الدهاشنه بقلم ايه محمد
المحتويات
ليجذب بنطال من القطن المريح وتيشرت واسع يليق بعمره ثم خرج للشرفة ليجدها تجلس على المقعد وتتأمل الأشجار من حولها بشرود تنحنح بحشرجة خشنة علها تنتبه لوجوده فوجدها تتجاهله عن عمدا أفترت شفتيه عن ابتسامة صغيرة ليجذب أحد المقاعد ثم وضعه ليجلس جوارها طال السكون ومازال يتطلع لما تتأمله حتى تحرك فكيه ناطقا
استدارت بجسدها تجاهه لتخرج ما بجعبتها
كل حاجة ليها وقت يا فهد أنت عايزه يمسك مكانك ويتعلم كل حاجة في يوم وليلة الولد من حقه أنه يختار هو عايز يتحمل العبئ ده ولا لا من حقه يعيش حياته ويخرج ويعمل اللي عايزه أنت مسيطر عليه بدرجة مخلياه مش عايش يوم لنفسه!
هتقول نفس كلامك أن ابنك راجل محدش قال حاجة بس الرحمة حلوة وبعيد عن كل ده أسلوبك معايا قدامهم لازم يتغير أنت بتحطني في مواقف محرجة جدا مببقاش قادرة أنطق ولا اعترض!
انتظر حتى انتهت من حديثها ثم قال
راوية أنتي لازمن تقدري أني مبقتش زي الاول عارف
أنك بتتكلمي صوح بس في حاجات لازم أكون فيها كده والا هيتقال عني معرفش أمشي داري..
لازم تقدري اللي أنا فيه يا راوية المكانة اللي أنا فيها مش باختياري مفروضة عليا زي ما اتفرضت على اللي قبلي وأكيد هيجي اليوم وهتكون مفروضة برضه علىآسر فاللي بعمله دلوقت عشان يقدر يشيل المسؤولية ويكون أدها..
ربنا يخليك لينا يا حبيبي..
ابتسم وهو يستمع لكلماتها التي تعيد الحياة لقلبه الملتاع فاحتضنها بعشق ويديه تربت على خصرها فقالت بتذكر
نسيت أقولك مش خالد كلمني النهاردة وقالي ان البنات حابين يقضوا الاجازة بمصر..
تساءل في اهتمام
غلبها الحزن
لا هو خلاص استقر هناك هو وريماس تالين ورؤى اللي هينزلوا..
قال بترحاب عظيم
ينوروا الثرايا والصعيد كله..
احتضنته بعشق
طول عمرك صاحب واجب يا حبيبي..
جذب يدها للداخل وهو يهمس بمكر
انا كمان نسيت أقولك حاجة مهمة جووي..
تعالت ضحكاتها وهي تحاول المناص منه ولكن ولجت معه للداخل بنهاية الأمر..
كان هائما بيومه الشاق يتذكر تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة وأساسياته لقاء هاشم المغازي ونهايته بذاك الرجل الغامض ذو اليد الناعمة فابتسم تلقائيا حينما توارى عليه كناية هذا الرجل الناعم عله من الچنس الخناس!
بددت ابتسامته حينما وجد هاتفه يصيح عاليا برنين بدر المعتاد أجابه وهو يفرك رأسه پألم
خير يا ابني مش لسه قافل معاك!
استمع له بحرص شديد ثم قال
صاحبتها مين ثقة يعني
أوضح له نسبها فأعتدل آسر بفراشه وهو يردد بدهشة
بتقول بنت عم فضل..
ها لا معاك طيب تمام انا نازل القاهرة بكره بليل يعني على بعد بكره الصبح تقدر تجبها..
واغلق الهاتف ليشرد من جديد بتلك الصدف الغريبة التي جمعته بأبيها بالصباح وبابنته التي تريد العمل بالمساء علها قدر يساق إليه ليبدد ظلمة الحب الاول الذي ترك لمسات مؤلمة يخشى من الحين والأخر أن يتذكرها...
بالقاهرة... وبالاخص بمكتبأيان المغازي
لف مقعده الأسود بحافة قدميه المستند على المكتب وهو يرتشف عصيره بتلذذ عجيب انتهت من تقف أمامه بقص ما يحدث معها لتنتهي بما قالته
وأنا قولتله أني هحاول اقربه منها وأني هقنعها تروح رحلة اسكندرية قولت أسكته يعني عشان يحل عني..
توقف المقعد عن الدوران حينما لامست قدميه الارض لينهض عن مقعده ومن ثم أغلق ازرار بذلته الرمادية الأنيقة فتحرر صوته الرزين
بالعكس هتنفذي اللي قولتيه..
قالت بتشتت
بس آآ..
بترت كلماتها حينما حدجها بعينيه الصقرية ليتبعها أمره الناهي
أنتي هنا عشان تنفذي اللي أقوله وبس فاهمه..
