الدهاشنه بقلم ايه محمد
المحتويات
لا تحسد عليه ولكن كان عليها أن تثق بها وخاصة بأنها تعلم بأمر زواجها فقالت بعد حيرة
حور آآ... أنا... حامل.
لطمت على وجهها في صدمة
أيه... يا نهارك أسود.. أنتي عارفة حجم المصېبة اللي إنتي فيه!!
أسرعت اليها لتشير بړعب
وطي صوتك حد يسمعنا هتبقى کاړثة.
قالت پغضب
الكوارث جاية كلها بعدين يا روجينا وأولها لما يتكشف جوازك العرفي والتانية لما يتعرف مين جوزك والتالتة اللي في بطنك ده!
تردد بتوسل
ساعديني عشان خاطري يا حور انا لازم انزل القاهرة الصبح قبل ما حد يأخد باله من حاجة لازم أقابل أيان واتكلم معاه بسرعة.
وضعت إصبعها في يدها بتوتر ثم قالت
خلاص حاضر هقول لمامتك إن نور أخت صاحبتي كلمتني وقالتلي لازم تسافري بكره ضروري عشان في إختبار شهري وخلاص.
شكرا بجد يا حور على كل اللي بتعمليه عشاني..
طوفتها بيدها ثم قالت بحزن
أنا خاېفة عليكي يا روجينا انتي ماشية في طريق كله ڼار وبتدعي انك متتحرقيش وده صعب يحصل..
ثم أشارت لها
يلا ننزل لحد. ياخد باله من حاجة.
أومأت برأسها بخفة ثم وضعت الحجاب على رأسها وتبعتها للأسفل.
استوقفه الزمن بتلك اللحظة وكأنه يسجل لحظات خالدة بين لقائهم كانت بالنسبة إليه كالفتنة التي يهاب أحدا الوقوع بها ود لو أصبحت القاعة فارغة من حوله ولم يبقى سواهما فإقترب آسر ليقف أمامها بجلبابه الأبيض وعمته البيضاء التي زادت من رجولته
خاېف عليكي من نظراتي فمش عارف هستحمل نظرات الناس ليكي ازاي!
منحته إبتسامة مرتبكة ثم لحقت به للأسفل أما بدر ففور رؤياه لرؤى حتى أسرع إليها ليشير لعمه بمرح
منحه فهد نظرة شملت معاني التحذير ثم اتبعها قوله الصارم
في جناحك إعمل ما بدالك يا ابن سليم.
أشار له پخوف وسط ضحكات الفتيات فإستأذنه قائلا
طب أسلم ولا دي فيها مشكلة.
ضحك حتى أطلت جزء من رجولته فأشار إليه
سلم وخلصني.
فور سماعه إذنه الصريح حتى إحتضنها بقوة جعلت فهد يجذبه عنها بحافة عصاه التي شبكت بجلبابه ليجد نفسه يقابل نظراته الشرسة ليتبعها قوله المحذر
أومأ برأسه عدة مرات ثم أسرع ليلحق بآسر المتزن عقليا بوجود الكبير..
حرص كلا منهما على معاونة العروس للصعود على المنصة التي صنعت بباحة الثرايا الداخلية الخاصة بالنساء ثم انسحبوا للخارج على الفور تطبيقا لأصولهم فإلتفت الفتيات حول العروس ليجذبهن ليتشاركن الرقصات النسائية فيما بينهما فتمسكتتالين يد أختها وروجينا يد تسنيم كانت ترقص بها بدلال وفرحة زائفة تخفي من وراءها حزنها لحرمانها من إرتداء فستان أبيض كحلم بسيط لأي فتاة والأصعب ما ستخوضه من هلاك قادم وخاصة بتأكيد حملها.
خرجأحمد من غرفته يبحث عن والدته أو حتى زوجة من زوجات أعمامه ولكنه على ما يبدو بأنه متأخرا للغاية فالجميع بالأسفل كاد بالعودة لغرفته ولكنه تفاجئ بحور تخرج من غرفتها وهي تعدل من ححابها فما أن رأته حتى دنت منه وهي تردد باستغراب
أحمد أنت لسه هنا! دول كلهم تحت من بدري.
سحر بفستانها
الاخضر المطعم باللون الملكي الذي أضاف له لمعان خاص أخفض أحمد عينيه أرضا ثم رد عليها بإرتباك
ممكن تناديلي أمي الله يكرمك يا حور
تساءلت بدهشة
مرات عمي مشغولة في المطبخ يا أحمد في حاجة ولا أيه
أجابها بضيق شديد
بحاول من ساعتها أتأقلم بالجلبية دي بس حقيقي مش قادر فقررت ألبس بدالة بس للاسف القميص مش مكوي ومبهدل خالص.
