني المرادي.. رفعت سبابتها امامهم ونظرت لزوجها پغضب
وياترى ياحضرة الضابط جايبني اودعه.. ولا جايبني ليه.. ماهو بدل جبتني من جنب التانية اللي بټموت يبقى دا كمان بېموت
جف حلقه وارتعدت مفاصله من حالتها هل حقا اصيبت زوجته بالجنون
اقترب بهدوء ينظر لمقلتيها
شوفي دا جاسر ابننا..شوفي النبض والضغط تمام..الإصابة كويسة..هو انت مش دكتورة ولا
إيه..
هزت رأسها
صورة اخيها فقط أمامها..وضعت يديها على اذنيها وهي تتذكر حديثه...ضحكاته
جذبها جواد لأحضانه
جاسر كويس والله كويس..شوفي حالته عشان تطمنيني ياغزل
أشارت لحازم ومليكة بيديها ورفعت اصبعها الأثنين
الاتنين.. الاتنين.. دا كتير والله كتير والله كتير.. اتهز جسدها من بكائها
فتح جاسر عيناه ورمش عدة مرات كأنه أراد ان يريح قلب والديه المكلوم عليه
ابتسمت تضع يديها على فمها عندما استمعت لهمساته
ماما.. اسرعت إليه تقبل جبينه
حبيب ماما.. إنت كويس حاسس بإيه ياحبيبي
بينما جواد الذي خر ساجدا لله يحمده ويشكره على عودة ابنه
عند غنى وبيجاد
ظل طيلة الليل يجلس بجوارها.. وعقله يشتغل بكل الاتجاهات وحديث غزل لجواد يتردد بآذانه.... حتى اصبح على مشارف الجنون... فتحت عيناها بعدما انتهت فترة مسكنها التي اعطتها والدتها إياه... وجدته جالسا بجوارها يضم كفيها بين راحتيه... نظرت إليه
بيجاد نظر إليها سريعا... رفع كفها يقبله بحب
روح بيجاد وحياته كلها
برضو مصر توجع قلبي يابيجاد...
تم نسخ الرابط