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة وهي تحرك رأسها بطاعة ثم غادرت على الفور ضغط أيان بيديه على مقدمة المقعد فكاد بأن يتحطم من أسفله من فرط حقده الذي يهاجم عروق مائه كنفورة من المياه التي تتصاحب وابل النيران القاټلة ليردد بشرارة ملتهبة
هانت يا فهد!
تحرك السائق ليعود به للمنزل فتابع عمله على الحاسوب بانهاك حرر يحيى جرفاته بنفور شديد ثم فتح نافذة السيارة ليغلق عينيه بانتشاء اعاد التطلع بالخارج قائلا
وقف العربية يا مصطفى..
انصاع له فأوقف السيارة على الفور فهبط يحيى ليتجه لمحل الالعاب الذي لمحه ثم ولج للداخل ليبحث عن لعبتها المفضلة فجذب العروس بابتسامة اشوقت عن ذكرى لمعت بكلمات مختصرة
الدكتور
قالي في بطني ولد بس انت هتجيب ألعاب أولادي له وبناتي ليا فاهم..
انتهت كلماتها الرنانه بوميض من الحزن حول سعادته لتعاسة واقع ملموس يختبره حتى ذاك اليوم التقط العروس ثم انتقى عدد من الألعاب البسيطة ليدفع ثمنها ثم عاد لسيارته ليصل بعد دقائق للمبنى فصعد لشقته وحينما ولج نادى عاليا
ماسة
ما أن استمعت لصوته حتى هرولت للأسفل ركضا لترى ماذا أحضر لها رفع يحيى الحقائب للأعلى
يعني ده اللي همك الالعاب مش همك أني رجعت طب خلاص مفيش حاجة..
أمسكت بيديه بتذمر
يحيى جاب لماسة أيه
حملها بيديه الأخرى ثم طبع قبلة على جبينها
هنشوف الأول ماسة أخدت أدويتها ولا لا لو طلعت شطورة هتأخد كل اللعب..
ادلت شفتيها السفلية بحزن
ماسة وحشة مش أخدت الدوا عشان طعمه وحش يا يحيى
سيطر على ضحكاته ليتصنع الڠضب
اوكي مفيش لعب ولا شوكولا ومن هنا ورايح مش هتنامي جنبي تاني هتنامي جنب إلهام..
نومها جوار الممرضة التي تعتني بها وبأدويتها أشد ما تبغضهماسة فركضت سريعا للدرج لتنادي
إلهام يا إلهام هاتي الدوا بسرعة ماسة شاطرة هتاخده..
تعالت ضحكات يحيى فوضع يديه ليخفي ضحكاته ليشير بابهامه بعلامة إعجاب وهو يردد بثبات مخادع
براڤو..
هبطت بالادوية سريعا لتقدمه لها فما أن تناولته حتى هرعت اليه مجددا فمنحها الحقائب فحملتهما وجلست على الأرض تستكشف ما بها بلهفة وهو يتابعها ببسمة يكسوها الحزن كلما يتطلع إلى حالتها التي تصيب قلبه كسهم يستهدفه!.
وقفت سيارة بدر أمام أحد المطاعم فولج للداخل يبحث بين الطاولات عنه وحينما فشل بايجاده خلع نظارته وهو يردد بتعصب
قولتله نص ساعة هودي الهدية خلع..
مين ياض اللي خلع أمال ده مين شبحي!
استدار بدر للخلف قائلا بابتسامة واسعة
لو كنت مشيت كنت هتندم يا عبد الرحمن
جلس على المقعد ليشير له ساخرا
وريني هتندمني كيف يا واد عمي!..
................. يتبع........................
الدهاشنة.... صراعالسلطةوالكبرياء....... بقلميملكةالإبداع........ آيةمحمدرفعت......
٥١٢ ١١٦ ص زوزو الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء.
الفصلالثالث..
الفصل إهداء للقارئة الجميلة سلمى مسعد..
رفع كفيه ليتصافح كلا منهما بحرارة ثم جلس بدر على المقعد المقابل له ليشير للنادل الذي أتى سريعا فقال
إتنين قهوة سادة يا برنس.
أشار له بابتسامة واسعة ثم غادر ليحضر ما طلبه وحينما الټفت برأسه تجاه ابن عمه وجده يحدجه بنظرات كالسهام فرفع حاجبيه متسائلا في دهشة
أيه!
أجابه عبد الرحمن بتعصب شديد
متخيل أني في الساعتين اللي كنت بستنى حضرتك فيهم دول مطلبتش عشرين كوبية قهوة!
مرر يديه على طول رقبته وهو يشير له
حقك عليا بقا ما أنت عارف لو مفتكرتش عيد ميلادها هيحصلي أيه
جذب عبد الرحمن حقيبته الجلد السوداء ثم أخرج منها عدد من الملفات
طيب نخلينا بقا بالمهم عشان عايز أرجع البيت قبل معاد أدوية أمي.
