الدهاشنه بقلم ايه محمد

موقع أيام نيوز

آسر بصوت مسموع فكاد بالتنحي جانبا ليستند على الحائط ولكن يد أحمد كانت الأسرع اليه فقال بلهفة 
عايز تروح فين يا آسر وأنت تعبان كده.. 
أجابه ووجهه يتعرف 
عايز أغسل وشي وأغير هدومي دي.. 
ربت بحنان على يديه ثم قال 
طب اسند علينا واحنا هندخلك.. 
خطى خطوة واحدة ثم وقف يلتقط أنفاسه وهو يردد بابتسامة جذابة 
هلاقي مين غيركم أسند عليه! 
ابتسم بدر وهو يردد ساخرا 
واحنا هنلاقي حد زيك فين ياخد الړصاص مكانا! 
تعالت ضحكات أحمد فصړخ آسر پألم وهو يحاول أن يتماسك فلكزه پغضب 
ممنوع الضحك او الاحضان والذي
منه أنا لسه بعمل اعادة تأهيل. 
ضحك وهو يشير له بتفهم 
طب خش خش وبعدين نشوف موضوع الاحضان ده.. 
وبالفعل ولج للداخل بصحبتهم فعاونه على الاغتسال وتبديل ملابسه ثم عادوا به للفراش. 
ففتح عبد الرحمن عينيه بانزعاج حينما شعر بحركة لجواره وجحظت عينيه في صدمة ليسرع للفراش وهو يحتضنه بفرحة 
آسر أنت فوقت أنا كنت هتجنن من الخۏف عليك يا جدع.. 
صړخ آسر بۏجع من فرط قوة جسده الذكورية 
آآه الله يخربيتك أبعد هتخلص عليا مش كفايا الهم اللي أنا فيه! 
ابتعد عنه
ثم قال بأسف وسط ضحكات الشباب 
مخدتش بالي يا جدع الله.. 
فتح يحيى عينيه بنوم فابتسم حينما وجد آسر استعاد وعيه فقال بفرحة 
حمدلله على السلامة يا بطل.. 
اتجهت نظراته اليه ليجده يقترب من الفراش فاڼفجر يخبرهما بتعصب شديد 
بقولك أيه أنت وهو أنا مش عايز حد يخونه تعبيره ويحضني أنا شخص حاليا لا أصلح لمثل تلك المشاعر أنا بحاجة لاعادة تأهيل الأول فكل واحد يلم نفسه بذات نفسه كده لحد ما ربنا يكرمني وأستعيد صحتي عشان نبقى واضحين مع بعض! 
ضحكوا جميعا فقال بدر ساخرا 
مع ان دي فرصة بالنسبالنا كلنا بس تمام ميهمكش مفيش حد هيقربلك يا حبيبتي مش كده ولا أيه يا جدعان.. 
استقر ذراع آسر ببطنه فصاح الاخير پألم ليضيف أحمد باستنكار وهو يتصنع الجدية 
والتعليمات دي برضه تمشي على تسنيم ولا أيه الوضع 
احتدت نظراته تجاهه فانتصب أحمد بوقفته ثم عدل من قميصه وهو يردد پخوف مصطنع 
طب أنا بالسلامة بقى هرجع البيت أغير هدومي وأرجعلك لما أفوق كده. 
أتاه رده الصارم 
يفضل انك مترجعش أحسن خليك جنب عروستك.. 
ابتسم وهو يجيبه بسخرية 
وده يصح برضه أنت الاساس يابو عمي.. 
احتضن آسر مقدمة رأسه وهو يردد پألم 
ربت يحيى على كتفيه وهو يخبره بابتسامة مكبوتة 
متتعصبش العصبية غلط عشانك استرخي وخليك هادي. 
حدجه بنظرة قاټلة فنهض الاخير ليقف جوار الشباب وهو يكبت ضحكاته جراء ما يحدث بينهما باليوم الأول! 
أخيرا هترجع تنور بيتك يا حبيبي.. 
منحها نظرة مشاغبة أثارت خجلها ثم قال بأنفاس صوتها يخترق مسمعها 
أنا حاسس إني جعت.. 
ابتسمت وهي تدنو من الكومود لتجذب الصينية الموضوعة على سطحه ثم دثت الملعقة بالشوربة التي أعدتها خصيصا له فقربتها منه قائلة بفرحة 
ألف هنا يا حبيبي.. 
ابتسم ساخرا لتحليلها الحديث بمفهومها الخاص فأبعد الملعقة عن فمه ثم جذبها إليه بحركة سريعة ليقترب منها والاخيرة تتطلع له بعينين مندهشة من جراءته بالتقرب منها بمكان كذلك وما زاد خجلها أضعاف حينما استمعت للصوت الحاد القادم من خلفهما 
أنت بتهبب أيه أنت ناسي أننا في مستشفى! 
اتجهت نظراتهما معا لباب الغرفة فوجد فهد يحدجه پغضب
ابعدته تسنيم عنها ثم نهضت من جواره لتردد وجسدها يرتجف من فرط الاحراج 
والله ما أنا يا عمي ابنك اللي مش محترم.. 
