الدهاشنه بقلم ايه محمد
المحتويات
تصرخ به
أنا بكرهك.. بكرهك ومستحيل هغفرلك كل اللي عملته ده..
لمعت عينيه بالدمع فكتف يديها بيده معا ثم قرب يديه الاخرى من وجهها فتراجعت برأسها للخلف وهي تصرخ پبكاء
إبعد عني متلمسنيش..
أحكم يده حول رأسها ليجبرها بالاقترب منه وسماعه حينما قال بحزن
أنا سبت كل حاجة ورايا وجيت هنا
عشان حتى لو هتعرض للاهانة فمستعد أستحمل ده عشانك خلي ده يشفعلي عندك ويديني فرصة.. أنا عايز أتغير علشانك أنتي يا روجينا..
والله بحبك ومحبتش غيرك.. عارف اني كنت غلط بس كل ده اتزرع جوايا من طفولتي أنا ماليش ذنب.. إعتبريني ضحېة زيك..
رفعت عينيها تجاهه وقد هدأت ثورة بكائها فبدت له مترددة للغاية فيما تفكر به ليجدها تحني رأسها حتى استقرت على صدره انتفض جسده بقوة وكأنه لا يصدق بأنها تحتضنه فترك يدها التي تكتفها ثم
حبيبتي... مستحيل هخذلك يا روحي.. هعمل المستحيل عشانك..
رفعت يدها على ظهره فطبع قبلة على خديها القريب منه خشيت روجينا أن يتطور الامر بينهما لذا ابتعدت عنه برفق ثم قالت
رجعني بقا قبل ما بابا يشوفني.
ابتسم على طريقتها بالحديث وكأنها ترتكب فعل شنيع من خلف أهلها كالسابق فهو الان رغما عن الجميع زوجها ولكنه لا يريد أن يخسر تلك الخطوة التي حققها اليوم لذا حملها وهو يتجه للاسفل قائلا بنبرة دافئة
ضحكت على مزحه وما ان دنت من مقعدها حتى هبطت لتجلس عليه فانتصب بوقفته وهو يتطلع للطعام جوارها فتساءل باستغراب
مش من عادتك تفطري في وقت زي ده!
ذمت شفتيها بضيق
هنا اللي بيصحى من النوم الفطار بيتحضرله على طول من غير أي نقاش..
قالولي ان همام أخد عليك أوي وأنا عايز أشوف ده بنفسي.
استدار تجاهه آيان ثم قال بسخرية
هو أنتوا لسه محسسني أن همام ده وحش ده مجرد خيل والتعامل معاه بسيط.
اقترب منه آسر ثم تطلع له بغموض انتهى حينما قال
ضيق عينيه وهو يشير له باستغراب
سباق وأنت بالحالة دي!
اجابه بنفس الابتسامة
متقلقش عليا أنا كويس..
رد عليه باستسلام
معنديش مانع..
هبط آسر الدرج ثم قال
حيث كده تعالى ورايا.
راقبتهم روجينا پخوف فما أن خرجت تسنيم من الباب الداخلي فأشارت لها روجينا قائلة
قوست حاجبيها باستغراب
ليه..
دفعت المقعد بيدها وهي تشير لها
بسرعة بس وهقولك واحنا رايحين..
انصاعت لها ودفعت المقعد حتى وصلوا بالقرب منه فصدمت تسنيم حينما رأت آيان يمتطي همام وآسر أحد الفرس الأصيل وعلى ما يبدو استعداد كلا منهما لسباق سيبدأ الآن..
اقترب آيان منه بالفرس ثم قال بدهشة
ليه ادتني همام وهو يعتبر الافضل بين الفرس مش خاېف تخسر!
بسمة ثقة تحلى بها آسر وهو يجيبه
الخسارة والفوز المسؤول عنهم الفارس مش الخيل..
ثم أشار له بابتسامة غامضة
جاهز!
هز رأسه إليه فانطلق كلا
منهما
تجاه العلم الصغير الذي وضعه آسر ليضع نقكة نصر لمن يصل أولا فتفاجئ آيان بسرعة الخيل الذي أجبره آسر على الانصياع لأوامره فاخترق العلم أولا ومن خلفه آيان وحتى وإن لم يكن يفصلهما سوى مسافة صغيرة ولكنه من حقق النصر هبط آيان عن الفرس ثم دنى من آسر ليقول بإعحاب
عندك حق الفارس بيقلب الموزين مش الفرس..
ثم تساءل باهتمام
شكلك غاوي ركوب الخيل من سنين.
هبط آسر عن الخيل ثم قال
من وأنا عندي 8سنين تقريبا وبالرغم من ان رجلي اتكسرت أربع مرات الا اني كنت مصمم اتعلم ركوب الخيل لاني لما بحط في دماغي حاجة مفيش قدامي عائق ممكن يوقفني..
