ضروب العشق كامله بقلم ندى محمود
المحتويات
الفراش ويمد انامله يبعد خصلات شعرها عن وجهها هامسا بأعين تنضج بمشاعر مختلفة
حضتيني عليكي أنا مكنتش هطلع من البيت لما لقيتك تعبانة وإنتي فضلتي تقوليلي أنا كويسة وروح متقلقش عليا بس العيب مش عليكي العيب عليا إني سمعت كلامك وسبتك
ابتسمت له بحب وهمست بنبرة رقيقة
متوقعتش إني هتعب أوي كدا بس الحمدلله بقيت احسن شوية وكمان لما انام واصحى الصبح هبقى افضل بكتير
تعالي هنا
متقوليش إني مبحبكيش تاني هااا
رفعت عيناها إليه قائلا بتعجب
إمتى قولت كدا !
كنتي بتهلوسي وإنتي نايمة
اعتدلت في نومتها ورفعت رأسها عن صدره فورا لتقول بزعر وارتباك
قولت إيه تاني غير ده !
مقولتيش حاجة
كرم قول بجد قولت إيه
ضحك بقوة هذه المرة وقال بنبرة بدت لها صادقة
هلوستي شوية بسيف ومامتك بس مش اكتر
تنهدت الصعداء بارتياح وعادت برأسها على صدره من جديد متمتمة بخفوت جميل
الحمدلله
لم تستغرق دقائق طويلة حتى ذهبت في ثبات عميق وظل هو يحملق في السقف بشرود ويده تعبث في خصلات شعرها برقة ورفق شديد ثم غلبه النوم هو الآخر !
سايبني وحدي ليه وقاعد بتفكر في إيه هنا
لم ينزل نظره عن السماء وظل معلقها في الأعلى لتسمعه يسألها بنبرة مشتتة
لم تفهم سبب هذا السؤال بل كان السؤال غامض بالنسبة لها ولا تفهم منه شيء ماذا يقصد بأشياء لم تتوقعها منه !! وهل هو سؤال فارغ أم خلفه خفايا وأسرار لم يفصح لها عنها
سألته بريبة حقيقية واستغراب
حجات زي إيه يعني مثلا
هتف بنفي وابتسامة متصنعة
لا خلاص متشغليش بالك سؤال ملوش لزمة
تنهدت بعمق ومسكت بكفه تضمه بين يديها الناعمة وتهمس برزانة ونظرات عاشقة
لا يمكنها أن تكون بكل هذا التفهم والحكمة وهي تعرف أني اخفي شيء عنها كيف تفعلها !! كان يسأل نفسه بذهول من ردها عليه ورزانتها وتلقائيا وجد ابتسامته تخرج لشفتيه بدون أذن وتستقر في عيناه نظرة عاشقة فهي كالملاذ حقا الذي ارسله الله له لكي يحتمي به ويجد فيه الراحة والسکينة والحب والتفاهم كما كان يبحث عنه اقترب منه وقبل جبهتها هامسا بنبرة حانية
بحبك ياملاذي
قررت أضفاء القليل من المرح على جلستهم فأجابته بمداعبة
عارفة قولتلي كدا أول إمبارح
فهم مداعبتها فضحك بخفة وغمغم غامزا بحب
وفيها إيه ! نقول تاني وتالت ورابع وعاشر كمان ولا إنتي عندك اعتراض !
تقول اللي عايزه ياقلب ملاذك
مالت شفتيه لليسار في لؤم واعجاب بتدللها عليه لتلمع عيناه بوميض فهمته جيدا وهب واقفا وحملها على ذراعيه متجها بها نحو الداخل وهو يقول بابتسامة عريضة
طالما كدا يبقى هقولك حاجة سر جوا
تعلقت برقبته ضاحكة وقالت بتذمر وهي تزم شفتيها للأمام
زينو إنت مش هتخرجني ولا إيه اتفسح !
اجابها بتصنع الجدية كامتا ابتسامته
كل دي فسح ومش عجباكي
والله !! هي فين الفسح دي بقى !
