الدهاشنه بقلم ايه محمد
المحتويات
كانت هناك أعين تتلصص بمراقبة ما يحدث باستمتاع هدفه الأساسي اضرام النيران بين الطرفين فإذا خمدت كشف عن قناعه هو لذا كان يحرص على امتداد العداء بين المغازية والدهاشنة!
بشقة الفتيات.
كان يتفحص بدر ساعة يديه بين الوقت والأخر فأغلق الحاسوب ثم وجه حديثه لآسر المنشغل بمراجعة الحسابات
ما كفايا كده ونكمل بكره أفضل.
وفيها أيه لما نسهر ونخلصهم النهاردة.
وبنظرات شك قال باستنكار
وبعدين مالك كده مش على بعضك من ساعة ما قولتلك تعالى نراجع
الحسابات مش طبعك يعني أنك تحب تأجل الشغل في أيه
إختار حجته المناسبة ثم قال
مفيش بس تعبان ومحتاج أريح شوية.
منحه نظرة صلدة تعمقت داخله قبل أن يشير له بغموض
ما أن إستمع أذنه الصريح بالمغادرة حتى نهض سريعا خشية من أن يرآها مجددا وليته تمهل قليلا والا لما سيضع بالمواجهة الغير محببة لقلبه الجريح فما أن فتح باب الشقة ليغادر لشقته المقابلة وجد عبد الرحمنوتالين مقابله تلقائيا توجهت عينيه تجاه الدرج ليلمحها وهي تصعد هائمة به توهجت حدقتيه بترنيمة يصعب تميزها وقفت بمنتصف الدرج يدها تتعلق بالدرابزين تتأمله بسكون عجيب فرغم سكون الأجساد وهدوئهما الا أن الأعين تتحدث بحديث لا نهاية له اشتياق ينبع من الداخل لا يقدر كلا منهما على التصدي له أو مواجهته فالنظرات هو الوصال بين القلب ومبتغاه توصل ما يريد بمنتهى الشفافية دون أن تجمله أو تنكر ما يخفق بداخله!
صعدت الدرج الفاصل بينهما لتقف بالقرب منه منحها بدر نظرة قاسېة تحمل التقزز بين طياتها فغادر من أمامهما قبل أن يمنحها فرصة الحديث معه ولج للشقة المقابلة لهما وعينيها تتبعه كالظل الذي يتبع صاحبه فما أن أغلق الباب حتى أغلقت عينيها بقوة حررت تلك الدمعة الحبيسة بداخلها وكأنها الآن تحصد نتائج ما ارتكبته بحقه انتبه لها يحيى فقال وهو يتحاشى التطلع لها حتى لا يحرجها
أومأت برأسها بهدوء ثم اتبعتهما للداخل فحاولت رسم ابتسامة مصطنعة حينما هرولت روجينااليها ټحتضنها وهي تردد بفرحة
وحشتيني أوي.
أجابتها بصوت واهن
وأنتي كمان وحشتيني أوي.
جذبتها لغرفتها سريعا ليتبادلن الحديث العالق بينهما منذ قترة أما تالين فجلست جوار حور بسعادة امتسحت معالمها شوقا لها فخرج آسر ليشير لها بابتسامة عذباء
ردت عليه ببسمة رقيقة
الله يسلمك يا آسر طمني عمتو عاملة أيه والبلد عاملة أيه لسه زي ما هي ولا أتغير فيها حاجة
ابتسم وهو يجيبها
عمتك يا ستي زي الفل وعشرة أما البلد فزي ما هي متغيرش فيها كتير وعموما يا ستي احنا كلنا كده كده هنسافر في أجازة أخر الأسبوع البلد وأكيد أنتوا معانا.
اتسعت ابتسامتها بحماس فأشاريحيى لحور ثم قال
زمانها راجعة تعبانة خديها يا حور تستريح في اوضتك.
نهضت لتجذب يدها قائلة بفرحة
تعالي ده أنا عندي حاجات كتيرة عايزة أقولهالك.
ابتسمت تالين وهي تلحق بها بحماس لسماع ما لديها انتقلت نظرات آسر لعبد الرحمن الذي يتابعها منذ أن دخلوا سويا فرفع يديه أمام وجهه ليشير له ساخرا
عبد الهادي أنت نمت مكانك ولا أيه
تعالت ضحكات يحيى ثم تابع بقول
من أول ما شافها وهو مهنج كده.
ضبط معالمه وهو يردد بارتباك من محاصراتهم له
أيه يا عم روميو أنت وهو اول مرة تشوفوا واحد شارد وحزين!
انفلتت ضحكة مرتفعة من يحيى فقال باستهزاء
شارد حزين في أوجاعي ومبقولش لحد!!
وأضاف بسخرية
يا عم فكك من الحوارات دي أنت من ساعة ما شوفت البت وأنت مش على بعضك.
