الدهاشنه بقلم ايه محمد
المحتويات
فما أن فتحه حتى اندفع أحمد تجاهه قائلا بابتسامة واسعة
آسف اني صحكتم بس عايزاكم في حاجة مهمه..
نهضت ريم عن الفراش ثم أسرعت تجاهه وهي تتساءل پخوف
أختك كويسة!
أجابها على الفور
ماسة بخير بس اللي عايزكم فيه يتعلق بيا أنا..خبر من الأخر يعني..
ردد عمر بذهول
خبر أيه السعادي يا ابني.. ميستناش لبكره
بضيق
طب قول وخلصني في ليلتك الغريبة دي..
قال وهو يعدل من قميصه بعنجهية
بالصلاة على النبي كده يا حاج ابنك هيبقى أب وهيخليك جد معاه..
ابتسم عمر بفرحة بينما ضمته ريم ثم قالت بفرحة
ما شاء الله الف مبرووك يا حبيبي ربنا يكملها على خير ويشرفنا على الكامل يا رب..
يارب يا ماما..
لف عمر ذراعيه حول كتفه ثم قال
الف مبروك يا أحمد الف مبروك يا حبيبي..
ثم جذبه للخارج ليغلق الباب من خلفه فضيق عينيه باستغراب وخاصة حينما قال عمر بابتسامة مصطنعة
اكتم بقى فرحتك جواك للصبح وبعد كده نبقى نفرح البيت كله معانا بلاش تصحي حد تاني كفايا إحنا أصل أنا عارفك لما بتفرح بتحب الدنيا كلها تعرف ايه اللي مفرحك.
دي طريقة تعاملني بيها بعد ما قولتلك انك هتبقى جد
ضحك عمر ثم همس له بخبث
كنت عارف على فكرة الخبر مش جديد عليا..
حك مقدمة رأسه بحيرة
عرفت منين!
أجابه قائلا
ماسة قالتلي..
ثم أشار له على الدرج ليسترسل بمزح
أنت عارف السلم ده هيطلعك فين صح
عارف.. تصبح على خير يا حاج.
ضحك عمر وهو يتطلع اليه حتى صعد للاعلى فعاد لغرفته والفرحة لا تسعه بسعادة ابنه التي عادت لتنير دنياه بعدما حدث له من قبل.
صعدت الشمس لتحتل عرشها الذهبي فتخبئ القمر بظلامه الدامس خلف أشعتها فبددت ظلامه بذلك الضياء الساطع فداعبت عينيه وفتحهما على مهل ثم نهض ليخرج لشرفة المندارة فعلى الرغم من كونها منزل منعزل عن السرايا ولكنها كانت مقابله بالتحديد استكانت عين أيان على فهد الذي يجلس خلف باحة المنزل ولجواره كانت تجلس زوجته يتناولون طعام الافطار فنقلت نظراته للحديقة الجانبية لتهيم عينيه بمعشوقة قلبه التي اختارت الخروج في وقت كذلك لعل الهواء النقي يزيح غيمة قلبها فرغما عنها رفعت عينيها تجاه شرفة غرفته فوجدته يقف ويتأملها تقابلت الأعين ومنه توحد الۏجع كلا منهم يود لو يبوح للأخر بوصف دقيق لما يشمله ألم القلوب كلاهما يعاني وكلاهما يحتاج لوجود الأخر بجواره هو يحارب ما يكتفه من خصام جعلته شخصا سيء وهي تحارب ذاتها التي جعلتها فريسة سهلة لشخص مثله..
أتت رواية منذ الصباح الباكر حتى تتمكن بالحديث مع زوجها الذي رفض الحديث بالأمس لتعبه الشديد وحاجته للنوم فقالت بضيق شديد التمسه فهد بحديثها
أنا بجد معتش فاهمه حاجة يا فهد أنت جايب الشخص ده هنا ليه بعد كل اللي عمله فيك وفي بنتك أنا مصدقت انها اتخلصت منه تقوم تجبهولها لحد هنا!
أني عارف أني بعمل أيه زين.. متقلقيش سبني أني اتصرف.
كزت على أسنانها بغيظ
فقالت وهي تحاول التحكم بأعصابها
رفع عينيه تجاهها ثم قال
الغلط جاي من عندينا من البداية يا رواية متنسيش ان مهران من نسل الدهاشنة واللي عمله يدينا كلتنا..
اعترضت لما قال حينما اخبرته
يبقي هو وابنه اللي يدفعوا التمن مش احنا ..
ثم بدأت بتهدئة ذاتها فبالنهاية تجلس بصحبته بالأسفل لذا اختارت الحديث بهدوء
فهد عشان خاطري بلاش الشخص ده يكون موجود وسطينا هيدمر روجينا تاني وأنا مش هستحمل ده.
