الدهاشنه بقلم ايه محمد
المحتويات
فلم تعد تملك التحكم بعقلها الذي يفكر به كل دقيقة وكلما حاولت تشتت ذهنها بالتفكير بخطيبها تعود للتفكير به من جديد جلستروجينا على الرمال المترسلة على مياه البحر تتأمل الأمواج الثائرة من أمامها وكأنها تحاربها او تذكرها بأن ما تفكر به لن يحدث أبدا وكأن هناك مصباح لتحقيق الأمنيات او ربما حورية تتدلل بين صفحات البحر فاستمعت لدموع تلك الفتاة البائسة الحائرة فمنحتها تحقيق لامنيتها وها قد أتي صوته الرجولي العميق من خلفها يردد
فتحت عينيها على مصرعيها ثم التفتت للخلف لتجده يقف مقابلها بطالته التي لم تفشل يوما بالسيطرة عليها نهضت عن الرمال وهي تردد بابتسامة مشتتة
انت!
وضع أيان يديه بجيوب بنطاله القصير ومن ثم اقترب وهو يردد
أيوه أنا..
ثم منحها نظرة أربكتها قبل أن يستطرد
ابتسمت على دعبته اللطيفة وإن كانت تحمل معنى مبطن بقلقه عليها ربما يشعرها بأنها تعني له انتبهت لذاتها الهائمة به كالبلهاء فلعقت شفتيها بارتباك ساد الصمت ليقطعه أيان حينما قال بخبث
شكلك مش مرتاحة لوجودي أشوفك بعدين.
لا بالعكس أنا فرحت إنك هنا.
توقف عن المضي قدما ثم تطلع لها فوجدها تغلق عينيها باحراج شديد ومن ثم سمحت لذاتها بالجلوس أرضا ثم أخذت تردد بتشتت
أنا مش عارفة مالي بجد من ساعة ما شوفتك وأنا متلخبطة..
والتقطت نفس طويل قبل أن تتابع بضيق
ورفعت عينيها اللامعة بالدموع تجاهه وهي تشير بأصبعها تجاهه
أنا مخطوبة وهتجوز كمان شهرين والمفروض اني بحب خطيبي طب ليه بفكر فيك دايما.
ابتسم أيان وهو يتابعها بمكر وعدم تصديق لنجاحه السريع بخطته التي لم تكلفه عناء انخفض لمستواها ثم عاونها على الوقوف ليمنحها نظرة واثقة كسرها بعد دقيقة من الصمت حينما قال
ورفع شفتيه بعدم اكتثار
بوقت زي ده مكنتش أطلع حي وبالرغم من كده خاطرت بحياتي وانا معرفش ايه اللي ممكن يربطني بيها.
ثم ابتسم بمكر
بس ده ميمنعش انك طلعتي جميلة.
ابتسمت روجينا ثم قالت
أنا مش فاهمه انت
عايز تقول ايه
اعتلت معالمه الجدية وهو يردد بثبات مخيف
شتتها كلماته الغامضة فودعها بابتسامة خبيثة وهو يشير لها بيديه
الجو برد أشوفك بعدين.
وتركها ملبكة فيما قاله وغادر والابتسامة تتسع وجهه المنتصر!
تناولت الطعام في جو من الالفة وسط نساء الدهاشنة ارتحت للحديث برفقة رواية وريم وأحبت نادين بمرحها الذي يصنع البهجة ودت لو جلست معهن العمر بأكمله الى أن حان وقت الرحيل هبطت تسنيم من الأعلى لتغادر فانخطف لونها وتشنجت قدميها عن المضي قدما حينما رأت أمامها صورة معلقة تحمل أخر شخص توقعت رؤياه!!
تلك الفتاة الهزيلة تحمل بقلبها ضغينة من الاسرار والمتاهات
التي
جعلتها أسيرة مقيدة وهاجسها كره الرجال حد المۏت فلم تواجه بشاعة رجل واحد بل نخر القدر عظامها لتكون الشاهدة الوحيدة على وقعة ستهز أرجاء منزل كبير الدهاشنة فماذا اذا اصبحت منهما والسؤال المهم هل ستتمكن بالبوح بالسر المرتبط بصاحب تلك الصورة لم تكن الاجابات الكافية لمثل تلك الاسئلة اللعېنة فسقطت أرضا بباحة منزل الكبير فزاع الدهشان فاقدة للوعي ولتلك الحقيقة البشعة!!...
الدهاشنة....ملكةالإبداعآيةمحمدرفعت..
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة.....صراعالسلطةوالكبرياء...
الفصلالثالثعشر..
إهداء الفصل للجميلة سلمى خالد كل سنة وأنت طيبة يا روح قلبي كل سنة وأنتي قريبة فيها من الله عز وجل ..
