متى تخضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف

موقع أيام نيوز


وبعدين انا اضحك عليا .. انا مكنتش اعرف ان من اولها أبر كده 
اتسعت ابتسامته وهو يتأمل شفتها السفليه المچروحه من اثر لطمه نجوى ثم رفع أنامله يتلمسها وهو يسألها بأهتمام
بټوجعك ..
ثم سألته مستفسره بقلق بعد تذكرها
فريد .. بابا .. 
اجابها فريد بهدوء
شششش .. بابا معاه ولما يخرج هيطمنك ..
عادت حياة لتستند برأسها فوق كتفه فى انتظار انتهاء محلوبها الطبى وبعد انتهاء جملته بعده دقائق دلف والده للداخل متنحنحا مما جعل فريد ينتبه له بحواسه ثم سأله بهدوء

ايه الجديد !.. 
اجابه والده بنبره خاليه
متقلقش الړصاصه طلعت سطحيه طلعوها واتعاملوا مع الامر .. يقدر يطلع بكره عادى .. لو حياة تحب تطمن عليه هو اتنقل اوضه عاديه ..
رفعت حياة رأسها ببطء ثم تمتمت له بخجل قائله
شكرا .. وشكرا على كل اللى حضرتك عملته النهارده ..
ابتسم لها غريب بأقتضاب ثم عادت ملامحه للجمود قبل ان يلتفت بجسده نحو الخارج استعدادا للخروج ضغطت حياة فوق كف فريد لتحثه على اللحاق به وعندما لم يتحرك من جوارها هتفت اسم والده بخفوت تستوقفه
اونكل غريب .. ثوانى فريد عايز يقولك حاجه ..
توقف غريب على صوتها واستدار بجسده ناظرا نحو فريد الذى رمقها بعده نظرات متوعده ثم بدء يتحرك من جوارها على مضض حتى توقف امامه اخذ نفسا عميقا ثم قال بأقتضاب وبملامح وجهه مرتبكه
البقاء لله ..
ابتسم له غريب ابتسامه باهته ثم قال بهدوء مصححا
نيرمين مماتتش .. انا بس قلت كده قدام جيهان عشان اوقفها عن اللى بتعمله .. بس فى الحقيقه هى رجليها حصلها مشكله ومبتقدرش تحركها بمعنى ادق يعنى اتشلت عن الحركه ..وانا دلوقتى رايح لها .
ضغط فريد فوق شفتيه بأسف ثم عاود يقول بنبرته المتصلبة
لو احتاجت تتعالج بره بلغنى وانا هخلصلك كل المطلوب فى اسرع وقت ..
ربت غريب فوق ساعده بأستحسان ثم اجابه بأمتنان وهو يتأمل ابنه بفخر
عارف انى دايما اقدر اعتمد عليك ..
اومأ فريد له بعينيه مؤكدا ثم عاد يتحدث على مضض
انا كنت عايز .. عايز اشكرك انك وقفت تدافع عنى وعن حياة .. 
نظر غريب من فوق كتف فريد محدقا للفراغ ثم قال بنبره ذات مغزى بعدما اخذ نفسا عميقا
ده دين وكان لازم يحصل من بدرى .. رغم انى اشك ان ممكن يجى يوم واسدده وارتاح منه .
فهم فريد ما يرمى إليه بجملته تلك لذلك حاول تجاهلها وأردف يقول بنبره شبهه متردده
غر.. بابا .. حياة حامل .. 
ساد الصمت لبرهه نقل غريب خلالها نظراته المشدوهه عده مرات بين فريد وحياة ثم ابتسم هاتفا بعدم تصديق وبعده كلمات متفرقه
حامل !!! انت !!! حفيد !!! اخيرا ..
ابتسمت حياة من ارتباكهم ومن ردود افعالهم المتشابهه ولصراع المشاعر ذلك المتباين فوق وجوههم والذى أنهاه غريب اولا بأخذ فريد داخل احضانه بحب اما عن فريد فقد تعامل مع والده بجموده المعتاد رغم لمحه الدفء التى لاحظتها حياة داخل عينيه بعدما عاد يجلس جوارها فى صمت.
