الدهاشنه بقلم ايه محمد

موقع أيام نيوز

يزعجها فأبدل ملابسه لبنطال أسود وتيشرت أبيض ضيق يبرز جسده الرياضي بوضوح ثم خرج لشرفة جناحه الخاص لأكثر من نصف ساعة فما أن استمع لباب الحمام يفتح حتى استدار تجاهها فوجد حورية تطل من أمامه تتخفى خلف مئذرها الأبيض وشعرها الأسود مفروض من خلفها عينيها
تتهرب من لقاء عينيه وأصابعها تعبث بخصلات شعرها بإرتباك لمسه آسر أراد لو رفعت عينيها تجاهه يرد التمنى بحدقتيها
الخضراء فماذا سيريد بعد ذلك إقترب منها بخطوات بطيئة ومع كل خطوة كان يخطوها كانت تعود هي للخلف تلقائيا ودقات قلبها تكاد تكون مسموعة إليه فأزاحت خصلة شعرها خلف آذنيها بتوتر حاصرها آسر بين ذراعيه والحائط ثم رفع ذقنها بيديه ليجبرها على التطلع اليه فابتسم وهو يهمس بما حپسه بداخله منذ لقائهما الاول
عنيكي زي المغناطيس بتجذبني من غير أي مجهود صغير منك. 
وابتسم وهو يشاكسها قائلا 
يمكن ربنا انعم عليا لانه عارف أد أيه بحب أبص للخضرة والطبيعة.. 
ثم انحنى ليهمس بمكر 
بس يارب متمليش من نظراتي ليكي. 
ابتلعت تسنيم ريقها بارتباك فحاولت رسم ابتسامة بدت شبه باهتة لم يكن يشعر بالضجر لما تجتازه من توتر وخجل مبالغ به بل كان يقدرها ويقدر حياءها للغاية لانه يعلم بأنها مختلفة ويروق له اختلافها الا يكفيها الضغط والعناء الذي خاضته منذ الصباح حتى تلك اللحظة! 
رفعت تسنيم عينيها تجاهه فمازال يقف امامها هكذا منذ دقائق فوجدته يجذب يدها ثم يخطو تجاه الفراش انقبض قلبها بړعب لا مثيل إليه وخاصة حينما حملها ليضعها بفراشه ثم تمدد جوارها ليجذبها لاحضانه وهو يربت على
ظهرها بحنان ليغلق عينيه وهو يتصنع النوم لأجلها! 
رفعت رأسها تجاهه بتوتر وهي تستكشف حيلته تخشى أن يخدعها بسماحه الراقي لها ولكنه تفاجأت به يهمس وهو يضمها بقوة لصدره 
هتنامي ولا أغير رأيي! 
دثت رأسها بصدره وتشبثت به فابتسم على طفوليتها ثم تصنع النوم حتى غفت بين احضانه من فرط تعبها النفسي والجسدي ففتح عينيه على مهل ثم أخذ يتأمله ببسمة تنبع بعشق خالد قلة ما تجده بين عالمنا فسحب نظراته ليسلطها على يدها المتشبثة بالتيشرت الخاص به فانحنى ليطبع قبلة رقيقة على أصابعها ثم أغلق عينيه ليستسلم لنوم هنيئا جوارها.... جوار من أحبها بصدق ومن النظرة الاولى! 
وصلت السيارة للقاهرة بعد ساعات معدودة فما ان صعدوا للشقة ورتبوا اغراضهم حتى دقت الساعة التاسعة صباحا فاسرعت روجينا لخزانتها لتبدل ثيابها ثم هرعت سريعا لمكتبه الخاص فظلت ساعة كاملة بالخارج حتى سمح لها السكرتير بمقابلته فما أن ولجت للداخل حتى صاحت به بإنفعال تحملته طوال الطريق 
أنا بحاول اكلمك من امبارح موبيلك مقفول وانت عارف اللي بمر بيه!! 
أجابها ببرود وعينيه مازالت تنظر لحاسوبه 
أكلمك بتاع أيه! 