ضحك وهو يجيبها 
في دي معاكي حق.. 
لوى آسر شفتيه في سخط 
وأنتي بتقدمي مبررات ليه اتقفشنا في شقة مفروشة مش واحد ومراته! 
لم تحتمل البقاء كثيرا فهرولت للخارج سريعا غاتبعتها نظرات فهد ثم عادت لتستقر على ابنه ليصيح بحدة 
الله يحرقك كسفت البنت أكتر مهي مكسوفة.. 
منحه آسر نظرة غاضبة ثم لحقها نبرته التي تحمل ضيق عظيم 
احنا هنشتغلها تقطيع على بعض يا حاج ولا أيه ما أنت مقضيها برة من ساعة ما دخلت المستشفى
حد كان داسلك على طرف مفكراني قاعد هنا ومش عارف انت بتعمل أيه بره! 
احتدت نظراته الصارمة تجاهه ليردد پغضب مصطنع 
ولد احترم نفسك إحنا في أيه وأنت في أيه! 
لوى فمه وهو يهمس بسخط 
ما تقولوا لنفسكم هي جت عليا يعني! يعني الواحد يقدر ابنك لسه عريس ودخل حبس انفرادي بدري هتبقى أنت والزمن عليه! 
ضحك فهد بصوت مسموع ليمازحه قائلا 
انادهالك تاني ولا أقالبلك المستشفى فندق 5نجوم ولا أعمل أيه بالظبط 
منحه نظرة ضيق ثم تمتم بانزعاج 
لا الحالة مش صعبة للدرجادي وكويس ان المدة خلصت وفي خروج خليها تطري شوية بدل الجو الكئيب ده.. 
عاد الضحك ليسيطر على فهد فقال بعدم تصديق 
أنت بجد محتاج اعادة تربية من أول وجديد.. 
أغلق عينيه پألم ثم ردد بۏجع مصطنع 
آه مش عارف مالي بقالي كام يوم كده بيجيني نغزة غريبة.. 
نهض فهد عن مقعده ثم منحه نظرة جعلته يستقام بجلسته بهدوء فغادر الاخير وهو يكبت ضحكاته بصعوبة.. 
طوال تلك المدة كانت تقضي أغلب يومها بالحديقة وتستجيب لمساعدة حور وماسةفي محاولتهما لجعلها تخطو على قدميها بعدما باتت تشعر بتحسن واليوم استغلت بقائها بمفردها لانشغال الجميع بالترتيبات اللازمة لاستقبال أخيها بعد غيابه لذا تحملت روجينا على نفسها لتمارس التدريبات الخاصة بها بمفردها وما أن انتهت حتى تحملت على جزع الشجرة لتخطو بمفردها دون مساعدة من أحدا فشعرت بالإرهاق حينما بعدما خطت مسافة قصيرة للغاية فتطلعت للمقعد القريب منها ثم عادت بخطاها حتى تستريح عليه قليلا ولكن اهلك ذلك طاقتها فتخبطت بخطاها لتتعركل قدميها ثم كادت بالسقوط ولكن ساندتها يدا قوية حالت بينها وبين السقوط ابتسمت وهي تظن بأن من يقدم لها المساعدة أحد ابناء عمها لذا رفعت وجهها تجاهه وهي تستعد لشكره ولكن سرعان ما تلاشت الكلمات على شفتيها حينما تقابلت عينيها به لا تعلم لما خفق قلبها باضطراب شوقا له أم يتألم قلبها بقربه منها حاولت روجينا أن تبعده عنها ولكنه كان متشبث به بقوة حتى لا ېؤذيها سقوطها فقالت بكره شديد 
أنت لسه عايز مني أيه!! سبني بقى في حالي أنا معتش طايقة أشوفك حس بقى يا بني آدم! 
ابتلع تلك الاهانات التي استهدفته بنجاح ثم حملها بين ذراعيه ودنى ليضعها على مقعدها فابعدت يدها عنه بتعصب انحنى أيان ليجلس مقابلها على العشب وحينما وجدها تبعد نظراتها عنه رفع وجهها بيديه ليجبرها على التطلع لعينيه ثم قال 
مش بمزاجك يا روجينا هتنجبري تشوفيني في الوقت اللي أنا عايز أشوفك فيه. 
أبعدت يديه عنها وهي تصرخ به باڼهيار 
مش بالعافية سامع... انا مش طايقة اشوووفك ارحمني بقى.. 
ابتسم وهو يجيبها 
ولما انتي مش طايقة تشوفيني ليه مقولتليش لباباكي اني بجيلك وبشوفك على طول! 
لعقت شفتيها بتوتر وهي تجابه تلك الدمعات الحاړقة التي سيطرت عليها فرفع أيان يديه ليحتضن بها يدها ثم قال بحزن 
قولتلك عاقبيني على كل اللي عملته معاكي بس العقاپ الوحيد اللي مش هسمحلك بيه هو بعدك عني.. 
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم ابتسمت وهي تخبره بسخرية 
أنت عارف أنا بعيش أيه كل يوم! 
احتضن بيده الاخرى وجهها وهو يهمس 
عارف وحاسس بيك.. 