بعد انتهاء المحلول الطبى اصرت حياة على الاطمئنان على والدها قبل ذهابها دلفت إلى داخل غرفته بتوجس تحاول السيطره على التوتر الذى انتابها بمجرد مطالعه محياه امامها هى لم تخبر فريد حتى الان ولا تدرى كيف تخبره فداخلها لم يرد اخباره عما حدث رغم علمها التام بخطأ ما تفعله ربما بسبب حرجها وربما بسبب خۏفها من رد فعله او ربما من اجل الاثنين معا وهذا هو الاقرب للصواب فرغم كل شئ هو لازال والدها وبداخلها تتمنى بشده ان يكون موقفه الاخير تجاهها وحمايته لها بدايه جديده لعصر جديد بمعامله جديده اعتدل والدها من نومته بمجرد رؤيتها تدلف الغرفه ويدلف فريد خلفها مستعدا للقائهما تنحنت حياة محاوله تنقيه حلقها والسيطره على ارتباكها ثم سألته بنبره خافته وهى تخفض رأسها للأسفل متجنبه النظر نحوه
عامل ايه دلوقتى ..
اجابها والدها بأنكسار
الحمدلله .. اخدت عقابى .. 
رفعت حياة رأسها بترقب شديد وضيق فريد عينيه فوقه ثم سألته بأرتياب
قصدك ايه !..
اجابه عبد السلام بخزى وهو مطأطأ الرأس
انا عارف ان اللى هقوله ده هيضايقك ومش ضامن تأثيره عليك هيكون عامل ازاى بس مهما كان رد فعلك انا متقبله .. لانى كنت السبب فى اللى حصل .. جيهان اتفقت معايا ان اجبلها حياة لحد عندها واخد فلوس مقابل انها تجر رجليك وبعدها تسيب حياة بس مصدقتش معايا .. او هو ده اللى انا كنت فاكره هيحصل ومحصلش .. بس وعهد الله ما كنت اعرف ان الموضوع فيه كده مفيش اب عايز ېموت عياله .. انا عارف انى ظلمت حياة كتير وضايقتها اكتر بس عمرى ما اتخيلت انى آكون السبب فى مۏتها او موتك .. اموتها ازاى ودى بنتى !!! .. دى مفيش حاجه توجع الاب اكتر من عياله .. عشان كده انا ندمان وبتمنى من ربنا يسامحنى على اللى عملته ده والفلوس اللى اخدتها منها انا مش عايزها .. خدوها اتصرفوا فيها .. هو فى ايه فى الدنيا اهم من عيالى ..
بدءت دموع حياة فى الانهمار بسبب سماعها لحديث والدها لم تسامحه نعم جزء كبير بداخلها لم يستطع نسيان ما فعله بها على مدار سنوات وجزء اخر يذكرها بالايه الكريمه وبالوالدين احسنانا تنهدت بحزن ثم قالت بأقتضاب
متشغلش بالك يا بابا .. المهم اننا كلنا بخير دلوقتى .. وهبقى اطمن عليك تانى ..
انهت جملتها تلك ورفعت رأسها تنظر إلى فريد بملامحه الغاضبه ثم طلبت منه بصوت متحشرج من اثر الدموع
ممكن نمشى دلوقتى .. 
لم يصدر من فريد اى رد فعل بل اكتفى بتحريك كفه للامام فى اشاره منه لتتقدمه تحركت حياة للخارج بخطوات مثقله وبمجرد خروجها من
الغرفه ووصولها للممر اندفعت تعانقه بقوه وتخفى رأسها فى كتفه وبدءت تشهق بكل ما أوتيت من قوه وهى تغمغم بكلمات متفرقه
ممكن نمشى .. انا عايزه اروح بيتنا مش عايزه استنى هنا ..
