عهود محطمه بقلم ديانا ماريا
نظر لها مروان بتشوش في البداية إلى أن استعاد وعيه كليا، حدق إليها للحظات قبل أن يشهق پبكاء حار وهو يمسك يديها بيده السليمة وينحني عليعا وهويحاول تقبيله: سامحيني يا ماما.
حدقت سلمى إليه بذهول ثم سحبت يدها بسرعة وهى تضمه إليها وتقول بحيرة: مسامحاك يا حبيبي مالك فيك إيه ؟
أزداد نشيج بكاؤه وقال بصوت متوسل: بالله عليكِ سامحيني يا ماما بالله عليكِ، سامحيني.
ضمته إليها بقلق ثم نظرت لشقيقه الذي بادلها النظر بحيرة وقالت بحنان: مسامحاك يا حبيبي، و أنا عمري أزعل منك أبدا، خف أنت وقوم بالسلامة.
ظل يبكي لفترة وهو يكرر طلبه السماح منها بصوته الباكي المتوسل مما أثار قلقها ولكنها واساته وأجلت سؤاله لحين خروجه من المستشفى.
تولى أمير أمر د.فن والده مع أقارب لهم من بعيد لأن والده لم يكن له أشقاء وقد توفى والديه منذ زمن، ثم بعد ثلاثة أيام لاحقة خرج مروان من المستشفى وعاد للمنزل مع والدته.
كانت رنا تجلس مع سلمى في الصالة لا تكاد تصدق ما تسمعه.
هتفت بها: مروان يحصل منه كل ده ؟ إزاي!
أبتسمت سلمى إبتسامة خفيفة بمرارة: أهو اللي حصل يا رنا بس الحمدلله رجع البيت دلوقتي وجوا.
هزت رنا رأسها وهى تتابع: ونادر يا سبحان الله بجد.
ربتت على سلمى بعطف: ربنا رحيم بيكِ يا حبيبتي، الحمدلله أنه مروان رجع لك هيهديه ليكِ وهتلاقي نتيجة صبرك خير.
تنهدت سلمى: الحمد لله على كل حال.
قالت رنا بإستغراب: طب هو مقالكيش حاجة خالص؟
قالت سلمى بتعجب وحيرة: لا بس كل اللي طالع عليه يقولي سامحيني يا ماما وبس.
رنا بإقتناع: أكيد حس بغلطته وعرف أنه زعلك أهو الحمد لله رجع.
دلفت سلمى بالطعام لمروان بعد أن غادرت رنا بعدما اطمئنت عليه سريعا، وجدته شاردا ينظر بحزن لنقطة غير محددة.
أبتسمت وهى تقترب منه: يلا حبيبي وقت الأكل.
نظر لها بحزن نظرات غير مفسرة فتألم قلبها من مشهده.
وضعت الصينية على المنضدة المجاورة للسرير قبل أن تجلس بجانبه وهى تمسك بيده وتقول بحنان: مروان يا حبيبي لو عايز تتكلم قول أنا هسمعك.
قال بصوت مخڼوق: أنا أخيرا فوقت واكتشفت الحقيقة يا ماما، الحقيقة اللي كنت رافض أصدقها أو أشوفها كل حياتي، لما نزلت تحت وأنتِ كل لسة مفوقتيش بابا اقنعني أمشي معاه وأنه هيحل لي مشكلتي وأنه عادي طالما بقيتِ كويسة هاجي تاني يوم أشوفك.
نظر لها وإحساسه بالذنب يظهر على وجهه بوضوح: أنا مش عارف إزاي اقتنعت أمشي معاه والله مش عارف بس متزعليش مني.
مسحت على وجهه ولم ترد أما هو أخذ نفسا عميقا ثم تابع : لما روحت معاه وقولتله هتحليلي المشكلة إزاي، ضحك وقال إنه هيروح يشرح لوالد رغد إزاي أنتِ ظلمتيه وجيتِ عليه ومن كتر ظلمك ليه وإهمالك راح اتجوز عليكِ وكان هيطلقك وأنه أنا مش هعيش معاكِ تاني فمفيش خو.ف على بنته، حسيت بالضيق أوي لأنه دي مش الحقيقة وقولتله كدة، زعق لي لأنه أنا كدة هبقى مغف.ل ومش بفهم حاجة بس أنا مكنتش راضي عن كدة.