كله بالحلال بقلم امل نصر
المحتويات
واحدة مشيت معاها او رغيت معاها في الفون.
إلا هنا ولم يتحمل حتى خرجت صيحته الغاضبة بدون تفكير
متقوليش كدة متحطهاش في كفة متساوية مع اللي فاتوا انتي عارفه كويس اوي ان ما تماديتش مع صاحبتك ولا هي سمحت اني اتخطى حدودي معاها اللي بينا كان شيء جميل بلاش تخطلي الأمور ببعضها.
سقطت دمعة غادرة لتخبره ببساطة تحولت لحسم بعد ذلك
رغم إيمانه بصدق قولها إلا أنه لم يتقبل ولم يحتمل تحليلها للأمر هكذا اكفهر وجهه ليعقب على قولها بعند
لا يا ليلى هتصل بيها تاني مرة واتنين ومية لان انا عاوز كدة عندي صفة ولا معنديش برضوا هقابلها واتكلم معاها
ما صفتها بالنسبة اليه
وفي خارج الغرفة
وقفت متكتفة الذراعين تفكر في ما اصاب ابنها بشرود عميق لقد انصتت منذ قليل لمحادثته مع شقيقته في السؤال عن هذه الفتاة وغضبه لموقفها في الابتعاد فجأة وعدم تكليف نفسها بالرد عليه
اشتدت ملامحها ببغض شديد تشعر به داخلها يبدوا ان الامر قد تعدى حدود توقاعاتها رغم علمها بخطۏرة فتاة كبسمة اذا دخلت في حياة وحيدها لقد علمت بشخصيتها في فترة صداقتها الماضية لابنتها ذكية جدا وتعرف كيف تجتذب الحب نحوها بها صفة الزعامة التي لا يمتلكها الا القلة من البشر لقد عانت من تأثيرها على ابنتها في هذه الفترة جرأتها وجعلتها تتمرد على خجلها القديم بعد ان كانت كالقطة المطيعة لها وعن إعجابها بعزيز فقد رأته داخل عينيها وبكل وضوح ولذلك كانت فرصتها فور انتهاء المرحلة الثانوي بأن شددت بقوة على ابنتها حتى تفصلها عنها في الجامعة بأن جعلتها تدخل كلية أخرى غير تلك التي دخلتها.
أما عنها
فقد افترشت منذ عودتها من الخارج لتجلس على أرضية غرفتها بفستانها المزين الجميل غير
منتبهة لصوت الهاتف الذي كان يدوي بدون توقف الستار الأببض لشرفتها المفتوحة على مصراعيا يلطم وجهها كل دقيقة نتيجة تطايره المستمر بفعل الهواء .
تجمدت كالتمثال الفاقد للشعور او الحركة لا دمع يسقط ولا حتى بكاء عادي تفرغ به طاقة الحزن بداخلها كبتت معترفة بهزيمتها لقد هزمت في معركتها ومن أول جولة.
انها حتى لم تأخذ فرصتها مع المرأة التي باغتتها بخنجر أصاب قلبها مباشرة لقد كانت مستعدة لها جيدا وهي التي ظنت انها على وشك الفوز به اضغاث أحلام تلك التي اوهمت نفسها بها
وما الفائدة في خوض معركة صاحبها نفسه تخلى عنه بها
بسمة.
هتف والدها الذي دلف الى داخل غرفتها للتو ليتفاجأ بهيئتها تلك والهواء في هذه الساعة كان يضرب بقوة
تطلعت له بصمت حتى اغلق شراع الشرفة خشية من أصابتها بالتهاب رئوي فلا يستبعد عنها الان نزلة برد نتيجة الاهمال في صحتها.
كدة برضوا يا مچنونة انتي عايزة تمرضي بالعافية
خرج منه السؤال بصيغة التوبيخ قبل أن ينتبه جيدا لها ليسألها عاقدا حاجبيه بقلق وهي يفترش الأرض بجوارها
مالك يا قلبي
تناول طرف ذقنها يلفها اليه يتابع متفرسا في ملامحها المتغيرة
ايه النظرة دي دي اول مرة اشوفك مطفية كدة مين يا بت اللي وصلك للحالة دي قوليلي وانا اقطع اخبره من الدنيا ان كان راجل ولا ست .
استجابت تغتصب بصعوبة ابتسامة زادت من قلقه ليصيح بها بلوعة أحړقته
ما تقولي يا بت مالك متخاوفنيش عليكي بقى.
لم تصمد أكثر من ذلك فخرج صوتها تتسائل ببحة منكسرة
بابا هو
متابعة القراءة