تطلعت لما يحمله بين يدها ثم جذبته منه وهي تشير له بإبتسامة رقيقة
بس كده بسيطة هكويه على
طول متقلقش.
أوقفها حينما قال
بس أنا مش عايز أعطلك.. عادي ممكن ألبسه مكسر.
قالت وهي تدنو من غرفتها
تعطلني أيه بس يا أحمد دي كلها دقيقة.
وتركته وولجت للداخل فمنحها إبتسامة هادئة قبل أن يعود لغرفته ليستعد للهبوط..
إنتهت حور من كي القميص فقربته إليها وهي تشم رائحته بفرحة تستحوذ عليها حينما تصنع له شيئا حتى ولو بسيط ضمت القميص لحضنها فإنقلبت معالمها فجأة حينما شعرت بخطئها لمجرد تفكيرها به بتلك الطريقة حتى وإن كانت تعلم بأن زواجه من روجينا أمرا شبه محال ولكنها تحاول إحترام دينها الذي يمنعها من غض بصرها عما هو محرم فجذبت القميص ثم خرجت تبحث عنه بدهشة فكانت تظن بأنه سيقف ينتظر عودتها قضمت اظافرها وهي تردد بتوتر
وبعدين بقى هعمل أيه دلوقتي!
لم يكن أمامها خيار أخر فكان عليها طرق باب
غرفته وبالفعل أسرعت تجاه غرفته فما أن طرقت بابها حتى فتح من امامها لأنه لم يكن مغلق من الأساس إرتجف جسدها خجلا حينما وجدته يقف أمام المرآة يصفف شعره بعناية ويرتدي بنطال البذلة السوداء فقط أخفضت حور عينيها أرضا ورددت على استحياء
أنا آسفة... آآ.. أنا خبطت الباب بس هو كان مفتوح.
وعلقت القميص على مقبض الباب ثم تراجعت للخلف وهي تردد بحرج
القميص أهو.. هنزل أشوف البنات.
قال وهو يجذب الجاكت
شكرا يا حور معلشي دايما تعبك معايا كده.
قالت ورأسها مازال أرضا
تعبك راحة يا أحمد. عن إذنك.
وتركته وأسرعت بالهبوط للاسفل فجذب القميص وهو يتفحصه بإعجاب فارتداه وهو يهمس
ست بيت بصحيح.. يا بخته بيك صاحب النصيب بجد.
وإرتدى بذلته سريعا ثم هبط للاسفل لينضم الى الرجال.
بالخارج..
العصا كانت مبارزة قتالية راقصة للرجال بالخارج وخاصة يحيى وبدر تألق كلا منهم بالرقص بالعصا فكاد بدر بالتغلب على يحيى الذي سارع بصد هجماته ليلقي عصاه أرضا وسط صيحات رجولية تجتاز من حوله فرفع بدر العصا بقدميه ثم أطاح بعصا يحيى فحاذ على إعجاب الرجال فأيد كلا منهم الأخر حتى عمر وسليم أضافت مشاركتهم هيبة ووقار للتجمع الغفير فكانت الصفقات والكلمات المخفزة بينهما لا توقف حتى إنتصر سليم على عمر الذي غمز له ثم همس بمكر
النهاردة بس عشان أنت النهاردة ابو العريس.
ضحك الاخير ثم غمز له بخبث
مردودلك الاسبوع الجاي يا ابو العريس.
قال بإعجاب
تعجبني وانت فاهمني.
وعاد كلا منهما للجلوس مجددا فأشار خالد لأحمد قائلا
ما تقوم يا ابني تشارك معاهم.
انحنى عبد الرحمن عليه ثم قال في حماس
أقوم أنا معاه ولو قټلته تجوزني بنتك الاسبوع الجاي معاه
تعالت ضحكات خالد والرجال فقال بصعوبة في الحديث
يا ابني انا معرفش انت قاټل نفسك على الجواز كده ليه قولتلك بعد شهرين عشان حماتك تحضر يرضيك البنتين يتجوزا من غير ما تحضر فرحهم!
لوي فمه باستياء
لا ما يرضنيش.
ثم دفع أحمد پغضب
قوم نرقص انت كمان مش هيبقى نكد وخړاب ديار هو.
لكمه أحمد بشراسة ثم قال
لا بقولك أيه إهدى وإختار اللي تلعب معاه بدل ما تطير في الجو يا خفيف.