أومأ برأسه بتفهم ثم قال بلمحة من الحزن
مش وحش انك تكون بتمارس الحاجة اللي بتحبها وعندك وقت لده.
حزن آسر لاجله لاول مرة فدنا منه ثم قال
وحتى لو مقدرناش نحقق احلامنا بالطفولة معانا العمر كله اننا نعيش اللي مقدرناش نعيشه..
هز رأسه وهو يهمس بشرود
عندك حق..
ابتسم آسر وهو يشير له بجدية مصطنعة أحبها آيان
طب أيه مش هتساعدني ننضف الاسطبل النهاردة ولا هتخلع زي الباقي..
ابتسم وهو يجيبه ساخرا
وأنا ورايا أيه يعني.. يالا..
اتجهوا سويا للاسطبل ونظرات فهد تراقبهم بابتسامة مكر وانتصار لما خاضه من تحد سافر وانتصر عليه بجدارة.. لا يعلم بأن القادم سيجعله هو شخصيا يخوض علاقة من نوعا مختلف ستجمعه بألد أعدائه.
......... يتبع.................
الدهاشنة... بقلميملكةالإبداعآيةمحمدرفعت...
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة 3. وخفقالقلبعشقا..
الفصلالرابعوالأربعين..
إهداء الفصل للقارئة الجميلةجنان رمضان من فلسطين الحبيب شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
يقال أن الأيام وحدها قادرة على صنع المعجزات وكذلك كان حال ذلك الغريب عن أهل منزله فيوما عن أخر تقبل الجميع وجوده بسرايا الدهاشنة حتى بات له وجود ملموس مع الجميع فقد حرص فهدعلى أن يجمعه بالشباب جميعا فكان يختصه بفعل أي شيء بصحبتهما بهدف المساعدة واليوم كان عائدا بصحبتهم على الجرار بعدما انتهوا من العمل بأحد الأراضي التابعة للعائلة فاستلقى آيان على المقطورة الخلفية بإنهاك واضح على معالمه فاستدار بدر برأسه للخلف ليتأمل حالته بنظرات ساخرة لم يمررها كذلك دون أن يجاكره بكلماته اللازعة
شكلك مكنتش واخد على الشقى يابن المغازي..
سلطت نظرات الشباب بأكملهما عليه فقال آسر بتحذير
وبعدين يا بدر أنت مش هتهدى اللعب بقى عندك استعداد تناغش فيه الساعة مبتزهقش يا جدع ولا أيه!
ضحك يحيى ثم قال وهو يمسك بذراع آيان ليتمدد جواره
والله يا بدر كلنا هلكنا من الشغل مش آيان لوحده فلو أنت حاسس ان لسه جواك طاقة ونشاط روحنا وارجع كمل أنت ..
تعالت ضحكات الشباب وخاصة حينما حدجه بدر بنظرة محتقنة فأضاف عبد الرحمن وهو يقضم قطعة من القصب الشهي
متحبكهاش يا واد عمي فكها وخلي خلقك استرتش.
تعالت الضحكات الرجولية فيما بينهما فقال أحمد هو الاخير
ده الواد اليومين اللي قضاهم معانا بالغيط خس النص يا عين أمه وكل ده عشان يرضي الكبير وفي الأخر تزود حمله بحديثك الماسخ..
إتكأ أيان على معصمه ثم نهض ليستقيم بجلسته ليباغتهما بقوله الساخر
انتوا هتشحتوا عليا ولا أيه!
ضحك يحيى مطولا ثم قال بصعوبة بالحديث
ده جزاتنا اننا بنحنن قلب بدر عليك..
أجابه بتريث
أنا أخدت عليه كده ولو إتغير هحس ان في حاجة مش تمام..
عاد ليتطلع لهما مجددا فصاح به أحمد پغضب
ولا بص قدامك وانت بتسوق بدل ما نروح في خبر كان لو العصبية واكلة قلبك تعالى اقعد ورا وأنا أسوق عايزين نربي العيال اللي لسه جاية دي الله يحرقك..
أوقف بدر
الجرار مرة واحدة فانكفئ الجميع على وجوههم ثم صعد للخلف ليجلس جوارهما مشيرا بيديه بعصبية بالغة
أنا غلطان إني بريحكم اطلع سوق يابو لسان طويل...
ووزع نظراته القاتمة بينهما جميعا ثم قال بضيق
خلاص بقيتوا كلكم من حزب ابن المغازي أكل بعقلكم حلاوة الفترة اللي قاعدها معاكم في الغيط!
ابتسمأيان ساخرا ثم قال باستنكارا
ياريتني أفهم العقول يا بدر على الأقل كنت قدرت أفهم دماغ فهد وأعرف أيه اللي بيفكر فيه.
لكزه آسر بقوة ثم قال بعينين ملتهبة
قولتلك عود لسانك يقول الكبير مش هطيق أسمعك بتقلل منه وأنت بتناديه باسمه كده..