هز رأسه بخفة فطرح عبد الرحمن من أمامه عدد من الملفات ليتابع بجدية
تامة شرح تفاصيل العقود التي أتمها مع التجار خارج مصر بأمر من فهد تابعبدر مراجعة الملفات بإعجاب شديد من السعر الذي تمكن من الإتفاق عليه مع الشركات المستوردة فأغلق الحقيبة وهو يدفعها تجاهه قائلا
ويبقى كده كل شيء تمام بلغ عمي بقا.
سأله بدر باهتمام
ليه أنت مش ناوي تيجي الصعيد بالإجازة دي كمان ولا أيه
أجابه عبد الرحمن بنبرة سكنها الحزن
لا للأسف المرادي مش هقدر لأن والدتي تعبانه شوية.
صمت بدر مطولا قبل أن يطرح عليه ذاك الإقتراح الغير محبب
طيب ما تجبها معاك السرايا وأهي بالمرة تغير جو.
بإبتسامة متكلفة قال
وتفتكر هيتقبلوها أو عمي هيتقبلها بعد اللي عملته
تنشطت ذكريات بدر سريعا ليتذكر ما طرح أمامه عدة مرات من حديث عائلته الذي غاص بالماضي ليذكره بما فعلته مروج زوجة عمه الراحلة براوية
مازال يتذكر كيف يبغضها الجميع ولكن ما يحدث معها الآن هو حالة تزلزل المشاعر لها فبالطبع عليهم التخلي عن الماضي أخشونت نبرته وهو يشدد على يديه
متقلقش سيب الموضوع ده عليا
والدتك محتاجة لمساعدة وأنت مش هتقدر تسد في كل ده أنا هكلم عمي.
منحه عبد الرحمن ابتسامة صغيرة بحبس آلمه بداخلها ثم قال
مفيش داعي تتعب نفسك يا بدر أنا مدي ألف عذر لعمي اللي عملته أمي صعب حد ينساه بسهولة.
قال بتصميم
وحالتها حاليا متستهلش مننا غير السماح على اللي عملته قبل كده.
أومأ برأسه پألم ثم نهض ليشير له بهدوء
طيب أنا لازم أرجع البيت أنت عارف مواعيد دوا الحاجة.
بتفهم وحب قال
هتصل بيك نتفق ونتقابل عشانآسر نازل القاهرة بكره بليل.
أشار له بيديه
هستنى مكالمتك سلام.
أشار له بابتسامة صغيرة
في رعاية الله.
ثم جلس بدر يرتشف قهوته فلفح وجهه نسمة هواء عليلة
دفعته عن قصد لتذكر حينما يعبث الهواء بخصلات شعرها الأصفر ابتسامتها التي تلاحقه أينما ذهب عبث بملامحه فهو لا يود إسترجاع أي ذكرى متعلقة بها فوضع كوب القهوة الغير مكتمل بتقزز وكأن رائحتها هي من تدفعه لتذكرها ثم نهض ليجذب المال من جيب بنطاله الرمادي ليغادر سريعا قبل أن تتمكن منه أكثر من ذلك!
بشقة الفتيات.
انتهت حور من قضاء فريضتها ثم جلست لتتابع دراستها بالردهة المقابلة لباب الشقة شعرت بحركة خاڤتة بالخارج فما كان منها الا الإقتراب لتقف بالقرب منه
حررت روجينا المفتاح ببطء شديد ثم ولجت للداخل لتغلقه سريعا والتقطت أنفاسها براحة وسعادة واستدارت لترفع يدها على صدرها وهي تردد بهلع
حور فزعتيني!
بنظرات حادة سألتها
كنت فين كل ده يا روجينا أنتي عارفة الساعة كام دلوقتي
جلست على الأريكة ثم خلعت حذائها بضيق شديد مما تسمعه من محاضرات لازعة من ابنة عمها التي واصلت بنصائحها
عارفة لو حد من ولاد عمك لمحك وأنتي راجعة وش الصبح كده هيعمل فيكي أيه!
ألقت الحذاء أرضا وهي تجيبها بضيق
كنت سهرانه مع تقى والوقت أخدنا.
لوت شفتيها بتهكم
تقى تاني يا روجينا مش حذرتك من البنت دي أنا! أنتي عارفة بيتكلموا عنها إزاي!
خلعت حجابها وهي تصيح بإنفعال
يوووه معتش ورانا غير السيرة اللي مش بتتقفل دي!
وقفت حور مقابلها لتجيبها بشراسة وتحد لمواصلة الحديث
أيوه معتش ورانا الا هو أصلك مش شايفة نفسك بقيتي أيه من ساعة ما صحبتي البت دي غيرتك ١٨٠درجة وكأنك بقيتي واحدة تانية أنا معرفهاش.
اندفعت لغرفتها وهي تردد بضيق شديد
متشكرة لنصايحك.
إتبعتها حور وهي تستكمل بتعصب شديد
هنصحك وهفضل أنصحك دائما متنسيش أني أكبر منك وليا الحق بده!
جلست على الفراش وهي تفرك وجهها بغيظ تخلت عنه وهي تحاول أن تتحدث بلطف
طيب يا حور هنتكلم بكره لأني بجد تعبانه
متابعة القراءة