ارتبك بصورة ملحوظة فجذب هاتفه ليضعه بجيب بنطاله ثم أشار لهما
الوقت إتاخر سلام.
وغادر على الفور فابتسم آسر ثم قال بضيق مصطنع
أحرجت الراجل!
ضحك يحيى وهو يشير له بمرح
هو ده بيتحرج! ده أنت تشوفه وهو مبلم قدامها منظره مسخرة.
تعالت ضحكات آسر ثم قال بحزم
طب يلا يا خفة على شقتك ميصحش وجودنا هنا لحد الوقت ده.
نهض هو الأخر ليتبعه ومن ثم صعد للأعلى ودلف هو لشقة الشباب المقابلة لهما..
عنه جلس على أقرب مقعد مقابل لهفهامت عينيه على الفراش ليراها غفلة بعمق الهواء الذي يتسلل من الشرفة المفتوحة يحرك خصلات شعرها الأسود ليتدلى على وجهها إقترب يحيى منها والعشق يجري بأوردته كلهيب الجمر المتأجج ويهاجمه الأخر بقدر ما إستطاع قرب أصابعه من خصلاتها الناعمة ليبعدها عن وجهها وهو يتأملها عن كثب تحررت أصابعه لتلامس وجهها الناعم والابتسامة ترتسم على وجهه تخشبت يديه على وجهها حينما وجدها تضيق عينيها بانزعاج اقترب ليطبع قبلة على جبينها ثم داثرها جيدا وأغلق الشرفة جيدا ليتجه بعد ذلك لحمام غرفته عله ينعم بحمام بارد تطفئ نيران الشوق لها!
تخفى القمر خشية من ضوء الشمس التي إحتلت عرشها الصافي لتنتشر أشعتها الدافئة ومن بينهما شرفة غرفته تنعكس أشعتها على زجاجه لتمنح بضيائها التفاؤل والنشاط وأمام تلك المرآة وقف آسر يصفف خصلات شعره بعدما ارتدى بذلة أنيقة من اللون البني منحته مظهر رجولي جذاب ثم وقف ليضع عطره المفضل ليتأمل طالته
الأخيرة بنظرة رضا ومن ثم انطلق للمصنع فما أن ولج لمكتبه حتى طلب من الساعي قهوته التي يعشقها بالصباح الباكر قبل أن يدخل جوفه الطعام ساعات وهو منهمك بالعمل على ما فاته طوال اليومين الذي انشغل بهما بالسفر للبلد فرك جبينه بأرهاق ومن ثم جذب الحاسوب لينهي ذاك الملف الشاق دق هاتف مكتبه فرفعه وهو يردد بثبات
أيوه يا مصطفى.
ضيق عينيه وهو يتساءل في دهشة
مين!
وبتذكر قال
آه صديقة حور تمام ډخلها.
وضغط على الازرر ليتصل هاتفيا بيحيى ثم أبلغه باستياء
أيه كل الأخطاء دي يا يحيى ده لو عيل صغير مش هتعدي من تحت أيده أنت عارف لو الكبير نزل في الأجازة وشاف الدنيا معكوكة كده هيولع
فينا.
طب تمام مستنيك.
الحديث المتبادل بينه وبين يحيى أنساه عن من تجلس مقابله بعدما ولجت للداخل ورآته يتحدث بالهاتف فجلست على المقعد المقابل له بصمت أغلق آسر الهاتف ومن ثم التف بمقعده المتحرك ليجد من تجلس مقابله تلاشت الكلمات عن لسانه بتلك اللحظة ود لو بتلك اللحظة لو تسائل من تلك عينيها الخضراء تشكل أكبر نقاط ضعفهعشقه للطبيعة والاراضي الخضراء يجري بدمائه في تلك اللحظة التي تلاقت عينيه بعينيها شعر وكأن فرسه الأصيل يحمله بين جنات خضراء مرساها عينيها التي يشعر بأن اللقاء الذي يجمعهما ليس الأول!
ارتبكت تسنيم للحظة من تطلعه بها ففتحت حقيبتها لتخرج منه الملف ثم وضعته امامه وهي تخبره
بإرتباك
دي السي ڤي بتاعي..
سحب نظراته المتعلقة بها ليخطف نظرة سريعة للملف فقال بعد صمت أطبق عليه
من غير ما أشوفه أنا
بثق بكلام حور ومش عايز أكتر من أنك تكوني أمينة لأسرار المكتب وتعاملات التجار.
ابتسامتها الصغيرة تلك أينعت فؤاده فألتاع القلب رجفة جعلته لا ينصاع الا لها تخلى عنه الإتزان وحكمته بذاك الوقت العصيب فقال بثبات مصطنع
أنا محتاج حد يساعدني في الحسابات ومراجعة الملفات أول بأول وكبداية هديكي ملف ترجعيه وتقدميه بكره إن شاء الله وبكده تقدري تستلمي شغلك.
اتسعت ابتسامتها وهي تردد بفرحة
إن شاء الله.