شفق لحال محبوبة قلبه وعشقه الوحيد فترك الخبز من يديه ثم وضع يديه على يدها وهو يخبرها بلهجتها التي تعشق سماعها منه
رواية أنا مبعملش حاجة في حياتي غير أني بحميكي أنتي وأولادنا واللي بعمله ده لمصلحة بنتي..
تساءلت بحيرة
ازاي بس
أشار بعينيه للأعلى
بصي فوق
وأنتي تعرفي..
استدارت برأسها للخلف ومن ثم رفعتها تجاه ما يشير فوجدت آيان يقف بالشرفة شاردا بالتطلع للمكان الذي تجلس به ابنتها والغريب أن حالها لا يقل عنه فكانت هائمة به هي الاخرى احتارت نظراتها فعادت لتتطلع لزوجها عله يشرح لها ما يقصده فقال بصوته الرخيم
بنتك لسه بتحبه يا رواية ومستحيل هتنساه أنا شايف حبها ليه في عيونها حتى لو هي بتحاول تداري ده..
وسحب نفسا عميق قبل أن يستكمل بهدوء
ولو جينا نفكر بالعقل هنلاقي أن آيان ضحېة لخالته ولمهران الكلب اللي اتسبب في كل العداوة دي.. كان ممكن اقبل اعتذاره وكل حي يروح لحاله بس ساعتها العداوة
اللي اتبنت سنين بين المغازية والدهاشنة عمرها ما كانت هتتمسح بالبساطة دي وأكتر من حد كانوا هيحاولوا يوقعوا الدنيا تاني والله أعلم عما سوء التفاهم ده يتحل مين زي بنتك هيدفع التمن لكن وجوده هنا وسطينا هيخليه يعرفنا كويس ويعاشرنا عن قرب ومنه يعرف طباعنا ويعرف ايه اللي بنعمله وأيه اللي مش بنسمح بيه وساعتها مفيش مخلوق هيقدر يدمر بين العيلتين وكبيرهم بقى واحد مننا..
ثم استرسل قائلا
أنا بديه فرصة ومعاه بدي لبنتي فرصة تانية حاسس انه نفسه يكون شخص كويس بس ڠصب عنه اتولد وسط الكره ورغبة الاڼتقام انا بحاول اخليه يدمر اي كره جواه من نحيتنا حتى لو كان هو بنفسه عارف اننا الصح وهو الغلط لازم هو بنفسه يتغلب على كل ده.. وقبل اي حاجة فأنا باللي بعمله ده برد اعتبار بنتك وبرفع من كرامتها اللي هو داسها في وقت انتقامه ومن غير ما انزل منه أو أخد بتاري منه... كل ده بسبب القرار اللي اخدته.. أظن بعد اللي سمعتيه ده القلق ميبقاش له وجود جواكي والا أيه
ارتسمت ابتسامة رقيقة على معالمها فقالت بصوت سكنته الراحة
مبقتش قلقانه يا فهد لانك كل مرة بتفاجئني بحكمتك وذكائك.. وده اللي دايما بيشدني ليك..
تطلع جواره قبل أن ينحني بجسده على الطاولة ليهمس لها بمكر
ده بس اللي عجبك فيا يام العيال!
سكن الخجل قسمات وجهها فأخفضت صوتها وهي تجيبه
في حاجات كتيرة طبعا بس مش هينفع الكلام هنا لما نطلع..
غمز لها بخبث
طب ونستنى ليه يا بنت الحلال دي مواضيع مهمة ولازمن ولابد نتكلم فيها وقتي..
نهضت عن الطاولة ثم حملت صينية الطعام لتشير له بدلال
بليل نتكلم أنا لسه هحضر الفطار لآسر..
وتركته وغادرت من أمامه ومازالت الابتسامة تزين وجهه..
أبعدت روجينا عينيها عنه ثم جذبت الدفتر الخاص بها فأصبح هو ملجأها الوحيد طوال تلك الفترة وخاصة بعد تواصلها مع طبيبة نفسية عن طريق الانترنت فطالبتها بتدوين كل ما يشغل عقلها كتابة مشاعرها على ورق ربما يزيح عنها الكثير انزلق القلم من بين يدها فحاولت جاهدة الوصول إليه بمقعدها المتحرك ولكن يد
ما انتشالته لتقدمه لها ابتسمت وهي ترفع رأسها وتردد دون رؤية من عاونها
شكرا..
ارتبكت حينما رأت أحمد يقف مقابلها فمنحها ابتسامة هادئة
العفو.. أنا في الخدمة..
فركت أصابعها بارتباك فاوقفته حينما استكمل طريقه للخارج فنادته بارتباك
أحمد.
توقف عن المضي قدما ثم استدار وهو يسألها
في حاجة يا روجينا
أومأت برأسها وعينيها موضوعة أرضا فسحب أحد المقاعد ليصبح مقابلها
اتكلمي قلقتيني!
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم قالت
أنا مش عارفة اعتذرلك ازاي عن كل اللي اتسببتلك فيه أنا آآ..