شدد فريد من احتضان ذراعيه لها ثم اجابها بحزن لرؤيه حالها هكذا
طب تمام تمام .. بطلى عياط واهدى
وهنمشى دلوقتى حالا .. حياة انتى لازم تهدى وافتكرى كلام الدكتوره ..
ابتعدت عنه قليلا وقامت بمسح دموعها بظهر كفها ثم سألته بنبره طفوليه
يعنى انت مش زعلان منى !.. 
قطب فريد جبينه بدهشه ثم سألها مستنكرا
انتى بتعيطى عشان فكرانى زعلان منك !!..
تعلقت بسترته بكلتا كفيها المتكوره ثم حركت رأسها على مضض موافقه وهى تنظر داخل عينيه لتستبين رد فعله رغم غضبه الواضح بسبب مواجهه والدها الاخيره ومعرفته بما فعله الا انه وجد نفسه يبتسم رغما عنه ثم قال بمزاح
وانا اللى فاكرك متأثره باللى حصل جوه ..
لاح شبهه ابتسامه على شفتيها ثم اجابته بخفوت
عشان الاتنين .. بس والله كنت هحكيلك .. ممكن متزعلش مكنش قصدى اخبى عليك ..
يبدو ان ذلك المهدء البسيط الذى وضعته الطبيبه داخل محلولها الطبى دون علمها قد بدء يؤتى ثماره لذلك تنهد فريد يأرتياح ثم اجابها وهو يحتضن يدها استعدادا للخروج
طب خلينا نتكلم فى البيت ..
ضغطت فوق شفتيها بأمتعاض ثم تحركت معه للخارج محاوله تقبل ما حدث والتفكير بأيجابيه حتى ينتهى هذا اليوم الصعب فأهم شئ وأفضل شئ ان ابنها وزوجها معها ولم يصابا بأى سوء وما دون ذلك شكليات تستطيع تخطيها معه وهى داخل احضانه وتحت رعايته .
في المنزل وأثناء صعود حياة الدرج شعرت ببعض الدوار ينتابها فتوقفت عن الصعود واغمضت عنيها لبرهه محاوله السيطره عليه توقف فريد هو الاخر جوارها ثم انحنى بجزعه نحوها يسألها بقلق
حصل حاجه !..
همهت بصوتها نافيه ثم اجابته مطمئنه
مفيش دوخت بس شويه ..
انحنى فريد بجزعه ووضع ذراعه تحت ركبتها والأخرى فى منتصف ظهرها ثم حملها للاعلى مكملا طريقه نحو غرفتهم وهى بين يديه دلف بها إلى غرفتهم ووضعها فوق الفراش برفق ثم عاد ليستقيم فى وقفته تمسكت حياة بذراعه بقوه وهى تسأله پذعر
انت رايح فين !!!!!..
جلس جوارها فوق الفراش ثم اجابها بنبره مرهقه
مفيش هعمل شويه اتصالات اشوف وصلوا لفين وارجعلك .. 
تشبث بذراعه بقوه ثم هتفت متوسله
لا عشان خاطرى خليك جنبى النهارده بس مش عايزاك تبعد ..
لم يكن يحتاج لتوضيح ليفهم ما تشعر به فهو الاخر لا يستوعب إلى الان ما مرا به ولا فكره فقدان احدهم للاخر لذلك استلقى جوارها بهدوء ثم فتح ذراعه لها لتقترب منه ابتسمت بسعادة ثم اندست مسرعه داخل احضانه تستند برأسها على صدره القوى تتلمس منه الامان والراحه بعد فتره من الهدوء تحدثت حياة قاطعه بينهم الصمت وقائله بضيق
كل ما بغمض عينى بتخيل منظرها وهى بټضرب بالړصاص ووهى مرميه على الارض وډمها حواليها ..بجد نهايه وحشه اوى .
شدد فريد من احتضانه لها وهو يتنهد بقله حيلة ثم قال بحنان
انا عارف ان اللى شفتيه مش سهل ..