ثم قالت بتردد واضح
أنا بس كنت عايزة أقول لحضرتك أني مش هقدر أكون موجودة لوقت متأخر عشان سكن الطالبات بتاعي بعيد عن هنا كمان مش هقدر أكون موجودة لا الجمعة ولا السبت لأني بكون في البلد.
أومأ برأسه بتفهم
ولا يهمك كل اللي بتقوليه ده بالنسبالي مش صعب.
وبابتسامة أشرقت وجهه الوسيم
تقدري تستلمي شغلك بكرة يا آنسةتسنيم.
أجابته بفرحة لحقت صوتها المتلهف
شكرا لحضرتك يا بشمهندس.
وأبعدت المقعد عنها ثم نهضت لتغادر فاوقفها صوته حينما نادها
قائلا بمكر
الملف يا ريس!
تخشبت محلها حرجا فتلك الكلمة دفعتها للتأكد بأنه كشف كنايتها تأكدت بأنه يعلم بأنها نفسها الرجل الملثم الذي ساعده لعقت شفتيها بتوتر قبل أن تستدير إليه لتقترب منه على استحياء التقط الملف منه فقال بابتسامة مهلكة
الحمد لله أن الأحبال الصوتية بخير ومفهاش مشكلة.
ابتسمت رغما عنها على دعابته ثم همت بالرحيل وهي تردد بصوت شاحب عكس خجلها الممېت
عن أذن حضرتك.
وغادرت من أمامه كالنسمة الباردة التي ازالت حرارة الصيف بعد عناء وتركته شاردا بها ليهمس لذاته ساخرا
وبيتريق على عبد الرحمن!!!
بالصعيد وبالأخص بالسرايا.
تسللتنادين للمطبخ بالأكياس التي تحملها بيدها فبحثت عن مكان آمن فجلست أسفل المنضدة لتخرج ما جلبته بفرحة وسعادة أخرجت محتويات العلبة وقبل ان تشرع بتناوله فزعت حينما سمعت صړاخ هنية المصډومة
بتعملي أيه يا بوومة!
....... يتبع.... الدهاشنة... بقلميملكةالإبداعآيةمحمد...
الدهاشنة...صراعالسلطةوالكبرياء...
الفصلالسادس..
توقف الطعام بجوفها بعدما رأت هنية تقف من أمامها خرجت نادين وهي تحاول إخفاء علبة البيتزا ثم قالت بضيق شديد
في أيه يا حاجة أنتي مش بترتاحي غير لما تعمليلك مشكلة كل يوم على المسا ولا أيه
لوت هنية شفتيها في سخط ثم ردت عليها بحدة
أنتي اللي أفعالك بټحرق الكبد والقلب والطحال بتتسحبي على المطبخ الساعة ٢بليل كيف البقرة وتفزعي الناس اللي نايمة وبيفكروا مين اللي داخل يسرقهم وش الصبح ده!
زفرت في سئم ثم قالت
ده مين المتخلف ده اللي هيسرق بيت الكبير!
ضړبتها بخفة بالعصا التي تستند عليها وهي تشير لها
همي على أوضتك وأما الصبح يطلع أبقي كملي وكلك.
اختل جسدها فعادت لتقف أمامها من جديد وهي تشير على الطاولة
طب أخد العلبة طيب.
عادت لتكرر بحزم
همي بقولك.
منحتها نظرة مغتاظة قبل أن تصعد للأعلى فرددت هنية
بضيق
نسوان قليلة الحيا.
ثم كادت بمغادرة المطبخ فتوقفت وحملت الكرتون ثم قربت قطعة من البيتزا لأنفها تشمه باستغراب فقضمت قطعة بفمها وحينما نال استحسانها وضعته في طرف وشاحها ببهجة ثم عادت لغرفتها.
ارتعش بدن تلك الصغيرة التي لا يتعدى عمرها العاشرة حينما رأت باب الغرفة ينفتح ومن ثم ظهر من خلفها خالها الذي يطرح عنه المرؤءة والنبل ومن ثم تفحص الطريق بالخارج قبل أن يدنو من فراشها في الغالب كانت تتصنع النوم خشية مما ستلاقاه ولكنها الآن ما أن تشعر به تنهض مڤزوعة لتشير له برجاء وتوسل بالا يقترب منها ومع ذلك كان يجذبها اليه بقوة متعمدا ملامسة ممتلكاتها الأنثوية دون أي خجل منه بكت الصغيرة وهي تتوسل له بدموع
سبني يا خال مش عايزة ألعب النهاردة.
رفع يديه ليشير لها بقسۏة
مش بكيفك يا بت واخرسي لو حد صحى وشافنا واحنا بنلعب هجتلك وأنتي عارفة اني مش بيهمني حد.
ابتلعت الصغيرة ريقها الجاف من فرط ارتعابها من هذا الحقېر الآدمي وهي تترجاه بأن يتركها مثلما تفعل كل
متابعة القراءة