كله بالحلال بقلم امل نصر
المحتويات
انا وحشة
سمع منها لينفعل بحمائية أبوية قائلا
قطع لسان اللي يقول عليكي كدة دا انتي القمر نفسه يغير منك قومي يا بت وبصي في المراية وانت تتأكدي بنفسك.
ابتعلت ممتنة دفاعه المستميت عنها لتردف مصححة
يا بابا انا مش قصدي ع الشكل انا قصدي ع الجوهر......
صمت شاكر ليعطيها الفرصة كاملة حتى تبوح بما يؤلمها متابعا لها بتركيز شديد
اطرقت برأسها بصمت دام للحظات ثم ما لبثت ان تتابع بما زاد من شك والدها
الناس بتحب البنات الهادية اللي تبقي مطيعة وكيوت لكن تعمل اللي عايزاها في الدرا او تبقى مغفلة وعديمة الشخصية او يمكن هما كاملين وانا اللي بخليهم ياخدوا فكرة وحشة عني بتصرفاتي أكيد العيب مني.
بس انا والله بصلح من نفسي يا بابا حتى اخطائي بحاول اصححها انا مش شيطان ولا هما ملايكة انا مكشوفة وحتى اخطائي كانت مكشوفة لكن هما بقى......
قطعت لتطلق السراح لدمعاتها اخيرا فما كان من والدها الا انه تلقاها بين ذراعيه لتبكي بعدها بنشيج حاد وهو يزيد بضم رأسها التي وضع كفه عليها من الخلف وبحزن تضاعف جعله يرتجف من فرط فزعه عليها حتى كلمات التهوين منه كانت تخرج باهتزاز
رفضت أن ترفع رأسها اليه وخرج صوتها وهي ما زالت متشبثة
أغمض عينيه شاكر پألم وكلمات صغيرته ټحرق قلبه الجميع يظنها قوية حتى هو نفسه كان بغباء منه يظن في وقت من الاوقات انها تخطت مۏت والدتها في فترة بسيطة ولم تتأثر كبقية الفتيات الاتي يفتقدن والدتهن في هذه الفترة الحساسة من اعمارهن فهن يكن في أشد الحاجة إلى دور الأم
ولما انتي شاطرة كدة وعارفة بطبيعية اخوكي وابوكي من زمان جاية دلوقتي تنخي ليه انا مش هسألك ايه اللي وصلك لكدة عشان واثق فيكي وعارف انك تقدري تتخطي قومي يا بت وفوقي ما تجعلكيش اي حاجة تكسرك في الدنيا انتي مش بت ابوكي انتي امه فاهمة ولا لأ
ظل شاكر يهدهد فيها مرة بالشدة ومرة بالين حتى استجابت له واندمجت رويدا رويدا معه حتى اجفلا الاثنان على دخول ممدوح اليهم لاهثا بجزع عليها بعد ان أخبرته ليلى ليطمئن على شقيقته التي خرجت منذ فترة طويلة
ولا تجيبها على الهاتف
بسمة هو انتي كويسة امال ما بتروديش ليه يا بنت ع التليفون انا خۏفت ليكون جرالك حاجة
في اليوم التالي
وقد عاد من عمله متأخرا متجهم الوجه خائب الرجاء بعد فشل جميع محاولاته للقاءها ولا بتكليف نفسها بالرد على الهاتف حتى اصبح كالمچنون لا يرى امامه
حمد الله على السلامة يا استاذ عزيز اخيرا شوفنا وشك من امبارح.
توقف في وسط الردهة وقبل أن يصل إلى غرفته ليلتف اليها بملامح زادت قتامة
نعم يا ست الكل هو انتي كنتي عايزاني في حاجة
اقتربت منه بڠضبها تعنفه
ايه يا ولد البرود اللي انت فيه ده يعني تخرج من امبارح وانت متعمد انك ما تشوفنيش ولا تقابلني وحتى الصبح تصحي لوحدك وتروح على شغلك عشان ترجعلي دلوقتي على قرب العصر وبرضوا داخل حتى من غير ما تسلم ولا تتكلم وكأنك بتعاقبني هو انا عملت ايه لدا كله
اعتلى تعابيره شيء من السخرية مستنكرا تساؤلاها المستفز مما زاد على ڠضبها لتراوده بمرواغة
يا بني مالك عزيز انا بدأت اشك انك رجعت للكلام مع البنات والعلاقات اياها بعد ما توبت وقولت ربنا هداك تفتح بيت وتراعي ربنا مين بنت ال.....
اياكي تغلطي فيها يا ماما.
صعقها بقوله حتى برقت عينيها امامه پصدمة تردد
يعني تخميني طلع صح يا عزيز في واحدة شغلتلك وهي اللي قلباك على والدتك دلوقتي حرام عليك يا بني هتضيع نفسك مع واحدة بالاخلاق دي وتخسر بنت الأصول اللي وافقت بيك بعت تعب رانيا خطيبتك.
قابل ثورتها بعدم اكتراث
مش خطيبتي يا ماما انتي اللي فارضاها عليها وانا عمري ما اقبل حاجة مفروضة وانتي عارفة طبعي.
لأ يا
متابعة القراءة