قاطعته حياة قائله بسرعه فقد كانت تنتظر وصولهم المنزل حتى تتحدث معه
ولا انت .. انا عارفه ومتأكده انك مضايق عشان حاسس انى اتعرضت للخطړ بسببك مع ان العكس هو اللى حصل .. انت كان ممكن يجرالك حاجه بسبب جشع بابا ..
مسح فريد فوق شعرها بحنو ولم يعقب لذلك اردفت حياة تقول بهدوء
فريد .. حبيبى .. قولى اللى فى قلبك انا هنا سامعاك .. 
لم يصدر منه رد فعل فأستطردت حياة تقول بنبره خفيضه
انت عارف .. انا مش عارفه المفروض ازعل ولا افرح بسبب اللى حصل .. يعنى فى الاول كنت مړعوبه وقلبى هيقف من خوفى عليك بس دلوقتى .. دلوقتى مرتاحه باللى حصل .. فعلا فى كل شړ خير وفى الاخر كل واحد اخد جزائه ومرتاحه اننا خلصنا من شړ جيهان ونجوى .. يعنى فى النهايه الحمدلله انت معايا وقدامى وابننا هنا فى امان ..
انهت جملتها
تلك واعتدلت فى نومتها لتجلس فوق الفراش ثم رفعت كفه ووضعته فوق بطنها وهى ترمقه بنظرات مشجعه لانت ملامح فريد على الفور بسبب فعلتها تلك وزفر بقوه مستسلما ثم قال بضيق
كان ممكن تحصلكم حاجه بسببى .. ساعتها عمرى ما كنت هسامح نفسى لو جرالك حاجه .. حياة انا كنت انانى لما صممت ادخلك حياتى وكل الحقد ده حوليا ..
قاطعته حياة بلهفه واضعه كفها فوق فمه تمنعه من الاسترسال قائله بتوسل
لا عشان خاطرى اوعى تقول كده .. اوعى تفكر كده .. دى حياتنا بخيرها وشرها .. بحلوها ومرها .. انا وانت مصيرنا واحد ولولا مساعده ليها بابا مكنش حصل كل ده .. يعنى زى ما قلتلك من شويه .. انا السبب مش انت .. وبعدين فين كلامك ان طول مانا جنبك مينفعش اخاڤ !!!.. انا
كنت واثقه زى مانا بكلمك دلوقتى .. انك قادر تحمينا وتلحقنى .. وانت عملت كده ولقيتك قدامى من غير ما تفكر فى نفسك لحظه واحده .. وبعدين ربنا سترها معانا .. فريد انا عمرى ما كنت احلم ان بابا ممكن يقف قدامى وياخد ړصاصه بدل منى من غير ما يفكر .. ولا ان بباك يقف قصادنا احنا الاتنين ويدافع عننا من غير ما ېخاف على نفسه او من جيهان .. عشان كده بطلب منك تحاول تسامح .. عشان خاطرى حاول .. ومتأذيش بابا .. خلى فى باب مفتوح يمكن تكون دى البدايه ..
اعتدل فريد بجسده وجلس قبالتها يسألها مستفسرا بعدما رأى وهج الدموع يلمع داخل مقلتيها
حياة !!! انتى لسه مستنيه منه حاجه !.. 
اجابته نافيه
مش مستنيه .. بس مش عايزه أعصى ربنا فيه .. عشان كده بطلب منك لو بتحبنى تودنى فيه .. مش بطلب منك توده ولا تسأل عنه يكفينى انك متاخدش رد فعل ضده ..
لوى فريد فمه بضيق ثم قال على مضض بنبره جامده
حاضر يا حياة .. بس هخليه تحت عينى لانى مش ضامنه .. 
ارتخت ملامحها وإجابته وهى تعانقه بحب
وانا مش محتاجه اكتر من كده .. ربنا يخليك ليا ويجبر خاطرك زى مانت مفرحنى وجابر بخاطرى دايما يا احلى حاجه فى دنيتى ..