ابعدت وجهها عن يديه ثم صړخت به بتعصب شديد 
لا مش عارف أنا بستحقر نفسي كل يوم بسببك بلوم قلبي انه لسه بيحب انسان مقدمليش غير الذل والاھانة أنا بلوم نفسي بالرخص اللي مخليني لسه قادرة أحب شخص كسرني بكل السبل ومسبليش أي ذكرى حلوة ممكن أفتكره بيها! 
ضعفت
دمعاته أمامها فهبطت بتأثر لما سمعه والمؤلم بأنها تمتلك كل الحق لما قالته أبعد أيان
وجهه عنها ثم التقط نفسا مطولا يستمد به طاقته وعاد ليتطلع اليها مجددا ثم قال 
طب اديني فرصة أعوضك فيها عن كل اللي فات أنا عارف اني غلطت في حقك وفي حق فهد وأخوكي بس صدقيني أنا كنت مخدوع منكرش اني كنت حاسس بالذنب طول الوقت من نحيتك بس لما الحقيقة بانت الاحساس ده بقى مش ليكي لوحدك ليكي ولعيلتك كلها. 
ألمها قلبها لرؤية دموعه وسماع صوته المنكسر وبالرغم من ذلك حاولت ان تبدو قوية أمسك أيان يدها معا ثم قبلهما ووضع رأسه على قدميها وهو يرجوها
متبعديش عني في أكتر وقت أنا محتاجك فيه.. 
رفعت يدها ثم قربتها من رأسه بتردد فكادت بأن تحتضن رأسه ولكنها تراجعت وأبعدتها عنه ثم قالت بصوت باكي 
من فضلك أمشي من هنا وكفايا أوي لحد كده.. 
رفع عينيه تجاهها ليعاتبها بنظراته فازداد ألمه حينما وجد الكره والحقد تملأ عينيه حانت منه نظرة متفحصة للحديقة وحينما لم يجد أحدا لجواره انحنى ليحملها بين يديه فرددت پصدمة
أنت مچنون سبني واخدني فين.. 
لم يستمع لها بل وضعها بسيارته ثم تحرك بها على الفور ومع ذلك حرصت روجينا الا تصدر أي صوت قد يجعل الاعين تسلط تجاههما فلم تنكر انها كانت تخشى أن يرأه أحدا لا تعلم بأن الجميع يتجاهل وجوده عن عمد بأمرا من أبيها وحتى إن لمحه أحدا من رجال فهد لن يتعامل
معه أحدا بعدما تلاقوا الأوامر منه.. 
استغرق طريقهما ربع ساعة تقريبا فتوقف بها أيان أمام أحد الفنادق ثم صعد بها لغرفته التي يقطن بها بعيدا عن المنزل تلك الفترة ووضعها على الفراش صاحت پخوف حينما وجدت ذاتها على السرير 
أنت جايبني هنا ليه عايز مني أيه! 
لم يجيبها بل خلع جاكيته ودنى منها في محاولة منه للحديث ليجدها تتراجع للخلف پخوف وهي تصرخ به 
لا إبعد عني أنا بكرهك حرام عليك بقى أنت أيه شيطان! 
منحها نظرة منكسرة قبل أن تتبعها نبرته
مټخافيش أنا مش هعملك حاجة كل الحكاية اني عايز اتكلم معاكي وعايزك تسمعيني مش أكتر.. 
ثم نهض عن الفراش واختار الجلوس على أريكة بعيدة عنه ليضم بيديه رأسه وهو يحارب ذلك الألم الشرس اعتدلت روجينا بجلستها ثم راقبته بقسۏة تحاول اللجوء إليها جذب أيان سېجاره الخاص ثم أخذ ينفث بها غضبه فتلك الفترة دمرته نفسيا فبات جسده هزيل للغاية بعدما امتنع عن الطعام وأصبح ېدخن بشراهة عل ما بداخله يسكنه ما يفعله للحظة عز عليه حاله فاخذ يحارب سيل الدمعات التي تقبض على روحه وكلما سقطت أحدى الدمعات كان يزيحها سريعا قبل أن تراها من تجلس خلفهمرت أكثر من ساعتين ومازال يجلس محله ينفث سجائره بافراط فبكت روجبنا وهي تراقبه بتوتر ازداد حينما نهض عن مقعده ودنا منها وضع أيان علبة السچائر على الكومود ثم منحها نظرة مطولة قبل أن يقول بابتسامة ختمت بالۏجع 
خلاص يا روجينا أنا مش هقبل أخليكي تعيشي الۏجع ده تاني أوعدك اني هخرج من حياتك.. 
تهاوت دمعة من عينيه فازاحها وهو يرسم ابتسامة 
يمكن ده العقاپ المناسب ليا بعد كل اللي عملته اني ابعد.. 
ثم رفع يديه على وجهها وقربها منه ليطبع قبلة مطولة على جبينها ثم استند بجبينه على جبينها وهو يردد بأنفاس لفحت وجهها 
يمكن ده يكون أخر لقاء بينا وعايزك تعرفي أني حبيتك حتى ولو
تم نسخ الرابط