لأول مرة يشعر بالتشتت هكذا تائه هو بصحراء قاحلة لا يأويها مطر ولا قطرة مياه ېصفع بها ذاته وېعنفها ما بين عتاب ورحمة بما
تعرضت له تلك الفتاة بات قلبه رحيما بها بعدما كان ناقما عليها لا يعلم كم ظل حبيس غرفته منذ أخر لقاء جمعه بها فبمعرفته الحقيقة تلاقى ضړبة عصفت برأسه وقلبه فتحبدر عينيه على مهل وهو يتأمل الحائط الصغير المجاور لباب غرفته فعاد المشهد ليتجسد أمامه للمرة الثلاثون عاد ليرى دموعها ويتذكر صړاخها وبكائها لم يحتمل ذاك الالم الغادر الذي يتغلب عليه دون أي شفقة منه على حاله نهض عن فراشه ومن ثم جذب قميصه ليرتديه على عجلة ليتجه لغرفتها ضم يديه معا ليقربهما من الباب بتردد فالوقت وإن لم يكن متأخر كثيرا ولكنه لا يصح لها الطرق على بابها ليلا تراجع عما يهاجمه وكاد بالعودة لغرفته فتوقف محله بذهول حينما وجد روجينا أمامه انخطف لونها وبات جسدها كالثليج حينما رأته ومع ذلك حافظت على ثباتها وتقدمت للغرفة وقف مقابلها وهو يتساءل بحدة
كنت فين لحد دلوقتي
ابتلعت ريقها بتوتر قبل أن تجيبه
كنت آآ...
قطعت كلماتها حينما فتح باب غرفتها لتظهر رؤى من أمامهم ثم اقټحمت حديثهما قائلة بخبث
ها يا روجينا اتطمنتي عليها
تطلعت لها بعدم فهم فاستكملت الاخرى حديثها مشددة على كلماتها الاخيرة
تقى بقت كويسة ولا لسه تعبانه
استوعبت روجينا ما تحاول رؤى فعله فقالت باستيعاب
آه.. الحمد لله بقت أحسن اخدت ادويتها ونامت..
أومأت برأسها وهي تشير لها
طب الحمد لله ادخلي يالا.
اتبعتها للداخل وبدريشيعها بنظرة تناست حوارهما وتعمقت ببقبق عينيها الحزين ود لو ظل عمرا بأكمله يتأملها ود لو حصل على فرصة الحديث معها على انفراد يكفي أن يكن على علم بأنه سيحظى بفرص ليصلح خطأ القدر القاسې!
فتحت جفنها الثقيل بصعوبة بعدما شعرت برائحة برفنيوم قوي يعيد ادراكها الحسي فتحت تسنيم عينيها على مهل وهي تحارب ذاك الألم القاټل الذي يحارب رأسها أخر ما تتذكره رؤياها لصورة تضم رجلين احداهما يخصه ذكريات سيئة تحتفظ بها لنفسها هي ظنت للحظة أن الماضي يعود للخلف ادارجا فعاد هذا الرجل ليتجسد من أمامها شعرت به يقترب ويقترب فنهضت مړتعبة مما رأته تلهث من فرط أنفاسها المتقطعة وجدت من يحتضنها وصوتها الحنون يردد
اسم الله عليكي يا بنتي..
ابتعدت عنها وهي تتفحص وجهها پخوف فهدأت حينما وجدت رواية جوارها ومن الجهة الأخرى ريم ونادين استقامت بجلستها بحرج مما أصابها فقالت وهي تهم بارتداء حذائها
انا آسفة قلقتكم عليا أنا مش عارفة أيه اللي حصلي يمكن من السفر وضغط اليوم..
وقفت ريم قبالتها ثم قالت بعتاب
بتتأسفي على أيه يابتي ده بيتك وانتي زي بناتنا بالظبط ارتاحي ولما تبقي كويسة ابقى قومي.
ردت عليها بابتسامة صغيرة
عارفة والله بس انا لازم ارجع البيت لحسن ماما زمانها قلقانه عليا أوي.
قالت رواية بتفهم
خلاص يا حبيبتي احنا مش هنضغط عليكي بس على الاقل عم صابر يوصلك ونعمة تبقى معاكي عشان نطمن اكتر..
اتسعت ابتسامة تسنيم وهي تتأمل تلك المرأة الحنونة فأجلت صوتها قائلة
كنت حاسة إن والدتي جنبي طول الوقت ولما فتحت عيوني ولقيتك مستغربتش انتي بجد طيبة وأنا حبيتك أوي..
احتضنتها رواية وهي تردد بفرحة
وأنا والله يا حبيبتي ارتاحتلك جدا.
منحتها ابتسامة صافية قبل أن تتبع نعمة التي سترافقها للمنزل وقبل أن تغادر الغرفة استدارت لتمنحهم نظرة ممتنة قبل أن تضيف
شكرا ليكم على اليوم الجميل ده عمره بجد ما هيتعوض بالنسبالي.