هتفت حياة بعد فتره اسمه بدلال وهى تطبع قبله ناعمه فوق ذقنه
فريد .. 
اجابها بصوته الاجش
عيون فريد ..
اجابته بخجل وهى تداعب عنقه بأناملها
انا جعانه .. 
دوت ضحكته عاليا من تبدل مزاجها الفورى ثم سألها بأستفسار
حاضر .. تحبى تأكلى ايه !..
أخفت رأسها فى تجويف عنقه ثم اجابته بصوت مكتوم
اى حاجه .. وممكن تقول لدادا عفاف تعملى كرواسون .. 
اتسعت ابتسامته مره اخرى وهو يحرك رأسه بعدم تصديق قائلا بمزاح
انتى متأكده انك كنتى مخطوفه من شويه !..
امتعضت ملامحها ثم اجابته متصنعه الحنق
يا سلام !!! اعمل ايه يعنى وبعدين انت لازم تراعى ان بقيت اتنين فى واحد ومحتاجه اكل كويس .. 
سألها فريد بنبره ممازحه
وهو الاكل الكويس ده بالكرواسون !!!..
رفعت رأسها تنظر إليه ثم حركت رأسها مؤكده وهى تمط
شفتيها للامام اقترب فريد منها ببطء ثم قال بنبره عابثه
تصدقى انا كمان وحشنى الكرواسون ..
هتفت حياة اسمه بدلال وهى تعض فوق شفتيها بخجل
فرييييد .. 
عبست ملامحه وضاقت المسافه ما بين حاجبيه وهو يسألها بحنق
هى قالت الفتره الاولى صح !.
هزت حياة رأسها مره اخرى مؤكده بصمت وهى تبتسم له بشماته رفع احدى
حاجبيه مستنكرا ثم قال بهدوء متوعدا
يبقى متندهيش عليا .. ومتبصليش كتير .. وبطلى تستفزينى عشان فى الاخر الحساب هيجمع يا حياة ..
رددت حياة من خلفه ممازحه لتثير حنقه
حاضر مش هقول فريد خالص .. ومش هبصلك حتى من بعيد لبعيد ومش هاجى وراك الجيم .. اتفقنا ..
هتف فريد اسمها محذرا فسارعت تقول مصححه بجديه
خلاص والله اسفه بس بشرط .. تفضل قدامى ليل ونهار عشان اتوحم عليك براحتى .. ولا عندك مانع !.. 
اجابها 
انا اللى عايز افضل جنبك ليل ونهار وكفايه عليا ابصلك بس ..
بعد مرور شهران وبعد وجبه العشاء تفاجئت حياة بزياره السيد غريب لهم بالطبع بعد تلك الحاډثه تحسنت العلاقات بينهم بشكل طفيف واصبح فريد اكثر لينا فى التعامل معه ولكن ليس لدرجه الزيارات العائليه تنحنح والده قاطعا الصمت والتساؤلات وقائلا مباشرة دون تجميل
فريد .. نيرمين طالبه انها تشوفك انت وحياة ..
حركت حياة رأسها نحو فريد الذى كان يقف قبالتها بجمود تنتظر اجابته عاد السيد غريب يقول موجها حديثه لحياة تلك المره
حياة لو سمحتى .. نيرمين اتغيرت بجد وهى طالبه انها تشوفك واترجتنى كتير .. متبخليش على واحده فى حالتها خسړت كل حاجه ومبقاش حد حواليها بالطلب ده ..
تنهد حياة بحيره وظهر التأثر على ملامحها ورغم ذلك قالت بحسم
انا اسفه بس انا وعدت فريد قبل كده انى عمرى ما هتدخل فى اللى بينه وبينها .. بس كل اللى اقدر اقوله ان لو فريد وافق يقابلها هتلاقينى قبله ..
نظر غريب نحو فريد بتوسل منتظرا اجابته وعندما لم يجد سوى الصمت تحرك للخارج بأحباط وأكتاف متهدله .