كان طاهر بمكتبه في المنزل يباشر بعض أعماله على حاسوبه النقال الخاص به فدخلت عليه زوجته وهي تحمل بيدها كوب الشاي الذي طلبه منها وتضعه أمامه على سطح المكتب هامسة بتردد
طاهر عايزة اتكلم معاك شوية
أجابها وهو مازال يعلق نظره على شاشة الحاسوب أمامه
قولي خير !
أخذت نفسا طويلا واخرجته زفيرا متهملا متمتمة بثبات بسيط
يسر اتكلمت معايا في موضوع السفر و
قاطعها بحدة ونبرة حازمة
لا تقبل النقاش
وأنا رديت عليها ورفضت متحاوليش تقنعيني اوافق
قالت بهدوء وصوت رخيم به بحة حزينة
ولا أنا موافقة والله بس لما بصيت من جهة تانية لقيت إن هي فعلا محتاجة تبعد شوية البنت تفسيتها متدمرة ياطاهر من ساعة طلاقها أنا بقيت احس إنها مش بنتي لا بتضحك ولا بتهزر زي الأول وعلطول حابسة نفسها في اوضتها
صاح بانفعال وڠضب
آه ولما تسافر وتبقى بعيدة عن عنينا هنبقى مطمنين عليها كدا مثلا قوليلي كدا هتقعد فين ولا هتتعامل إزاي هناك
لا ما أنا هشترط عليها لو هتسافر يبقى هتقعد مع خالتها هناك وراسل موجود هناك كمان وهيكون معاها علطول يعني متقلقش عليها خليها تروح تاخدلها شهر ولا حاجة وتاجي ياطاهر
سكت وهو يفكر بكلامها وبنقطة اقامتها عند خالتها وإنها ستكون مع ابن خالتها أيضا في العمل وهو يثق براسل جيدا ويعرف أنه سيكون معها دوما ولكن مازال خائڤا من أن يتركها تذهب بمفردها وتكون بعيدة عن نظره رأى نظرات زوجته المترقبة لموافقته أو رفضه ليجيبها باستسلام
طيب
أماءت له بالإيجاب واستدارت وبمجرد ما أن غادرت المكتب واغلقت الباب اغارت عليها يسر التي كانت تتصنت لحديثهم وعانقتها بقوة هامسة بصوت منخفض في امتنان
حبيبة قلبي ياماما بحبك والله
اشارت الأم بسبابتها على فمها هاتفة بخفوت
هششش اكتمي ليسمعنا أنا خليته يوافق بس تعرفي يايسر لو عملتي حركة كدا ولا كدا هناك خالتك هتقولي وزي ما خليت ابوكي يوديكي هخليه يرجعك في لحظتها
تأففت وقالت بخنق
ياماما أنا مش هرتاح عند خالتوا وراسل موجود
أجابتها أمها پغضب
خلاص يبقى مفيش سفر
قالت مسرعة بتراجع وهي تزفر مغلوبة على أمرها
خلاص خلاص ماشي أنا هبقى اتصرف واخلي خالتوا تقعدني في الدور اللي فوق وحدي
رمقتها أمها بطرف عينها في استنكار ثم تركتها ورحلت لتنطلق من يسر ابتسامة منطفئة وهي تأمل في قرارة نفسها أن تكون هذه الرحلة ذات آثار إيجابية عليها وتتمكن من نسيان الألم الذي تركه في قلبها ولا تستطيع التخلص منه مهما فعلت !!
دخل ثم أغلق الباب خلفه ووقف يحدق بالمنزل بات لا يطيق البقاء فيه بدونها و لا يستطيع مفارقته أيضا ويحس بها في كل جزء منه !!