جحظت عينيه في صدمة كادت بابتلاعها بطياتها وكأنها وحش كاسر فرددت بصعوبة بالحديث 
قصدك أيه! 
رفع رأسه تجاهها ثم قال بنظرة استحقار تراها لأول مرة 
إنتي عارفة أنا مع كام بنت! ... تفتكري لو كنت اتجوزت كل بنت حملت مني كنت هوافق بينهم ازاي! 
شعرت بدوار حاد يهاجمها فجلست على المقعد القريب منها ويدها موضوعة على صدرها تحاول التقاط نفسها لتهمس بصوت شاحب 
انت بتقول ايه يا أيان!... 
قال بجفاء 
اللي سمعتيه. 
صړخت پجنون وكأنها فقدت عقلها 
لا مستحيييل مستحيل تعمل فيا كده أنت عارف انا عملت ايه عشانك حرام عليك أنا مش عارفة هعمل ايه دلوقتي لو بابا عرف! 
أجابها بمنتهى القسۏة 
تقدري ببساطة تخرجي من هنا وتروحي لكبير الدهاشنة فهد بيه أبوكي المحترم وتقوليله بنتك المصون غلطت مع أكبر عدو ليك وحامل منه
يمكن يلاقيلك حل وأهو يفكه من مشاكل الصعيد وناسها ويركز مع عياله شوية.. 
انسدل الدمع على وجنتها فرددت بصوت شاحب كحالها 
أنت بتقول ايه أنت عارف بابا ممكن يعمل فيا ايه لو عرف حاجة زي كده!.
ابتسامة باهتة رسمت على وجهه فأدار مقعد مكتبه الاسود بتلذذ عجيب وهو يجيبها 
عارف وهو ده اللي أنا عايزه أكسره هو ابنه وأحط مناخيره في الارض.. 
كبتت روجيناشهقاتها وهي تردد پانكسار 
انا مش قادرة أصدق اللي بسمعه مش أنت
الانسان اللي انا حبيته وجازفت بحياتي علشانه مش أنت اللي انا اتجرأت علشان اتجوزه في السر من ورا آسر والعيلة كلها.. 
نهض عن مقعده حتى صار أمامها افتقدت نظرات الحنان المفقودة داخل قسوته فخرجت كلماته الحادة المزينة بلهجته الخبيثة 
أوه أنا شكلي نسيت اقولك ان المأذون والشهود والليلة دي كانت تمثيل.. 
هزت رأسها بإنفعال ثم همست بخفوت 
لأ...... لأ... 
ابتسم وهو يجيبها بتأكيد 
تلاتة ممثلين قبضوا ودورهم انتهى.. 
سقطت أرضا وهي تحاول استيعاب ما تتلاقاه فانحنى مقابلها يتأملها بنظرات باردة يحاول من خلفها كبت آنين قلبه فالأنتقام هو الشعلة التي تحرك هذا الجسد رفع يديه ليحرك خصلة شعرها المموج البادية من أسفل حجابها ليردف ببرود 
مفيش قدامك غير حلين تروحي لآسر أخوكي وتقوليه انك غلطتي مع ابن المغازي يا تقبلي تتجوزي أحمد ابن عمك زي ما ابوكي عايز وهو كده كده هيكتشف غلطك وهيفضحك مفيش قدامك غير الاختيارين دول.. 
رفعت عينيها تجاهه والدمع ينهمر دون توقف فابتسمت وهي تجيبه پقهر 
لا في اختيار تالت.. 
لم يفهم معنى كلمتها الا حينما اقتربت من شرفة مكتبه اختيار المۏت بتلك الحالة حل مثالي أغلقت روجينا عينيها بقوة وهي تحارب ذكرياتها التي جمعتها بأيان الذي ظنته يعشقها مثلما تعشقه ذكريات ليلة زفافها وانتهائها بما كشفته فحررت قدميها لتستكين اخيرا ولكن بين احضان أحداهما الذي كان نجاة لها من المۏت فكان آخر من تتوقعه وكأن محبوبها يبخث عليها المۏت فيود بان يكون هو مۏتها!..بدى مرتبكا للغايةفجذبها بقوة بعيدا عن الشرفة ثم رسم ابتسامة خبيثة قبل ان يردد
ده المتوقع من ولاد فهد ضعاف وميقدروش يواجهوا عواقب القرارات الغلط اللي اخدوها..