وفى صباح اليوم التالى وبعد استيقاظهم وتناول حياة للفطور تفاجئت بفريد يقول بجمود
حياة .. اجهزى عشان هنخرج ..
سألته حياة بأستنكار
هنروح فين !...
اجابها بغموض وهو يتحرك نحو مكتبه
اجهزى ولما نوصل هتعرفى .
بعد فتره ليست بقليله توقفت سيارتهم امام احدى المصحات المرموقة شهقت حياة بعدم تصديق وهى تنظر نحو فريد الذى ضغط فوق كفها مشجعا دون حديث تحركت معه للداخل بتوتر حتى وصلا إلى غرفه نيرمين دلف فريد الغرفه بعدما استأذن من طبيبها المعالج لزيارتها ودلفت خلفه حياة بتوجس نظرت نيرمين إليهم بدهشه ثم هتفت بعدم تصديق
فريد !!..
اومأ فريد رأسه لها بجمود دون حديث تحولت ملامح نيرمين واخذت نفسا عميقا ثم قالت مباشرة بنبره متهدجة
انا طلبت من بابى يخليكم تزورونى .. بس مكنتش عارفه انكم هتيجوا بالسرعه دى خصوصا بعد اللى عملته فيكم انتوا الاتنين .. فريد .. انا عارفه انى غلطت فى حقك كتير .. وعارفه ان معندكش اى سبب او دافع يخليك تصدقنى ولا انتى يا حياة .. بس صدقونى بعد اللى حصلى وبعد اللى عرفته انا مبقتش عايزه عايزه حاجه من الدنيا .. بس كل اللى محتاجاه اخ واخت يحبونى من غير مصلحه او سبب .. عشان كده بتمنى تسامحونى وخصوصا فريد .. او على الأقل تسألوا عليا بعد ما كل حاجه راحت ..
استمعت حياة إلى حديثها وقد بدءت دموعها فى الانهمار حزنا عليها وهى تراها تجلس فوق كرسى متحرك بعدما استشعرت الصدق فى حديثها تلك المره لذلك قالت بصوت متحشرج
انا مسمحاكى .. رغم ان اللى عملتيه فيا المرة اللى فاتت كلفنى كتير .. بس ربنا عوضنى ..وده كفايه عندى
رفعت يدها تتلمس بطنها التى بدءت فى الانتفاخ امامها ثم اردفت تقول بصوت باك
فصدقيني ده السبب اللى خلانى سامحتك .. اما عن فريد فأنا وعدته مش هدخل بينكم تانى .. كل اللى اقدر اقوله انى لو مكانك هعمل اى حاجه عشان يسامحنى .. كفايه سنينك اللى فاتت عدت وانتى محرومه من حنيته وطيبه قلبه ومساعدته ليكى .. صدقينى لو كسبتى فريد فأنتى كسبتى اب وأخ ودنيا كامله ..
صمتت قليلا ورفعت كفها تمسح على عضده برفق ثم اردفت توجهه حديثها له وعيونها تتأمله بأعجاب قائله بعشق
وعشان انا عارفه فريد اكتر من روحى .. عارفه ان حنانه هيغلب قسوته .. بس انا عشان وعدتك هستنى بره وهسمع قرارك منك بعدين .
انهت جملتها تلك ثم انسحبت للخارج تجلس على اقرب مقعد صادفته وبعد فتره ليست بكبيره خرج خلفها فريد بملامح وجهه خاليه انتفضت حياة من مقعدها وتحركت نحوه بلهفه ثم تمسكت بكفه فى سؤال صامت نظر إليها فريد بجمود ثم قال بأندفاع ودون مقدمات
معرفتش انسى .. مش عارف يا حياة .. مش عارف مهما حاولت .. بس وعدتها انى هاخد بالى منها ومش هسيبها لوحدها تانى ..
وضعت حياة فمها فوق كفها تحاول كبت دموعها ثم قالت بنعومه لتطمئنه
كله فى وقته يا حبيبى .. عارفه ان هيجى يوم وتسامح .. متحملش نفسك فوق طاقتها .. عارفه ان حمايتك جزء من حنانك هيكفيها ويزيد .. اما الباقى الوقت كفيل بيه
بعد مرور تسعه اشهر .