إشارة فهد اليهما جعلتهم ينضمون للساحة ليتراقص كلا منهما على المزمار البلدي فحاول كلا منهم الفوز على الاخر ولكن بات الامر مرهقا للغاية فتنحوا للخلف پصدمة وتوتر استحوذ على الجميع حينما نهض الكبير عن مقعده الوثير ليقف بمنتصف الباحة ثم رفع عصاه ليشيرها تجاه آسر الذي ابتسم بفرحة فنهض ليقف مقابله وكأنه نسخة مستنسخة عن أبيه بنفس ذات الكبرياء والثبات القاټل ألقى له أحمد عصاه فإنتشالها ببراعة ثم رفعها تجاه عصى أبيه لتبدأ الملحمة الشرسة بينهما والرجال في حالة من الحماس لمشاركة الكبير لهما فكان نجله يشاركه بدهائه فلم يجد الفوز عليه أمرا هين طالت المبارزة بينهما وعازف المزمار لا يتوقف عن العزف والجميع يترقب من الذي سينتصر كبيرهم أم الشاب الثلاثيني الذي سينوب عن أبيه وسيكن كبيرهما فيما بعد فكان المعروف عن آسر شدة ذكائه لذا إحنى عصاه بوقار أمام أبيه ثم إنحنى ليقبل يديه أمام حشد غفير من كبار أعيان الصعيد وكأنه يبلغهما رسالة صريحة بأن ليس للدهاشنة كبيرا في وجود كبيرها مادام على قيد الحياة مسد فهد على رأس ولده بحنان ثم رفعه ليضمه لصدره وهو يردد. بفرحة وفخر به
مبروك يا ولدي ألف مبروك.
ابتسم آسر وهو يجيبه بإحترام
الله يباركلك فيك يا كبيرنا وكبير الصعيد كلها.
أشار له فهد بالجلوس لجواره على مقعده المخصص وكأنه يعظم من شأنه مثلما فعله هو ببدء الأمر فمن يقدم الاحترام لا يحصد سواه!
نفذت حور خطتها فاستدعت رواية واخبرتها بما أرسل اليها من رسالة هامة فأسرعت الاخيرة بمنادة روجينا لتخبرها بما قالته حور وان عليها السفر للقاهرة في الحال حتى تتمكن من حضور الاختبار بالغد فقالت روجينا بحزن مصطنع
ازاي بس يا ماما مش هلحق الامتحان اكيد انا ازاي مخدتش بالي ان بكره يوم الاختبار!
ربتت على ظهرها وهي تخبرها بحنان وارادة
مټخافيش يا حبيبتي اتفائلي خير كده وان شاء الله هتلحقي انا هروح اكلم بابا واخليه يحضرلك العربية حالا.
ثم كادت بالهبوط فقالت حور
انا ممكن اسافر معاها يا مرات عمي بدل ما تقعد هناك لوحدها..
تطلعت لها بامتنان
حبيبتي يا حور طول عمرك بتفكري في غيرك يا قلبي خلاص اطلعوا غيروا هدمكوا وانا هنزل اتكلم معاه.
وبالفعل أشارت رواية اليه لتخبره ما حدث فأخبرها بأن تجهز نفسها لحين استعداء السائق وامر فهد أحمد بأن يسافر معها على الفور فلم يتردد ابدا واتجه للاعلى هو الاخر ليستعد للسفر معهن..
وأخيرا لحظته المترقبة حانت بات منفردا بها بجناحهما الخاص هي الآن زوجة له تحل له ويحل لها مازال يتذكر ذلك اليوم الذي فقدها به ذلك اليوم الذي رفع به كفه ليصفعها صڤعة مداوية هدفها ان يفيقها لعادتهم الشرقية التي أنستها غربتها إياها وبالرغم من عشقه لها الا ان تمسكه ايمانه وعقيدته كانت أقوى من حبه
لها والآن قد نال صبره لسنوات طويلة دنا منها بدر ليرفع عنها الطرحة البيضاء ليجدها تمنحه نظرة يسكن فيها حبه وإحتراما كبير له فمنحها إبتسامة جذابة تتبعها قوله
خلاص بقبتي ليا قولا وفعلا.
ضحكت على مرحه بالحديث ثم قالت بجدية
عارف يا بدر انت الحاجة الوحيدة اللي اختارتها صح في حياتي كلها.
بأحبك..
همست هي الاخرى وافصحت عما تدفنه بداخلها
وأنا بمۏت فيك.
كلماتها كانت كافيلة بمنحه الآذن لاقټحام عالمها الذي تأثر بما فعله ذاك اللعېن فأمسك محبوبها يدها ليجعلها تتخطى أول عقبة بقټله والاخرى حينما أذاقها عشق جعلها تثق بأن الحب يلين الصخر اذا أراد دعته يصطحبها لعالمه وكانت مرحبة بذلك لتصبح الآن زوجة له وهو حصن لها...
بجناح آسر
يعلم جيدا كم هي خجولة رقيقة بطباعها لذا منحها مساحة خاصة بها حتى لا
متابعة القراءة