اتجه نحو غرفتها ونزع عنه سترته ثم القاها على الفراش واقترب منه ليرمي بجسده على فراشها يحاول اشتمام رائحتها فيه وهو يهمس بمرارة وسخرية من ذاته الغبية
يارتني صدقتهم لما قالولي هتندم لو خسرتها واديني خسرتك وندمان ندم عمري ماندمته في حياتي ومش عارف إزاي ارجعك ليا وإذا كنت أنا مش قادر اسامح نفسي هخليكي تسامحيني إزاي وضميري بيموتني وبيفكرني في كل لحظة إني السبب في مۏت ابني وإني لو مكنتش عملت معاكي كدا مكنتيش هتنزليه ومكنش ده كله هيحصل بينا وكمان مكنش ده هيبقى حالي في بعدك عني
كان باب الخزانة مواربا وانتبه هو لقطعة من ملابسها الموجودة بداخله يبدو أنها نسيت أن تأخذها معها يوم ذهابها فهب واقفا والتقطه يحدق به جيدا فتذكر أنه نفس الرداء الذي كانت ترتديه عندما جاء للمنزل ثملا وقضى معها أول ليلة بينهم فضحك بأسى وقد فهم الآن لما هذا الرداء لم تأخذه معها فقد أبت أخذ أي شيء يذكرها بما حدث بينهم تريد أن تنسى كل شيء وكأنه لم يكن وهو أول هذه الأشياء !!
عاد وجلس على الفراش ثم قرب الرداء من وجهه يشم رائحتها ويغمغم بصوت يغلبه البكاء وندم
أنا آسف سامحيني
اجهش في بكاء حار وهو يهتف بصدق وقلب يمزقه الاشتياق
وحشتيني أوي
دامت حالته هكذا للحظات طويلة حتى تمدد بجسده على الفراش ونام حتى الصباح دون أن يشعر بأي شيء وإذا به يثب فزعا عندما سمع صوتها وهي تهتف حسن ! تلفت حوله كالمچنون بحثا عنها ولكنها ليست موجودة تأفف ومسح على وجهه بعد أن أدرك أنه خيل له وعقله بدأ يطلق الهلاوس لينهض ويتجه للحمام وهو لا يدري أن علقھ لم يكن يتخيل وأنها موجودة بالفعل !!
خرجت هي من خلف الباب وهي تصدر زفيرا بارتياح وټلعن نفسها الغبية التي نطقت باسمه ولكن ماذا تفعل فقد أتت للمنزل مجبرة حتى تأخذ جواز السفر بعدما اكتشفت أنها نسيته ولم تكن تتوقع أنه يأتي للمنزل أساسا منذ ذهابها فجاءت مطمئنة بأنها لن تجده ولكن صدمت به بل وكانت الصدمة الأكبر حين رأته في فراشها وبيده ردائها فوجدت نفسها تهتف باسمه من صډمتها بدون وعي !!
سمعت صوت رذاذ المياه في الحمام فحمدت ربها أنه يستحم وسيكون لديها الوقت لتبحث عن ما جاءت لأجله وتذهب قبل أن يراها اندفعت واخذت تبحث في الادراج والخزانة فلم تجده خرجت واخذت تبحث ببقية المنزل في عجلة وخوف كلص دخل يسرق منزل ويخشى أن يمسك به صاحب المنزل هتفت پغضب
اووووف فينه هيطلع من الحمام يلا بقى
عادت لغرفتها مجددا لعلها تكون نسيت مكان لم تبحث به جيدا وظلت تبحث بكل قطعة في الغرفة حتى اسفل الخزانة والفراش وبالفعل وجدته اسفل الخزانة يبدو أنه سقط منها وهي تأخذ ملابسها في يوم رحيلها ولم تنتبه له هبت واقفة وهي تبتسم ثم التفتت خلفها لتدهش به يخرج من الحمام وهو يلف المنشفة حول نصفه السفلي فتشهق بزعر وتستدير مجددا وهي تغمض عيناها بقوة ټلعن حظها السيء أما هو فتصلب بأرضه منذهلا وهمس بعدم استيعاب لما يراه أمامه ولوهلة خيل له أن لا
متابعة القراءة