وقفت حياة داخل غرفتهم تحتضن بحنان طفلتها بين يديها وتهدهدها بحب فتح فريد باب غرفتهم فسارعت حياة تهتف بسعاده بمجرد رؤيته امامها
بابى جه .. يا لوكا يا كسلانه قومى قولى لبابى وحشتنى وحمدلله ع السلامه يلا ..
تحرك فريد نحوهم مباشرة وأحطاهم بذراعيه ثم قام بطبع قبله ناعمه فوق جبهه كلا من زوجته وطفلته وهو يهتف بحب
مليكه قلبى .. وحشتى بابى .. حياة دى نامت !!.. 
قالت حياة معترضه بغيره
والله !!. دلوقتى بقت مليكه قلبك وانا ماليش !!.. حتى لما بتدخل على فكره بتسأل عليها هى الاول وبتبوسها هى الاول .. خلاص يا فريد مبقاش ليا لازمه عندك ..
سألها فريد بمرح وهو يحك انفه بوجنتها
حياة روحى غيرانه ولا ايه !.. 
اجابته حياة متصنعه الحزن
اه طبعا غيرانه .. مانا شايفه الدلع كله لمليكه .. لو كنت اعرف كنت جبت ولد ...
حمل فريد طفلتها من بين يديها برفق وقام بوضعها داخل مهدها بحذر ثم عاد ليقف امام حياة قائلا بمكر وهو يغمز لها بأحدى عينيه
طب ما تيجى نجرب تانى يمكن تجيبى ولد .. وبعدين مين اللى المفروض يغير .. ده من ساعه ما مليكه جت وانتى مش معبرانى خالص ..
اقتربت حياة منه ثم قالت بدلال
طيب وحشتنى .. 
اوقف اجابته بضع طرقات خفيفه على باب الغرفه جعلته يهتف بحنق مستفسرا مما جعل طفلته تستفيق على صوته
مييين !!!..
اجابته سارة بنبره متعلثمه من خلف الباب المغلق
فريد بيه .. غريب بيه تحت ومستنى حضرتك ..
زفر فريد بحنق ثم غمغم بضيق وهو يتحرك نحو الباب
اهو هو ده اللى كان ناقصنى .. مش عارف انا خلفه ايه دى اللى جايه على دماغى ..
دوت ضحكه حياة عاليا وهى تحمل طفلتها التى استفاقت بشكل كامل وعادت لوعيها استعددا
لاستقبال جدها ثم سألته بأهتمام وهى تتحرك بجواره
حبيبى .. نيرمين عامله ايه بعد ما وصلها خبر إعدام جيهان !.
اجابها فريد بعدما توقف عن السير
بصراحه اتفقنا محدش يقولها غير لما علاجها يخلص خالص .. انتى عارفه كده كده هى مش بتتحرك ومحدش مسموحله يزورها غير انا وبابا ووائل ..
اومأت حياة برأسها متفهمه
ثم قالت بأستحسان
عين العقل يا قلبى .. ربنا ما يحرمنا من وجودك حوالينا ..
طبع فريد قبله خاطفه على وجنتيها ثم عاد ليقول مادحا
وائل كمان طول الفتره اللى فاتت
مسبهاش لوحدها .. الدكتور قالى ان وجوده عليه عامل كبير ..
ابتسمت حياة لحديثه بسعادة ثم عادت تقول بأعجاب
بصراحه يا فريد .. وائل ده طلع صاحب بجد ميتخيرش عنك .. كنت عارفه من الاول انكم هتكونوا صحاب ..
احتنقت ملامح فريد ورفع احدى حاجبيه مستنكرا فسارعت حياة تقول مصححه لتراضيه
بس حبيبى مفيش زيه طبعا .. فريد قلبى وروحى .. هو واحد بس

 

تم نسخ الرابط