ثم قرب رأسه منها ليستطرد بسخرية
اللي مستغربه هو فين من نصايب بنته..
ثم جذبها ليدفعها خارج مكتبه وهو يشير لها بقسۏة
افضل انك تختاري مكان تاني ټموتي فيه غير هنا.
جزت على اسنانها پحقد وهي تردد بغيظ
حقېر...كل الحب اللي كان جوايا ليك اتحول لكره..انا فعلا غبية اني محستش بحب أحمد وحبيت شيطان زيك.
وانحنت لتجذب حقيبتها ثم غادرتفأشار أيان بعينيه تجاه احد رجاله الذي أومأ برأسه ليلحق بهاليراقبها مثلما تلاقى الامر..
جابت شوارع القاهرة مشيا على الاقدام عينيها تورمت من اثر البكاء وكانها فقدت القدرة على العيش في تلك اللحظةوحينما تورمت قدميها اتجهت للمنزل ففور دخولها للعمارة وجدت أحمد على بابهافما ان راته حتى رددت بدموع
أحمد....
انقبض قلبه حينما رأها في تلك الحالة الغريبةفاسرع تجاهها وهو يردد بقلق
روجينا مالك 
رأت صورته مهتزة من حولها فسقطت بين يديه ليحيل يينها وبين الارض وهو يرطم وجنتها بلهفة وخوف 
روجينا.... 
التقط الجاسوس التابع للمغازي عدة صور لها وهي بين يديه حتى حينما حملها وصعد بها للاعلى سريعا.. 
بثرايا المغازية.. 
طالت مكالمة فاتن بابنتها فاسټنزفت طاقتها بأكملها فقالت بضيق 
يابتي إفهميني احنا خايفين عليكي مش عايزينك ترجعي اهنه واصل المكان اللي انتي فيه أمان.. 
اتاها رد ابنتها اللازع 
يا مامي أنا زهقت من أوروبا وعايزة أرجع بقا الصعيد نفسي ارجع اعيش معاكي تاني مش كفايا بقى بقالي هنا عشر سنين لا قادرة اشوفك ولا اقعد معاكي وكل ما بكلم أيان بيقولي مش هتنزلي معرفش انتوا لسه خايفين من ايه مش اخدتوا بتاركم من العيلة دي!! 
زفرت فاتن بملل ثم قالت 
اسمعي كلام ابن خالتك واخوكي الكبير خاېف عليكي يا ناهد يا بتي الموضوع واعر قوي وانتي لازمن تكوني براه يا حببتي. 
صاحت بتعصب 
لحد امته
يا ماما انا زهقت ومش عايزة اصحى القى نفسي متجوزة من هنا انا عايزة اتجوز شاب مصري ومن بلدنا. 
لوت شفتيها بتهكم 
بقا بعد التعليم في بلاد بره ترجعي تتجوزي من اهنه! مچنونة اياك! 
ثم استطردت بملل 
خلاص قفلي على الموضوع ده ولما هشوف اخوكي ايان هنشوف هنعمل ايه لو كده تبقي تنزلي عنده في القاهرة بس اوعاكي تجي اهنه سامعة.. 
قالت باستسلام 
القاهرة القاهرة المهم انزل مصر. 
وأغلقت الهاتف معها وظنها بأن بابتعاد ابنتها ستضمن لها امانا مخادع لا تعلم بأنها ستكون الورقة الرابحة التي ستنهي العداء بين العائلتين! 
......... يتبع...... 