قال بنفس الابتسامة
بحاول بس أنا أخدت على كده..
أتاهم صوت أحمد من الأمام يخبرهما
وصلنا يا رجالة..
دخل الجرار للجراج الخاص بالسرايا فصفه أحمد بعناية ثم هبط ليلحق بالشباب للداخل فوجدوا فهد يقف على الدرج الصغير المؤدي للباب الداخلي في انتظارهما فحانت منه نظرة متفحصة تجاه آيان الذي يوشك على الصعود لغرفته فأشار له بعصاه ليهم بالاقتراب منه قائلا بأستغراب
في حاجة يا فهد
ابتسم وهو يتطلع لهيئته المشعثة وملابسه التي يملأها الۏسخ ثم قال بثبات
غير خلجاتك وانزل عشان تأكل معانا..
أومأ برأسه في طاعة
أوكي.
ثم استدار ليغادر فأوقفه صوت الكبير حينما اخبره
عندك ضيوف فوق متتأخرش كتير..
استدار تجاهه ثم تساءل بذهول
ضيوف مين دول
رفع فهد عينيه تجاه شرفة غرفته فتطلع آيان لما يتطلع إليه فوجد خالته في
انتظاره فصعد على الفور للأعلى وما أن
ولج للداخل حتى ألقت نظرة متفحصة على حاله والذهول ينال منها كانت تحاول تستوعب أن من يقف أمامها هو نفسه ابنها المغرور التي حرصت على زرع به كبرياء لا يتنازل لأحدا قط فتحرر لسانها أخيرا وهي تشير له پصدمة
أيه اللي أنت عامله في نفسك ده يا ولدي ده أني مصدقتش عمك لما قالي إنك اهنه في بيت فهد ومشغلك كيف الخدامين ازاي تسمحله يعمل فيك اكده
لاح على وجهه الرجولي ابتسامة ساخطة واتبعها صوته المستهزأ من حديثها
عملت اللي حسيته صح لأول مرة في حياتي..
رفعت حاجبيها باستنكار
الصوح إنك تخليه يزلك ويكسرك!
في ذلك الوقت كان بدر يؤدي مهامه المكلف به من قبل عمه كل يوما حتى بات يكره ذاته وكأن فهد يعلم بمدى كره بدر اليه لذا كانت مهام استدعائه لتناول الغداء من نصيب بدر فكاد بطرق باب الغرفة ولكنه توقف حينما استمع لصوتها الذي يخبره بأن عمه يتعمد أن يكسره ويزله فترقب سماع ما سيقول آيان وبالفعل أتاه صوته يجيبها
بالعكس أنا اللي زلته وكسرته وبالرغم من كل ده ومعاه الف فرصة يعمل فيا زي ما عملت فيه بس معملش لانه أصيل واتربى وربى عياله بنفس الطريقة اللي اتربى فيها انا مشوفتش أي اهانة منه ولا من عياله بالعكس كلهم بيحاولوا يحتوني كلهم عندهم شفقة عليا من التربية اللي أنت ربتيهالي والكره اللي زرعتيه في قلبي..
جحظت عينيها في صدمة ليتبعها قولها المشتت
مالها التربية اللي ربتهالك ربيتك عزيز وغالي وتعرف كيف تاخد تارك من اللي ظلموك..
ابتسم وهو يجيبها بسخط
من الحريم! انتي معلمتنيش ازاي أكون راجل حتى وأنا بأخد حقي انتي خلتيني أستحقر نفسي في كل خطوة كنت بخطيها وفي الاخر مطلعش فهد ولا عيلته اللي ورا اللي حصل لأمي..
عارضته بصوته الصارم الذي مازال يحمل الكراهية تجاه نسل الدهاشنة
بس برضك اللي عمل اكده من عيلتهم ونسلهم انت مغلطتش يا ولدي..
ضحك بهسترية وسرعان ما ثبتت انفعالاته فتحولت عينيه لسواد كاد بابتلاع من تقف أمامه فداهمته نبرته الخشنة
أنتي أيه قلبك ده مخلوق من القسۏة والحقد حتى بعد ما آسر ابنه انقذ بنتك من اللي كان هيحصلها على إيد الكلب ده!
توترت معالمها وهي تجيبه بغلظة
وشكرته هو وأبوه مرتين بس ده ميمنعش ان التار اللي بينا لسه مآآ...
قاطعها صوته الصارم الذي انطلق ليصمم آذنها
انتهت العداوة اللي بينا انتهت ومش هسمحلك تزرعي الكره تاني بين العيلتين ولو قادرة وريني هتعمليها ازاي وأنا موجود متنسيش اني الكبير على المغازية كلها وأي حد هيتجرأ ويأذي حد من عيلة فهد أو نسل الدهاشنة كلها أنا
متابعة القراءة