قاطعها حينما قال
مالوش داعي الكلام ده يا روجينا اللي عدى خلاص اتنسى احنا في النهاردة..
أغلقت عينيها لتجابه تلك الدمعات الحاړقة وهي تخبره برجاء
أرجوك سبني اتكلم يمكن احساس الذنب اللي جوايا ده يخف.. أنت متستهلش كل اللي أنا عملته فيك عشان كده أنا بعتذرلك من قلبي وبتمنى انك تسامحني انت وحورأنا من يوم ما جيت هنا وعلاقتنا مبقتش زي الاول ..
واستكملت بابتسامة وهي تزيح دموعها بأصابعها
يمكن الحاجة الوحيدة اللي مفرحاني السعادة اللي شايفاها بعيونك والحب اللي بينكم ربنا سبحانه وتعالى بيختار لينا الافضل وهي الأختيار الافضل ليك يا أحمد لإنك تستاهل كل خير.
منحها ابتسامة صافية ثم ربت بيديه على يدها وهو يخبرها
اتغيرتي يا روجينا ويمكن دي تكون بداية جديدة لحياتك عشان كده بلاش تبصي لماضيكي وشوفي حياتك حاولي تخرجي نفسك من الحالة اللي انتي فيها دي لانك تستهلي فرصة تانية..
أومأت برأسها بتأكيد والابتسامة مازالت مرسومة على وجهها فتركها أحمد وغادر ومازالت الأعين تتربص بها أعين تملأها البكاء وأعين أخرى يملأها الڠضب فربما تحملت حور ما رأته ولكن آيان كان من الصعب عليه التحمل لذا اندفع للاسفل والڠضب يتراقص بين حدقتيه ليجدها مازالت تدون بدفترها الغامض بالنسبة له جذب الدفتر الصغير عنها ثم وضعه بجيب جاكيته وحملها بعد ذلك بين يديه ليصعد بها للاعلى وهي تصيح پصدمة
واخدني فبن سبني!
لم ينصاع لصړاخها ولم يبالي بسماعها أحدا بل صعد بها لغرفته ليلقيها على الفراش وعينيه الغاضبة تدنو لتصبح قريبة منها ابتلعت روجينا ريقها الجاف بصعوبة بالغة وهي تتذكر ما كان يفعله من شدة غيرته عليها فمن المؤكد
لها بتلك اللحظة بأنه رأى لقائها القصير بأحمد تحرر عقدة لسانه الثقيل حينما قال
أوعى تختبري غيرتي عليكي أو تتحديني باللي بتعمليه يا روجينا لانك هتكوني بتلعبي پالنار اللي هتحرقني وهتحرقك..
زحفت بظهرها للخلف وهي تردد بصوت متقطع من فرط الخۏف
أنا معملتش حاجة والله أنا كنت بعتذرله عن اللي حصل..
دنى منها مجددا وهو يتساءل پغضب
تعتذري على أيه انتي أيه اللي جمعك بيه عشان تعتذريله انطفي ايه اللي بيحصل أنا معرفوش!!
انهمرت دمعاتها المحتقنة وهي تخرج ما بداخلها
قصدك تقول أيه اللي معملتوش معاه أنا خنت ثقته فيا ودمرته وبالرغم من كل ده لسه شايفني بنت عمه وبيساعدني من اول ما رجعت البيت ده أنا بستحقر نفسي كل ما بشوفه هو وحور أنا مش قادرة ارفع عيني في عينها لاني كنت عارفة انها بتحبه وبالرغم من كده كنت بعاند ولسه بكمل في العلاقة دي حتى بعد ما حبيتك وكسرتني بالشكل ده كان لسه هو جانبي وبيساعدني في اللحظة اللي كان ممكن يتخلص مني فبها ويتجوز البنت اللي كان معجب بيها أنا عملت كل الۏحش اللي في الدنيا.. وبتقولي بتعذريله على أيه!!
ثم رفعت يدها لتدفعه بعيدا عنها وهي تصرخ
أنت السبب في كل حاجة أنت السبب في كرهي لنفسي وليك.. أنت السبب..
أمسك يدها التي تلكمه بقوة ثم قال
قولتلك انسي اللي فات وخلينا نبدأ من جديد وانتي رافضة ده!
ابتسمت بسخرية
أنسى أيه ولا أيه! انسى انك كسرتني بدل المرة خمس مرات ولا انك خوضت في عرضي قدام الناس كلها وأنت المفروض اللي تبقى سندي وتدافع عني ولا انك اخدتني البيت ده عشان اتزل فيهولا انك كنت ھتموت اخويا وأبويا وسمعت ده بودانيولا انك السبب في مۏت ابني اللي كان هيهون عليا كل الشړ اللي شوفته منك!
ثم رفعت يدها لترطم صدره بكل قوة امتلكتها وهي
متابعة القراءة