حملهاأحمد بين يديه ثم أسرع بها للأعلى فطرق على باب الشقة عدة مرات حتى أسرعت حور بفتحه فجحظت عينيها على مصرعيها حينما وجدتها فاقدة الوعي فأسرعت تجاهها تحرك وجهها وهي تتساءل بقلق 
في أيه يا أحمد 
قال وهو يتجه لغرفةروجينا ليضعها على الفراش 
معرفش أنا كنت خارج ولقيتها راجعة من برة شكلها تعبان ومرهق وفجأة وقعت من طولها. 
وانتصب بوقفته ليخرج هاتفه من جيب بنطاله الرمادي فتوترت معالمها لتسرع بسؤاله 
بتعمل أيه 
رد عليها دون أن يتطلع لها 
بتصل بدكتور يجي يطمنا عليها. 
خطفت حور الهاتف من يديه بإرتباك ملحوظ فلعقت شفتيها الجافة بتوتر 
لا الموضوع مش مستاهل هي شكلها محلتش حلو في الامتحان خصوصا إنها مكنتش تعرف معاده. 
إقترب منها أحمد ثم مد يديه تجاهها بصمت فوضعت هاتفه بيديه بحرج عاد ليحرر الإتصال وهو يردد 
لازم نجيب دكتور يطمنا عليها شكلها تعبانه. 
إنقبض قلب حور خوفا من القادم فأخذت تدعو الله سرا أن لا ينكشف أمر روجينا مرت الدقائق ثقيلة عليها فوخز قلبها
فور سماعها لجرس الباب ازدردت ريقها الجاف بصعوبة حتى أنها شعرت بتصلب قدميها وكأنها من ارتكب ذلك الجرم الشنيع فتح باب الغرفة ليطل أحمد من خلفه وهو يشير للداخل بيديه 
اتفضل يا دكتور. 
ولج الطبيب المعالج للداخل فاقترب منها وهو يتفحص نبضها ومن ثم قاس الضغط في محاولات منه لاستكشاف سبب إغمائها ابتعدت حور عن الفراش ثم وقفت جوار أحمد ولأول مرة يتغيب عقلها عن استحضار المناسب لفعله فبدت كالمغيبة حينما تمسكت بذراع أحمد فاتجهت نظراته القلقة عليها حينما شعر برعشة أصابعها على ذراعيه وخاصة حينما قالت بدموع صاحبتها 
أحمد... أنا آآ.... أرجوك لازم تسمعني ضروري. 
استدار بجسده كليا تجاهها ليتساءل بلهفة متناسيا الدنيا وما عليها ليس وجود الطبيب فقط 
في أيه يا حور اتكلمي. 
لم تجد كلمات تسعفها فبداخلها تزرع ظنون طيبة حول عدم كشف الطبيب لحملها فتخشى إن لم يلاحظ ذلك وتفضحها هي ولكن أتاها سؤال حسم الصراع بداخلها حينما تساءل الطبيب باهتمام 
حضرتك جوزها 
نقلت نظرات أحمد تجاهه فدنا من الفراش وهو يجيبه بهدوء 
أنا خطيبها وابن عمها يعني تقدر تتكلم. 
إحتقرته نظرات الطبيب وخاصة حينما ردد بدهشة 
خطيبها! 
ظن أحمد بأن هناك أمرا هام يأبى التصريح به اليه لحاجته لأهلها فأخبره بما سيجمعهما خلال أيام 
أيوه وفرحنا كمان أسبوع. 
هز الطبيب رأسه ببطء وهو يردد. على مضض 
طب كويس عشان اللي في بطنها. 
تراجعت حور للخلف پخوف شديد بينما انعقدت ملامح أحمد بذهول فظن بأنه لم يستمع إليه جيدا فعاد لسؤاله 
عشان أيه 
دون الطبيب الروشتة وهو يجيبه بنزق 
أنت متعرفش إنها حامل في تلات أسابيع ولا أيه! 
جحظت عينيه في صدمة لم يستوعبها عقلها فخرجت حروفه مهزوزة 
حامل! 
قطع الطبيب الروشته وقدمه له بتريث 
ياريت تجبلها الدوا
تم نسخ الرابط