يكفي الابتسامات الصادقة التي رأتها على وجوههم فأمسكت يد نعمة لتستند عليها مروا من الرواق الطويل ومن ثم اقتربوا من الدرج وبالأخص المحل الذي فقدت به وعيها جاهدت تسنيم برفع رأسها تجاه تلك الصورة مجددا ولكنها لم تستطيع فاهتز جسدها پعنف شعرت به نعمة فقالت بقلق
أنتي كويسة يا حبيبتي لو لسه
تعبانه أدخلي ريحي.
قالت وعينيها مازالت مسلطة على الصورة
لا أنا كويسة.
ثم تساءلت بثبات جاهدت للتحلي به
هو مين اللي في الصورة ده
ليتها كانت تحوي شخصا واحد لما وضعت بتلك الحيرة التي وضعتها به نعمة حينما قالت
ده وهدان بيه أبو كبيرنا الله يرحمه واللي حداه يبقى ابن عمه مهران بيه.
ودت لو سألتها أيا منهما والد فهد الدهشان ولكنها خشيت أن يفضح أمر اهتمامها بمعرفة أدق التفاصيل الخاصة بهما فاتبعتها للأسفل وعقلها وذهنها متعلق بتلك الصورة البشعة التي لن تنساها مهما مرت الأعوام انتبهت من غفلتها على السيارة السوداء المصفوفة أمام البوابة الخارجية فاتبعت نعمة ثم كادت بالصعود ولكنها توقفت حينما استمعت لصوت تطرب آذنيها لسماعه فبات المحبب والمقرب إليها حينما نادها قائلا
تسنيم.. أنتي كويسة
استدارت للخلف فوجدته يقف مقابلها الخۏف والإهتمام يسود حدقتي عينيه ود لو تمكن من البقاء بالغرفة لحين إستعادتها للوعي ولكن هنا العادات والتقاليد
تضع الف حاجز أخلاقي لا يتعداه كبيرا ولا صغيرا النظرات كانت تتحدث لبعضها البعض رغم دهشة السائق والخادمة من صمتهما فقررت تسنيم قطعه حينما قالت بارتباك
الحمد لله بقيت أحسن..
ثم قالت بحرج
آسفة اني قلقتكم عليا.
قال بلهفة
المهم انك بقيتي بخير ممكن نطلب الدكتورة لو لسه حاسة نفسك تعبانة.
نفت اقتراحه بلطف
لا مالوش داعي انا فعلا بقيت كويسة.
ثم تحملت على يد نعمة قائلة بإبتسامة صغيرة
عن إذن حضرتك..
وصعدت للسيارة وعينيها مازالت تودعه بنظرات ټخطفها بين الحين والآخر غادرت السيارة وبقى هو من خلفها يتأملها حتى اختفت من أمامه فاستدار ليعود للمنزل فتفاجئ بأبيه يقف بالشرفة العلوية للمنزل ويراقبه بنظرات خبيثة اتبعتها اشارة له بالصعود بالحال..
كالتائه هو لم يعد يعلم ماذا يريد قلبه شغل تفكيره قلقه الزائد عليها نعم هي بالنهاية ابنة عمه ولكنه يشعر بأن ما بداخله ليس مجرد خوف طبيعي هناك أمرا يتجاهله عمدا ربما يخشى التفكير به فكيف سيفعلها وهي لا تحل له!
من المفترض به أن يفكر بمن ستكون قسمتها به ولكنه في كل مرة يجد نفسه يفكر بها هي.. حور اسمها يتردد بأعماق قلبه وكأنه يعرفها جيدا ليت قلبه يستوعب بأنه ليس من المنطقي الوقوع في حب فتاة أخرى غير خطيبته خرج أحمد لشرفته عل الهواء النقي يزيل همومه فردد بصوت مهموم
لا مستحيل أكون بحبها!
صعد آسر للأعلى ثم طرق باب الغرفة فولج حينما استمع إذن الدخول أغلق الباب من خلفه واقترب من فهد ثم قال
خير يا كبيرنا.
تطلع له بنظرة ثاقبةطوفته من رأسه حتى أخمص قدميه والاخر يترقب سماع ما سيقول فطوى صوته الرخيم صفحات الصمت حينما قال
تعالى اهنه وأقف جدامي.
انصاع له آسر وإقترب حتى أصبح قبالته يتمعن له باهتمام أحاط به فور رؤية جديته الصارمة درس فهد عين ابنه جيدا قبل أن يطرح سؤاله الذي حصد على اجابته من قبل أن يخبره به فقال
قولي بقا أيه حكايتك مع الموظفة دي.
بلل شفتيه بلعابه وهو يجيبه
حكاية أيه يابوي!
ابتسامة صغيرة ظهرت على جانبي شفتيه قبل أن
متابعة القراءة